الإمارات وبريطانيا.. نموذج فريد لمفهوم الاستثمار السيادي
وجدت المملكة المتحدة في الإمارات شريكا دوليا وإقليميا متميزا، في مرحلة علاقات اقتصادية وتجارية جديدة خلال الفترة المقبلة.
تلك العلاقات تؤسس لحقبة المملكة المتحدة لما بعد بريكست، فالخمسين عاما القادمة ستكون نحو الإمارات العالمية المتحدة.
ومن المتوقع أن تدخل علاقة الإمارات بالمملكة المتحدة فصلا جديدا هذا الأسبوع، مع سلسلة من الإعلانات عن استثمارات وشراكات رفيعة المستوى، لتقريب ثورة صناعية أكثر اخضرارا وتقنية عالية.
وتتوافق هذه الخطة بين البلدين مع أهداف التنمية المستدامة للإمارات العربية المتحدة، وأهدافها الخاصة بالوصول إلى بلد ينتج أقل انبعاثات كربونية في الغلاف الجوي خلال العقود القليلة المقبلة، مع التحول نحو الطاقة الجديدة والمتجددة.
الاستثمار السيادي
اتفقت الدولتان على توسيع شراكة الاستثمار السيادي، التي تم الإعلان عنها في مارس/آذار الماضي، باستثمار مشترك أولي قيمته مليار جنيه إسترليني في علوم الحياة، حيث شارفت دورة الاستثمار هذه بالفعل على الاكتمال.
ومن المقرر توسيع الشراكة لتشمل الاستثمارات المشتركة في نقل الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية؛ إذ تم تحديد القطاعات الثلاثة من قبل المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة كمجالات ذات أولوية في المستقبل المنظور.
وفي الطاقة، فإن الإمارات، ثالث أكبر منتج للنفط الخام في العالم في منظمة "أوبك" بمتوسط إنتاج فوري 3.5 مليون برميل يوميا، ولديها 5 مصادر أخرى لإنتاج الطاقة غير النفط والغاز، وهي: الطاقة النووية، الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، الكهرومائية، والمولدة من النفايات.
وفي البنى التحتية، تملك الإمارات أحد أهم الموانئ الرابطة بين الشرق والغرب، والقادرة على استقبال مختلف أنواع السفن، إلى جانب وجود أحد أكبر مطارين في آسيا، والأهم أن الإمارات تقع على خط طريق الحرير.
بينما في التكنولوجيا، فقد تحولت الإمارات إلى قبلة عالمية للشركات التكنولوجية الكبرى والناشئة، وخرجت منها تطبيقات هامة على مستوى العالم، إلى جانب كون دبي واحدة من أكبر المدن الذكية حول العالم.
الرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة
في مقابلة مشتركة مع ذا ناشيونال في لندن، وضع وزير الاستثمار البريطاني اللورد جيري جريمستون والرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة والعضو المنتدب خلدون المبارك المبادئ الأساسية لشراكة الاستثمار السيادي، من الاستثمار المشترك إلى العلاقات الاستراتيجية والإعداد للمستقبل.
ويعد العلم والتكنولوجيا أحد الموضوعات الرئيسية للشراكة، بما يتماشى مع تركيز البلدين على تطوير خبراتهما؛ حيث قال المبارك إن الاستثمارات "ذات تأثير كبير وعائد مرتفع".
وأضاف المبارك: "نحن نعرف المملكة المتحدة جيدا، ونستثمر فيها منذ وقت طويل، بما في ذلك سجل حافل باستثمارات تبلغ 4 مليارات جنيه إسترليني في مصادر الطاقة المتجددة".
ويتطلع المبارك إلى المستقبل، "باستخدام نقاط القوة لما نعرفه"، وقال إن القطاعات الجديدة التي تركز عليها الشراكة "تتوافق مع طموحاتنا.. نحن جميعا على نفس الصفحة"، مع المملكة المتحدة.
بينما اللورد جيري جريمستون، وزير الاستثمار البريطاني قال: "كلا البلدين يتعامل بشكل أساسي مع وجهات نظر بعضهما البعض ويقول إننا سنراهن على بعضنا البعض، وسنضاعف تنمية هذه العلاقة إلى مستوى آخر".
وفي إشارة إلى الطبيعة الفريدة للشراكة بين الكيانات ذات السيادة، قال اللورد جريمستون إن حكومة المملكة المتحدة حريصة على التعلم من التعاون مع الجانب الإماراتي الذي يتباهى بالخبرة العالمية والشبكات الراسخة.
والقطاعات الثلاثة، ذات الأولوية بالنسبة لحكومة المملكة المتحدة أيضا، "وما نراه هنا هو أن مبادلة تساعدنا على ضخ النشاط الاقتصادي في كل جزء من المملكة المتحدة"، بحسب الوزير البريطاني.
وقال: "كلما استفدنا من خبرة مبادلة العالمية كانت هذه فرصة كبيرة لنا".
ترى كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، أن الشراكة الموسعة جزء من صورة أكبر؛ "من المهم تأطير شراكتنا، فمن الواضح أن الجانب الاستثماري مهم ولكن هذا نهج جديد ونحن نتفق على شراكة جديدة"، وفق المبارك.
شراكة مرتقبة احتفالا بالخمسين
هذه الشراكة المرتقبة، تأتي بينما تحتفل الإمارات بمرور خمسين عاما على تأسيسها، فإنها تبني أيضا على أكثر من خمسين عاما من العلاقات مع المملكة المتحدة.
وبحسب المبارك: "المملكة المتحدة في مكان مختلف عما كانت عليه قبل 3 إلى 4 سنوات، والإمارات في مكان مختلف أيضًا".
لذلك، تسعى المملكة المتحدة إلى البناء على شراكاتها الاستثمارية على مستوى العالم، لأنها تخرج من فترة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. "أصبحت المملكة المتحدة قوية بعد خروجها من التكتل الأوروبي"، بحسب الوزير.
منذ مارس/آذار الماضي، استثمرت الإمارات 12 استثمارا في علوم الحياة، حيث نشرت أو التزمت بأكثر من 1.1 مليار جنيه إسترليني من رأس المال المستثمر بالفعل، وبحلول نهاية العام، قال المبارك إنه يتوقع خط رؤية لا يقل عن ملياري جنيه إسترليني.
وشدد المبارك على أهمية الشراكة مع المملكة المتحدة.. "هذا فصل جديد مهم للغاية في علاقتنا مع المملكة المتحدة، مدفوعة بالمستقبل، مع الكثير من الإثارة والثقة واستناداً إلى تاريخ كان مذهلاً للغاية".
aXA6IDE4LjE5MS4yMTIuMTQ2IA==
جزيرة ام اند امز