الإمارات وبريطانيا.. شراكة من أجل المستقبل في 8 نقاط
اتفقت الإمارات وبريطانيا، الخميس، على 8 نقاط لتعزيز الشراكة من أجل المستقبل بين البلدين، شملت تعزيز التجارة والاستثمار والابتكار.
وجاء ذلك خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى بريطانيا الصديقة.
والتقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، في لندن اليوم الخميس، بحضور وزراء من الإمارات والمملكة المتحدة، فضلاً عن سفراء ومسؤولين آخرين من كلا البلدين.
واتفق الجانبان على تدشين شراكة جديدة وطموحة من أجل المستقبل ترتكز على تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، والتي ستشكل أساساً لهذه الشراكة التي تهدف إلى تعزيز الرخاء والرفاه والأمن ومعالجة قضية التغير المناخي وتوسيع تبادل المعارف والمهارات والأفكار
شراكة من أجل المستقبل
قدم رئيس الوزراء البريطاني التهاني إلى الإمارات بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسها، كما رحب الجانبان بالتقدم الذي أحرزته العلاقات الثنائية خلال هذه الفترة، وأعربا عن ثقتهما العالية بمستقبل هذه العلاقات، وأكدا التزام البلدين بمعالجة القضايا العالمية.
ونوه الجانبان بالفرص التي انبثقت من العلاقة الاستراتيجية العميقة بين البلدين، كما اتفق الجانبان على إقامة شراكة من أجل المستقبل لتوسيع وتعميق العلاقات الثنائية.
وتقوم هذه الشراكة على ركيزتين أساسيتين وهما: خلق الازدهار المستدام ومعالجة القضايا العالمية.
واتفق الجانبان على تعزيز التجارة والاستثمار والابتكار، وتعميق التعاون في مجالات تشمل علوم الحياة والابتكار في مجال الطاقة والقضايا الإقليمية والتمويل غير المشروع والتعليم والأمن والتنمية والثقافة والمناخ والصحة والأمن الغذائي.
وسيشارك كل من الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ووزير الدولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في ترؤس حوار استراتيجي سنوي لاستعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك، والعمل بشكل وثيق ومشترك خلال فترة عضوية دولة الإمارات لمجلس الأمن خلال الفترة 2022-2023.
الازدهار المستدام
تتشارك الإمارات والمملكة المتحدة في علاقة تجارية واستثمارية مهمة، وبلغت قيمة التجارة 18.6 مليار جنيه إسترليني في عام 2019، واستثمارات بينية بقيمة 13.4 مليار جنيه إسترليني في عام 2019.
وتحرص الدولتان على تعزيز الابتكار والوظائف والتنمية الاقتصادية.
وناقش الجانبان فرص التعاون الاقتصادي التي توفرها القطاعات الجديدة ومن ضمنها التعاون في مجال التكنولوجيا والتعليم والعلوم الإنسانية والطاقة النظيفة والمتجددة.
رحب الجانبان بالخطوات الأخيرة لزيادة حجم التدفقات الاستثمارية بين البلدين، حيث وقّع كل من مكتب الاستثمار البريطاني وشركة مبادلة للاستثمار اتفاقية شراكة الاستثمار السيادي /SIP/. وسيتم استخدام هذه الاتفاقية الاستراتيجية طويلة الأمد للدفع قدماً بالعلاقات الاستثمارية بين البلدين.
وستقوم شراكة الاستثمار السيادي على مدى خمس سنوات، بالاستثمار في أربعة قطاعات رئيسية تقوم على الابتكار تشتمل على التكنولوجيا والبنية التحتية والرعاية الصحية وعلوم الحياة والطاقة النظيفة والمتجددة، مما سيعزز القدرة على توفير المزيد من فرص العمل في كلا البلدين، وتعزيز البحوث وتطوير القدرات وخلق مجالات جديدة للتعاون الاستثماري.
