روايات مفجعة عن «حشود الموت» بغزة.. عشرات القتلى من منتظري المساعدات

عشرات القتلى بقذائف دبابات ورصاص بنادق إسرائيلية يُطلق صوب حشود متكدسة أمام مركز لتوزيع المساعدات، في مشهد مروع وصفه شهوده.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الجيش الإسرائيلي قتل 67 فلسطينيا على الأقل خلال انتظارهم شاحنات مساعدات تابعة للأمم المتحدة في شمال غزة اليوم الأحد.
وذكرت الوزارة أن عشرات أصيبوا أيضا في الواقعة التي حدثت في شمال غزة، في واحد من أكبر أعداد القتلى التي ترد عنها تقارير بين الحالات المتكررة التي يُقتل فيها ساعون للحصول على مساعدات في الآونة الأخيرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت طلقات تحذيرية باتجاه حشد من الآلاف في شمال غزة اليوم للتخلص مما قال إنه "تهديد فوري".
وذكر أن النتائج الأولية تشير إلى أن أعداد القتلى المبلغ عنها مبالغ فيها، وأنه "بالتأكيد لا يستهدف شاحنات المساعدات الإنسانية عمدا".
وفي هذا السياق، قال الدفاع المدني إن الواقعة حدثت شمال غرب مدينة غزة.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، وفقا لـ"فرانس برس"، أن 57 شخصا على الأقل قتلوا والعشرات أصيبوا في حصيلة أولية بسبب إطلاق القوات الإسرائيلية النار صوب منتظري المساعدات بمنطقة "زيكيم".
وأوضح بصل أن "عددا كبيرا في عداد المفقودين في المنطقة وعدد القتلى مرشح للزيادة".
ووجّه نداء لأهالي القطاع دعاهم فيه إلى "الإسراع في الإبلاغ عن الأشخاص الذين انقطعت أخبارهم وفُقد الاتصال معهم، ممن كانوا ينتظرون المساعدات في منطقة شمال قطاع غزة".
وأشار إلى الإعداد لمخاطبة جهات التنسيق الدولية، للحصول على موافقة الجيش الإسرائيلي بدخول طواقم الدفاع المدني إلى تلك المنطقة وإخراج المفقودين سواء قتلى أو جرحى.
ودفعت الحرب والحصار الإسرائيلي بسكان غزة الذين يزيد عددهم على مليوني شخص إلى شفا المجاعة.
وبات مقتل مدنيين ينتظرون الحصول على مساعدات مشهدا يتكرر في القطاع حيث تتهم سلطات القطاع إسرائيل بإطلاق النار باتّجاه حشود تعاني نقصا كبيرا في المواد الغذائية تتجمّع بأعداد كبيرة قرب مراكز المساعدات.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينظر في آخر التقارير الواردة عن سقوط قتلى في المنطقة.
روايات الموت
وقال قاسم أبو خاطر (36 عاما) من مخيم جباليا شمال غزة "المشهد صعب جدا. آلاف المواطنين متجمعين يحاولون الحصول على الطحين. تزاحم وتدافع مميت لنساء ورجال وأطفال".
وتابع "وصلنا لمرحلة وكأننا أموات لا أرواح فينا. الدبابات تطلق القذائف بشكل عشوائي علينا وجنود يطلقون النار"، لافتا إلى أن العشرات قتلوا أمام عينيه ولا أحد استطاع إنقاذهم.
من جانبه، قال حسن رضوان (41 عاما) من الشجاعية "حصلت على كيس طحين بصعوبة والموت يرافقني بأي لحظة. كان من الممكن أن أموت بسبب إطلاق النار الكثيف من الجنود والدبابة". وأضاف "غزة تموت بكل معنى الكلمة".