قنابل الغاز.. سلاح إسرائيلي لقتل متظاهري العودة بغزة
تقرير لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) كشف عن انتهاكات إسرائيلية فادحة ضد الفلسطينيين.
تستخدم قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات في كل دول العالم، ولكنها في إسرائيل تستخدم لقتلهم.. هذا ما خلص إليه تقرير لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم).
ووفق التقرير، الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، فإنه من 216 فلسطينيا قتلتهم قوات الاحتلال في مسيرات العودة منذ انطلاقها في 30 مارس/أيار 2018، هناك 7 أشخاص، 4 منهم قاصرون قتلوا بقنابل غاز مباشرة.
وأكدت "بتسيلم" أن وسائل تفريق المظاهرات التي تستخدمها قوّات الأمن قد تحوّلت في أيدي عناصر قوّات الأمن (الإسرائيلية) إلى سلاح فتّاك، ومنها قنابل الغاز المسيل للدموع التي لم تعدّ أبدًا لكي تصيب أجساد البشر.
وتبين من إفادات جمعتها المؤسسة الحقوقية الإسرائيلية من متظاهرين أصيبوا بقنابل الغاز ومن شهود عيان على هذه الإصابات، أنّ عناصر قوّات الاحتلال يطلقون قنابل الغاز بتصويب مباشر نحو المتظاهرين وأنّهم يفعلون ذلك بشكل روتينيّ.
كما توضح الإفادات أنّ الإطلاق يتمّ من مواقع أعلى من الشريط الحدودي (من على سواتر ترابيّة أو أسقف الجيبات العسكريّة) أو عبر فتحات الشريط نفسه.
وبحسب التقرير؛ فإلى جانب الشهداء السبعة بقنابل الغاز فإنه حتى يوم 19 يونيو/حزيران الماضي، وصل عدد من تلقوا العلاج في مستشفيات قطاع غزة إلى 1,600 متظاهر أصابتهم قنابل الغاز في أجسادهم وأكثر من ثلثهم أصيب في الأشهر الثلاثة الأولى لعام 2019.
وقنابل الغاز المسيل للدّموع هي وسائل لتفريق المظاهرات ويبلغ مداها ما بين مئة متر وبضعة مئات من المترات في حالة بعد المدى.
وقال التقرير: "إطلاق قنابل الغاز بتصويب مباشر لا يحدث كاستثناء ولا هو مقطوع السّياق وإنّما هو جزء من سياسة إطلاق النار المخالفة للقانون والأخلاق التي تطبّقها إسرائيل منذ أكثر من سنة قرب الشريط الحدودي في قطاع غزة".
وأضاف "هذه السياسة التي قُتل جرّاءها حتى اليوم أكثر من 200 متظاهر إضافة إلى آلاف الجرحى، هي سياسة مخالفة للقانون والأخلاق، وتلوح من فوقها راية سوداء، ورغم نتائجه الفتّاكة والمعلومة سلفًا يتواصل منذ أكثر من سنة استخدام الذّخيرة على هذا النحو الفتّاك -سواء كانت أعيرة ناريّة أو غيرها- ضد متظاهرين معظمهم عزّل ولا يشكّلون خطرًا على حياة عناصر قوّات الأمن المحصّنين والمتواجدين في الجهة الأخرى من الشريط، إنّه مثال آخر على استهتار السلطات الإسرائيليّة وعدم اكتراثها بحياة الفلسطينيّين وسلامة أجسادهم".
واستعرض التقرير تفاصيل استشهاد الفلسطينيين السبعة بقنابل الغاز، وهم:
جمال عبدالهادي محمد عفّانة (15 عامًا) وهو من سكّان مخيّم الشابورة للّاجئين في محافظة رفح، جُرح في 11 مايو/أيار 2018، في رفح جرّاء إصابته بقنبلة غاز مسيل للدّموع وتوفّي في اليوم التالي متأثّرًا بجراحه.
وكرم إبراهيم علي أبو عرفات (26 عامًا) وهو من سكّان عبسان الجديدة (الصغيرة) في محافظة خان يونس، جُرح في 8 يونيو/حزيران 2018 في خزاعة الواقعة أيضًا في محافظة خان يونس جرّاء إصابته بقنبلة غاز مسيل للدّموع وتوفّي بعدها بأيام متأثّرًا بجراحه.
وأطلقت عناصر قوّات الاحتلال قنبلة الغاز مباشرة نحو رأس "أبو عرفات" حين كان على بُعد نحو 100 متر من الشريط الحدوديّ.
أحمد سمير حرب أبو حبل ( 15 عامًا )، وهو من سكّان بيت لاهيا في محافظة شمال غزّة، قُتل في 3 أكتوبر/ تشرين الأول جرّاء إصابته بقنبلة غاز مسيل للدّموع في المنطقة الصّناعيّة "إيرز" الواقعة أيضًا في محافظة شمال غزّة.
وتبين أن قنبلة الغاز التي أطلقتها عناصر الاحتلال أصابت رأسه وانغرزت فيه، حيث كان يبعد عن الشريط الحدوديّ مسافة أقلّها 200 متر.
عبدالرّؤوف إسماعيل محمد صالحة (13 عامًا) وهو من سكّان مخيّم جباليا للّاجئين في محافظة شمال غزّة، جُرح في 11 يناير/ كانون الثاني 2019، جرّاء إصابته بقنبلة غاز مسيل للدّموع في مخيّم جباليا للّاجئين وتوفّي بعدها بثلاثة أيام متأثّرًا بجراحه.
وأطلق الاحتلال قنبلة غاز أصابت رأسه حين كان على بُعد نحو 150 مترًا من الشريط الحدوديّ وظهرُه إليه.
سمير غازي محمود النّباهين (47 عامًا) وهو من سكّان مخيّم النّصيرات للّاجئين في محافظة دير البلح، جُرح في 18 يناير/كانون الثاني 2019، جراء إصابته بقنبلة غاز مسيل للدّموع في مخيّم البريج للّاجئين الواقع أيضًا في محافظة دير البلح وتوفّي أواخر الشهر نفسه متأثّرًا بجراحه.
واتضح أن قنبلة الغاز التي أطلقتها عناصر الأمن الإسرائيلي أصابت وجهه وانغرزت فيه.
حسن نبيل أحمد نوفل (16 عامًا) وهو من سكّان مخيّم النّصيرات للّاجئين في محافظة دير البلح، جُرح في 8 فبراير/ شباط 2019 جرّاء إصابته بقنبلة غاز مسيل للدّموع في مخيّم البريج للّاجئين وظلّ في غيبوبة إلى أن توفّي بعدها بـ4 أيام، واتضح أن قنبلة الغاز التي أطلقها الاحتلال أصابته في رأسه.
بسّام سامي عثمان صافي (22 عامًا) وهو من سكّان مخيّم خان يونس للّاجئين، جُرح في 22 فبراير/شباط 2019 جرّاء إصابته بقنبلة غاز مسيل للدّموع في خزاعة الواقعة في محافظة خانيونس وظلّ في غيبوبة إلى أن توفّي في 11 مارس/أذار 2019.
وتبين أن قنبلة الغاز التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي أصابت وجهه وانغرزت فيه حين كان يقف على مسافة 150 - 200 م من الشريط الحدوديّ.