ورحب الجانبان بإعلان مارس الذي شهد التزام مبادلة بتقديم 800 مليون جنيه إسترليني لمشاريع علوم الحياة في المملكة المتحدة، إلى جانب تقديم 200 مليون جنيه إسترليني لبرنامج الاستثمار في علوم الحياة التابع لحكومة المملكة المتحدة.
وأعلن التزام الإمارات بالاستثمار في "شراكة الاستثمار السيادي" بين الإمارات والمملكة المتحدة بمبلغ 10 مليارات جنيه إسترليني على مدى السنوات الخمس المقبلة في مجالات تحول الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية. كما رحب الجانبان بالمساعدة المستمرة التي يقدمها بنك الأعمال البريطاني. كما ناقشا عدداً من المشاريع قيد التنفيذ في إطار شراكة الاستثمار السيادي فضلاً عن خطط للإعلان عن مزيد من الاستثمارات في الوقت المناسب.
وفي مجال الطاقة، اتفق الجانبان على تعزيز العلاقات في مجال انتقال الطاقة وإزالة الكربون، والتركيز بشكل خاص على مصادر الطاقة المتجددة وأشكال الطاقة الجديدة.
وستعمل الدولتان على توسيع هذا التعاون وتعميقه من خلال إبرام ثلاث اتفاقيات جديدة وهي:
- تعاون ثلاثي بين شركة بترول أبوظبي الوطنية /أدنوك/ ومصدر وشركة بريتيش بتروليوم.
- اتفاقية بين أدنوك وشركة بريتيش بتروليوم حول التطوير المشترك لمراكز التقاط الكربون وتخزينه واستخدامه.
- شراكة استشرافية بين "مصدر" وشركة BP لتطوير وبناء وتشغيل خدمات الطاقة والتنقل في المناطق الحضرية.
ورحب الجانبان باختتام المراجعة المشتركة للتجارة والاستثمار بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في يونيو 2021، وبالتقدم المحرز فيما يخص تعزيز التجارة البينية من خلال إزالة العوائق والحواجز التجارية وتسهيل التعاون الاقتصادي.
واتفقا الجانبان على ضرورة مواصلة العمل في قطاعات كالتعليم والرعاية الصحية والغذاء من خلال اللجنة الاقتصادية الإماراتية البريطانية المشتركة والتي تم الاتفاق على عقد اجتماعها المقبل خلال إكسبو 2020 دبي.
وأعلن الجانبان عن توقيع مذكرة حول التعاون المشترك في مجال التقنيات الصناعية والمتقدمة بين وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة. وتركز مذكرة التعاون على 9 مجالات ذات أولوية، وتشمل علوم الحياة والهيدروجين والفضاء وتكنولوجيات الطاقة المتجددة الناشئة والتصنيع المستدام الأخضر والذكي، والتي سيتم تنفيذها من خلال المشاركة بين الحكومة والشركات والهيئات الأكاديمية.
وأشار الجانبان إلى توقيع مذكرة تفاهم بشأن الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية نقل المعارف والاستثمار والمعايير الكفيلة بتحقيق المنفعة المشتركة لكلا البلدين.
وستشكل الدولتان لجنة مشتركة لقطاع الفضاء لتحفيز المناقشات الثنائية لتحقيق الازدهار الاقتصادي لشعبي البلدين.
وأقامت كل من الدولتين روابط صناعية أقوى من خلال التعاون في مجال الدفاع والأمن، ويشمل ذلك ازدهار العلاقات بما في ذلك مجلس التوازن الاقتصادي ومجموعة إيدج. واتفق الجانبان على العمل معاً لدعم هذه الشراكات الناشئة والمستقبلية لتعزيز الازدهار مع تعزيز الفرص التجارية لكليهما.
وتربط الدولتان علاقة دفاع استراتيجي هامة، وقد اتفق الجانبان على تعزيزها، ولا سيما في مجال تطوير القدرات والتعاون الصناعي الدفاعي. كما رحبا باستمرار العلاقات المتينة بين كل من القوات المسلحة الإماراتية والبريطانية.
