مزيج من الحزن والبهجة في احتفال مسيحيي غزة بعيد الميلاد
المسيحيون يتوافدون إلى الكنيسة بغزة بعد منع الاحتلال المئات منهم من السفر للأماكن المقدسة في بيت لحم والقدس
امتزج الحزن بالفرحة لدى المسيحيين في غزة، خلال أدائهم الصلوات والترانيم، وإضاءة شجرة الميلاد في كنيسة دير اللاتين في المدينة.
وتوافد المسيحيون الذين منع الاحتلال المئات منهم من السفر للأماكن المقدسة في بيت لحم والقدس، إلى الكنيسة بغزة التي ازدانت بالزينات والأنوار، وخلقت أجواء من البهجة دون أن تنجح تماماً بتبديد الحزن الناجم عن المنع.
وحضر الفلسطينيون المسيحيون لصلاة قدس منتصف الليل، اعتبارًا من مساء الثلاثاء، وأدوا ترانيم المحبة، ودعوا الله من أجل نشر السلام وإزالة الهموم.
ويحتفل الفلسطينيون المسيحيون مع سائر العالم بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الغربي في 25 ديسمبر/كانون الأول، في حين تحتفل الكنائس التي تسير حسب التقويم الشرقي بالعيد في 7 يناير/كانون الثاني المقبل.
هبة ترزي، إحدى المشاركات في الاحتفال أعربت لـ"العين الإخبارية" عن حزنها لقيام الاحتلال الإسرائيلي بحرمانها من السفر للأماكن المقدسة في الضفة للعام الثالث على التوالي.
وقالت: "كنت أتمنى أن أسافر وأصلي في كنيسة المهد، ولكن الاحتلال مجدداً حرمني من ذلك دون أي سبب"، مشيرة إلى أن منعها من السفر حال أيضاً دون سفر والدتها.
أما الكشاف خضر طرزي، الذي حضر بزي الكشافة ليشارك مع فرقته الكشفية في إضفاء أجواء البهجة في صفوف المؤمنين، فعبر عن حزنه لحرمانه للعام الـ7 على التوالي من زيارة الأماكن المقدسة في الضفة.
وقال طرزي لـ"العين الإخبارية": "آخر تصريح صدر لي عندما كنت طفلاً بعمر 15 عاماً، ومر على ذلك 7 سنوات".
وأضاف أنه كان يتمنى أن يسافر هذا العام ليشارك مع 14 كشافاً خرجوا من غزة للمشاركة في الاحتفالات في بيت لحم.
وتابع: "إن شاء الله يعم السلام والمحبة على الشعب الفلسطيني، وينتهي الاحتلال، ونتمكن من السفر والصلاة بحرية وطمأنينة".
وأضفت الأنوار وارتداء الأطفال زي بابا نويل، جانباً من أجواء البهجة، خاصة خلال توزيع الهدايا، فيما خيمت أجواء السكينة خلال أداء الترانيم والصلوات.
وقال زهير ميخائيل: "اليوم عيد الميلاد.. رسالة محبة وسلام المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "نصلي ونحتفل بكنيستنا في غزة، بعد أن حرمنا الاحتلال من السفر للأماكن المقدسة".
وناشد جميع الجهات الدولية أن تتدخل لإيجاد حل لمشكلة معبر بيت حانون/إيرز؛ كي يتمكنوا من أداء شعائرهم والصلاة بطمأنينة، وذكر أنه ممنوع من السفر منذ عام 2017 دون أي سبب.
وأكد كامل عياد، مدير العلاقات العامة والإعلام بالكنيسة الأرثوذكسية في قطاع غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي رفض إصدار 700 تصريح لمسيحيي قطاع غزة لزيارة الأماكن المقدسة بالضفة والقدس.
وقال "عياد" لـ"العين الإخبارية" إن الاحتلال منح تصاريح لـ193 شخصاً فقط، في حين لم يصدر حتى الآن تصاريح لـ700 آخرين من المسيحيين بغزة، وبالتالي عملياً جرى رفضهم وحرمانهم من السفر للعبادة وإحياء أعياد الميلاد.
وأشار إلى أن أكثر من 900 مسيحي من غزة تقدموا بطلبات للحصول على تصاريح لزيارة الأماكن المقدسة في القدس وبيت لحم.
ووفق تقديرات فلسطينية، فقد تراجع عدد المسيحيين في قطاع غزة خلال السنوات الماضية من 6 آلاف إلى 1050 مسيحياً فقط، من أصل مليوني فلسطيني يعيشون هناك.
ويتبع نحو 70% من مسيحيي قطاع غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك.
وشدد "عياد" على أن زيارة الأماكن المقدسة حق للمسيحيين بغزة، وهو مكفول في كل القوانين.
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg جزيرة ام اند امز