طوابير البنزين تغزو لندن.. والحكومة تصفها بـ"وضع مختلق"
طالب وزير النقل البريطاني جرانت شابس البريطانيين، اليوم الأحد، بالتصرف كالمعتاد وهم يشترون البنزين، قائلاً إنه لا يوجد نقص في الوقود.
وأضاف شابس أن الحكومة البريطانية تدخلت لتخفيف نقص في عدد السائقين الذين ينقلونه إلى محطات الخدمة.
وفي الأيام الماضية وقفت طوابير طويلة من السيارات في محطات الخدمة وانتظر سائقوها أدوارهم في التزود بالوقود لساعات أحيانا عقب إعلان شركات النفط عن نقص في عدد السائقين تسبب في مشاكل في النقل من المصافي واضطر بعض المشغلين إلى العمل بنظام الحصص في توزيع الإمدادات ودفع آخرين إلى إغلاق المحطات.
وقال شابس لقناة سكاي نيوز التلفزيونية: "هناك وفرة في الوقود، ليس هناك نقص في الوقود في البلاد". ومضى قائلا "لذلك فإن أهم شيء هو أن يتصرف الناس كما اعتادوا وأن يملأوا خزانات سياراتهم كما اعتادوا، وبالتالي لن يقفوا في طوابير ولن تكون هناك أزمات أيضا أمام المضخات".
- لمواجهة نقص العمالة.. بريطانيا تمنح أكثر من 10 آلاف تأشيرة
- "أزمة الغواصات".. بريطانيا تسعى لطي صفحة الخلاف مع فرنسا
وأعلنت الحكومة اليوم الأحد، عن خطة لمنح تأشيرات مؤقتة لخمسة آلاف سائق شاحنة أجنبي. لكن كبار مسؤولي الشركات حذروا من أن هذا الحل قصير الأمد ولن يجدي في حل نقص حاد في العاملين ينطوي على مخاطرة بمشاكل كبيرة تتجاوز إمدادات الوقود وتشمل نشاط تجار التجزئة قبل عيد الميلاد.
ووصف شابس الذعر الناجم عن نقص الوقود بأنه "وضع مختلق" وحمل رابطة السائقين مسؤوليته. وقال "إنهم يحاولون جاهدين استقدام المزيد من السائقين الأوروبيين الذين يتقاضون أجورا أقل من البريطانيين".
10500 تأشيرة عمل مؤقتة
وقالت وكالة فرانس برس، إن المملكة المتحدة ستمنح ما يصل إلى 10500 تأشيرة عمل موقتة سعيا منها للاستجابة للنقص باليد العاملة، وهو قرار اتخذته الحكومة السبت ويمثل تحولا غير متوقع في سياسة الهجرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومن شأن هذه التأشيرات، ومدتها ثلاثة أشهر من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول، أن تعوض النقص الصارخ في عدد السائقين والعمال في قطاعات رئيسية في الاقتصاد البريطاني مثل تربية الدواجن.
وأدى نقص عدد سائقي صهاريج الوقود إلى تشكل طوابير كبيرة أمام المحطات في الأيام الأخيرة، في وقت تجاهل المواطنون دعوات الحكومة لهم بعدم التهافت على شراء البنزين بعد أن أغلقت بعض المحطات أبوابها بسبب نقص الإمدادات.
وحتى الآن، لم تستجب الحكومة لدعوات تحضها على نشر جنود للمساعدة في توزيع الوقود.
ويمثل قرار منح تأشيرات عمل تراجعا في موقف رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي شددت حكومته قوانين الهجرة في مرحلة ما بعد بريكست، وأكدت مرارا أن اعتماد بريطانيا على العمالة الأجنبية يجب أن يتوقف.
وعلى مدى أشهر، حاولت الحكومة تجنب الوصول إلى هذا الوضع، على الرغم من التحذيرات من العديد من القطاعات الاقتصادية والنقص المقدّر بمئة الف سائق شاحنة.
وتعرّض جونسون لضغوط متزايدة من أجل التحرك، بعدما تضافرت تداعيات الجائحة وبريكست لتُفاقم أزمة نقص عدد السائقين، إضافة إلى أزمات أخرى منها ارتفاع أسعار الطاقة.
وعلاوة على تهديد إمدادات الوقود فإن النقص في عدد سائقي الشاحنات تسبب بعرقلة عمليات تسليم المواد الغذائية وسلع أخرى.
وستفرج وزارة التعليم والوكالات الشريكة لها عن ملايين الجنيهات لتدريب 4 آلاف سائق شاحنة من خلال إقامة مراكز تدريب لزيادة سرعة العملية.
ومع امتداد صفوف السيارات المنتظرة أمام محطات الوقود، خصوصا في جنوب شرق إنجلترا، أكد مكتب جونسون في ساعة يوم الجمعة أن الحكومة "تدرس تدابير موقتة لتجنب أي مشكلات فورية".
وقال متحدث باسم داونينغ ستريت إن أي تدابير ستكون "خاضعة لجدول زمني صارم" مشددا في الوقت نفسه على وجود "مخزونات كافية من الوقود" وعلى أنّ "ما من نقص في الكميات".
aXA6IDMuMTcuMTU1LjE0MiA= جزيرة ام اند امز