وتتطلع المملكة المتحدة إلى مزيد من التعاون مع حرس الرئاسة الإماراتي، وبين قوات البلدين الجوية من خلال مشاركة المملكة المتحدة في دورة القيادة التكتيكية المتقدمة، وإشراك طائرات بريطانية من مجموعة كاريير سترايك، إضافة إلى زيادة التدريبات العسكرية البرية في دولة الإمارات.
قضايا عالمية
المناخ
شدد الجانبان على ضرورة التعاون في الاستثمار المتبادل والمستدام من خلال شراكة الاستثمار السيادي في صناعات البلدين الخضراء لدعم إزالة الكربون، من خلال شراكات التنمية لدعم المرونة والتكيف مع المناخ في دول ثالثة، والتعاون في مجال الطاقة في إطار التعاون الصناعي المشترك.
ورحب الجانبان بالتوقيع على مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال التغير المناخي والتعاون البيئي، والتي ستعزز التعاون في العمل المعني بالمناخ والحلول القائمة على الطبيعة وإنفاذ اتفاقية باريس.
وستركز الشراكة على تبادل أفضل الممارسات المتعلقة بالحياد المناخي وإدماج قضية المناخ والبيئة في التعاون الإنمائي والحد من مخاطر التغير المناخي وتسريع التحول منخفض الكربون على الصعيدين الوطني والعالمي، بما في ذلك من خلال تعزيز ولاية ومهام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، وحشد الجهود لتشجيع التمويل المناخي وتعزيز مهمة الابتكار الزراعي للمناخ /AIM for Climate/، والتي سيتم إطلاقها في مؤتمر الأطراف COP26.
السياسة الخارجية
جددت الإمارات والمملكة المتحدة التزامهما بتعميق شراكتهما الاستراتيجية في السياسة الخارجية والقضايا الإقليمية والأمنية والدفاعية، وأعلنتا عن إطلاق الحوار الاستراتيجي، والذي سيعزز التعاون في مجالات التعليم والثقافة وتغير المناخ والتعاون متعدد الأطراف إضافة إلى القضايا الأمنية.
هنأ رئيس الوزراء دولة الإمارات على انتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة ما بين 2022-2023. وأكد التزام البلدين بالعمل معا في مجلس الأمن لتعزيز السلم والأمن الدوليين والتصدي للتهديدات الأمنية على المستوى الدولي.
كما بحث الجانبان الآثار الاستراتيجية طويلة الأجل للتعافي العالمي من جائحة "كوفيد-19".
وفيما يخص القضايا الإقليمية، اتفق البلدان على الاستمرار في تعاونهما الوثيق، بما يشمل مجالات الأمن والتنمية والشؤون الإنسانية.
وشددا على أهمية الاتفاق الإبراهيمي في المساهمة في تعزيز السلم والأمن الإقليميين، وأكدا مجدداَ على التزامهما بحل الدولتين من خلال التفاوض لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة وثيقة الصلة.
وأعرب الجانبان عن قلقهما تجاه تطورات الوضع الأفغاني، وأكدا التزامهما بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع تجدد الإرهاب. كما شددا على ضرورة حماية حقوق النساء والفتيات الأفغانيات وعلى أهمية الحفاظ على حقوقهن..والتزم الجانبان بالعمل معاً للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية في أفغانستان ودعم اللاجئين.
واتفق الجانبان على زيادة التعاون لضمان سلامة وأمن التجارة البحرية وإمدادات الطاقة.
القطاع الصحي
أقرّ الجانبان بالظروف الصعبة التي تسببها جائحة " كوفيد-19 " على الصعيد العالمي، وأعربا عن تعازيهما الحارة وأسفهما لفقدان الأرواح وعن عميق مواساتهما وتعاطفهما مع أسر الضحايا.
