مساعدات غزة.. سفينة ثانية تتأهب لشق «المتوسط» و«الخط البحري» يتجهز
سفينة ثانية محمّلة بالمساعدات الإنسانية المخصصة لغزّة تنتظر في ميناء لارنكا على أن تبحر بعد تفريغ الدفعة الأولى في القطاع الفلسطيني.
فيما أوضحت واشنطن أن الممر البحري إلى القطاع سيستغرق وقتًا لإنشائه، مشددة على أن حماية المدنيين والمساعدات في غزة يجب أن تكون "أولوية" لإسرائيل.
- بداية الغوث البحري.. أول سفينة مساعدات إنسانية تنطلق من قبرص لغزة
- سفينة مساعدات إماراتية ثالثة لغزة ضمن «الفارس الشهم 3»
سفينة ثانية
في تصريحات إعلامية أدلى بها، الأربعاء، قال وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس: "في الوضع الحالي، نعمل عن طريق منظمة غير حكومية، ونتابع بالفعل مع سفينة تجارية ذات سعة أكبر" يمكنها أن تغادر قبرص "بعد تفريغ الحمولة الأولى إذا لم تكن هناك أي مشاكل".
وأضاف كومبوس أن السفينة المملوكة لدولة لم يُحددها، راسية في "لارنكا منذ السبت"، مشيرًا إلى أن "السفينة والشحنة يجري تفتيشهما" من قبل السلطات، دون أن يحدد كمية المساعدات التي تحملها.
والثلاثاء، انطلقت سفينة عائدة لمنظمة "أوبن آرمز" الإسبانية غير الحكومية، تحمل 200 طن من الأغذية في رحلة تمتد 400 كلم تقريبًا من قبرص إلى غزة.
وقالت ناطقة باسم المنظمة الخيرية الإسبانية إن رحلة السفينة ستستغرق "عدة أيام" للوصول إلى نقطة تفريغ غير محددة على ساحل غزة.
وبحسب موقع "فيسيل فايندر"، تتقدم السفينة الأربعاء بسرعة بطيئة ولا تزال على بعد 260 كيلومترًا تقريبًا من القطاع.
وقالت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية الأمريكية التي ستتولى توزيع المساعدات لدى وصولها، إن العمل جارٍ لبناء رصيف لتفريغ الحمولة.
وما زالت كمية المساعدات التي تدخل القطاع المحاصر شحيحة ولا تلبّي الحد الأدنى من احتياجات السكان حيث تحذّر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص من إجمالي 2,4 مليون، مهدّدون بالمجاعة.
ونزح 1,7 مليون جراء الحرب ويتجمّع القسم الأكبر منهم، وفق الأمم المتحدة، قرب الحدود مع مصر في مدينة رفح التي تلوّح إسرائيل باجتياحها برّاً، وهو ما كرّره الثلاثاء رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
"رحلة افتتاحية"
أكد الوزير القبرصي أن إبحار السفينة الأمس كان "رحلة افتتاحية، وعلينا التأكد من أن لدينا القدرة على تفريغ وتوزيع" المساعدات في ظروف مؤاتية.
وأشار كومبوس إلى أن واحداً من المخاوف تتمثل في ضمان حسن سير عمليات توزيع المساعدات على الأرض و"إدارة الحشود" الذين ينتظرون بشدّة الحصول على الطعام في القطاع المحاصر.
وأضاف "نريد أن يعلم الشعب أنه سيكون هناك عمليات تسليم منتظمة".
وانطلقت من الولايات المتحدة 5 سفن تابعة للجيش الأمريكي على متنها جنود وما يلزم من تجهيزات لبناء ميناء مؤقت على ساحل غزة يتيح توصيل مساعدات يحتاج إليها السكان بشدة.
وستبحر السفن لمدة 30 يومًا، على أن تكون المنشأة جاهزة "بحلول 60 يومًا"، بحسب السلطات الأمريكية.
وأوضح كومبوس أن عملية "أمالتيا" المنطلقة من قبرص والمبادرة الأمريكية "مختلفتان حاليًا لكنهما ستُدمجان في المستقبل، ما سيسمح بإجراءات تفتيش أسرع" للشحنات في لارنكا.
وأعرب وزير الخارجية القبرصي عن أسفه لكون بلده الدولة الأوروبية التي عملت "وحيدة لفترة طويلة" على إنشاء ممر بحري قبل أن تتلقى دعم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
«أولوية»
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه عقد مؤتمرا عن بعد مع كل من دولة الإمارات وقبرص وبريطانيا وقطر والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بشأن الممر البحري لغزة.
وأوضح أن «الممر البحري إلى غزة سيستغرق وقتًا لإنشائه، ونعمل على الانتهاء منه سريعًا».
ولفت إلى أن «الممر البحري ليس بديلًا عن الطرق البرية والتي تظل الأكثر عملية لإيصال المساعدات إلى غزة»، متوقعا عودة المساعدات الإنسانية من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم.
وأشار بلينكن إلى «وجود تحركات على صعيد المساعدات لكنها لا تزال غير كافية»، داعيا إسرائيل إلى فتح أكبر عدد ممكن من نقاط الوصول.
وقال: «نحتاج إلى غمر غزة بالمساعدات الإنسانية».
وقال بلينكن إن «اقتراحا قويا يُطرح الآن لوقف إطلاق النار في غزة والسؤال هو ما إذا كانت حماس ستقبل به»، مشددا في الآن نفسه على أن «حماية المدنيين يجب أن تكون المهمة الأولى لإسرائيل».