وشدد الجانبان على أن التعاون والتضامن العالميين يشكلان حجر الزاوية في مكافحة الجائحة وتحقيق الانتعاش المستدام والشامل. ورحبا بارتفاع نسبة تلقي اللقاحات في البلدين، وأكدا التزامهما بمشاركة البيانات وتبادل الخبرات، بما في ذلك التسلسل الجينوم.
واتفق الجانبان على أهمية دعم الجهود الرامية إلى زيادة إمدادات اللقاحات على الصعيد الدولي والاعتراف باللقاحات التي يتم اعتمادها في كلا البلدين من أجل تعزيز الروابط الثقافية والتجارية والاستثمارية.
وأقرّ الجانبان بالآثار الصحية لتداعيات ظاهرة التغير المناخي وتعهدا باستغلال مؤتمر الأطراف كمنبر لإظهار الطموح والأمل بمعالجة هذه التداعيات. وأشارا إلى أهمية تعزيز منظمة الصحة العالمية ودورها القيادي والتنسيقي فيما يخص النظام الصحي العالمي.
التطوير
اتفق الجانبان على توسيع التنمية والتعاون الإنساني من خلال إنشاء إطار للتعاون الإنمائي. تشمل مجالات التغير المناخي والتعليم وتمكين المرأة والتنمية في القرن الأفريقي.
وستبني الإمارات والمملكة المتحدة على شراكتهما لضمان جودة التعليم للفتيات لمدة 12 عاماً". وأكد الجانبان أهمية استخدام الوسائل الدبلوماسية والتنموية لدعم تنفيذ قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن تعليم الفتيات.
وتتطلع المملكة المتحدة إلى مؤتمر قمة إعادة التأهيل في إكسبو 2020 دبي باعتباره معلماً رئيسياً على أجندة تعليم الفتيات.
واتفقت الدولتان على خطة طموحة للتعاون في المناطق ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك منطقة القرن الأفريقي؛ لتعزيز الأولويات المشتركة للأمن والاستقرار، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أكد الجانبان ضرورة احترام حقوق الإنسان في جميع المبادرات.
الثقافة والتعليم
اتفق الجانبان على زيادة التعاون في مجالات حماية التراث الثقافي، وتنمية الصناعات الإبداعية والثقافية، وتبادل أفضل الممارسات والخبرات.
وأعلن الجانبان بأنه سيتم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن القطاع الثقافي، والعمل معا لتيسير تنفيذ الاتفاقات الدولية مثل الاتفاقات الموقعة مع اليونسكو.
وأكد الجانبان رغبتهما في تعزيز الروابط التعليمية، وأعربا عن التزامهما بتحديد وخلق المزيد من الفرص للتعاون في مجال التدريب المهني والفني.
كما أعلنا عن "مبادرة التعليم من أجل المستقبل"، وهي سلسلة من الحلقات الدراسية سيتم عقدها خلال عام 2021، كما رحبا بعقد أول فعالية بين البلدين حول قيمة وأهمية مهارات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والكفاءات في تعليم الفتيات.
وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعه لمشاركة بريطانية فاعلة في إكسبو 2020 دبي، والتي ستساهم إيجابياً في دعم الحوار والابتكار والسلام والازدهار الدوليين.
مكافحة الأنشطة المالية غير المشروعة
أطلق البلدان شراكة لمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة.. واتفق الجانبان على أنه ينبغي أن يعمل الشركاء الدوليون معا للتصدي لعمليات غسل الأموال.
سيعقد أول اجتماع للشراكة بين البلدين في لندن في 17 سبتمبر 2021 لمعالجة موضوع التدفقات المالية غير المشروعة..وسيناقشان وضع وصياغة خطة عمل مشتركة للحد من معالجة المخاطر والتهديدات..كما سيشتمل الاجتماع التوقيع على إطار الشراكة لمعالجة التدفقات المالية غير المشروعة.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز