«اتصالات حثيثة» للتهدئة بغزة.. و«فتح» توجه انتقادات حادة إلى «حماس»

كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن «اتصالات حثيثة» للوصول إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، فيما وجهت حركة «فتح» انتقادات حادة تجاه حركة "حماس"، متّهمةً إياها باللعب بمصير الشعب الفلسطيني.
وبالمقابل، وجهت عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة انتقادات حادة إلى الحكومة الإسرائيلية، داعية إياها لإبرام اتفاق لإعادة الرهائن.
انتقادات "فتح" لحركة "حماس" وانتقادات عائلات الرهائن للحكومة الإسرائيلية جاءت مع استمرار الجهود المصرية للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ"العين الإخبارية" إن اتصالات حثيثة تجري في محاولة لإبرام اتفاق في غزة قبل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة الشهر المقبل.
وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها: "لا يريد الرئيس الأمريكي أن يهيمن موضوع الحرب على غزة على أجندته في المنطقة وإنما قضايا أخرى، ولذلك فإنه يريد على الأقل إبرام اتفاق قبل وصوله للمنطقة".
وتابعت: "تمارس الولايات المتحدة الأمريكية الضغوط على الأطراف من أجل الإسراع في إبرام اتفاق".
اجتماع الكابينت
وكان الرئيس الأمريكي تحادث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قبل اجتماع حاسم للمجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت"، مساء الثلاثاء، لبحث التطورات في غزة والجهود للتوصل إلى اتفاق.
وقال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي: "جرت المكالمة الهاتفية على خلفية الجمود في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن بعد محاولة أخرى فاشلة الأسبوع الماضي من جانب الولايات المتحدة ومصر لتقديم اقتراح تقريب وجهات النظر يمكن للطرفين قبوله".
وأضاف: "ترغب إدارة ترامب في القيام بمحاولة أخرى هذا الأسبوع لتحقيق انفراجة، لكن نتنياهو متردد في الموافقة على أي شيء يتجاوز اتفاقًا مؤقتًا لا يُنهي الحرب".
إلا أن مصدرا إسرائيليا قال لموقع "تايمز أوف" إن المكالمة الهاتفية بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من اليوم كانت محادثة قصيرة.
وأضاف المصدر أن الرجلين ناقشا البرنامج النووي الإيراني، من بين قضايا أخرى.
وأشار الموقع إلى أن بيان البيت الأبيض للمحادثة نوه إلى إيران، لكنه لم يذكر الرهائن الـ59 الذين ما زالوا محتجزين في غزة، أو المحادثات الجارية لتأمين إطلاق سراحهم.
وكانت عائلات الرهائن جددت مطالبتها للحكومة بالتوصل إلى اتفاق شامل يعيد جميع الرهائن حتى لو أدى ذلك الى وقف الحرب وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
الكابينت يحسم ما بين رأيين
ومن المقرر أن يحسم "الكابينت" الإسرائيلي الموقف بين رأيين الأول يدعو الى توسيع رقعة الحرب وكثافتها على غزة ورأي آخر يدعو لإعطاء فرصة للمفاوضات.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت": "حتى هذه اللحظة، ورغم الأنباء عن اتفاق محتمل، يقول مصدر رفيع المستوى إن الصفقة عالقة ولا جديد".
وفي هذا الصدد، قالت هيئة البث الإسرائيلية: "في ظل هذا الجمود، تسود قناعة لدى الحكومة بأن السبيل الوحيد لإحداث تغيير هو تصعيد الضغط العسكري. لكن داخل الكابينيت تبرز تباينات حادة بشأن كيفية تنفيذ ذلك".
وأضافت: "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ومعظم وزراء الليكود يرون ضرورة مواصلة الضغط التدريجي، على أمل أن تُجبر حماس مع الوقت على تقديم تنازلات، ووفق هذا التوجه، فإن الهدف الأساسي من التصعيد هو تحسين شروط التفاوض لإطلاق سراح المختطفين، أما (حسم حماس) فهو نتيجة ثانوية لذلك".
وتابعت: "في المقابل، يطالب وزيرا (الصهيونية الدينية)، بتسلئيل سموتريتش وأوريت ستروك، بالعودة الفورية إلى حرب شاملة بهدف حسم المعركة نهائيًا، كما ورد في أهداف الحرب المعلنة منذ بدايتها. وبحسب سموتريتش، فإن إطلاق سراح المختطفين هدف مهم جدًا، لكنه ليس الأهم".
وتشير "يديعوت أحرونوت" إلى أن أعضاء في "الكابينت" يميلون من أجل مهلة بسيطة وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق للرهائن فسيكون من الممكن الانتقال إلى ما يسمونه "المرحلة الحاسمة".
وقالت: "يضغط أعضاء في الكابينت من أجل الانتقال إلى المرحلة الحاسمة، التي تشمل تعبئة أعداد كبيرة من الاحتياط، وإدخال عدة فرق إلى غزة، واستخدام الذخائر والنيران الكثيفة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة".
وأضافت: "ستتناول مناقشة الليلة، من بين أمور أخرى، دخول المساعدات إلى قطاع غزة وكيف سيحدث ذلك. وسيطالب الوزراء بإجابات نهائية حول كيفية إدارة الحرب في المستقبل، بالإضافة إلى جدول زمني للقتال للانتقال إلى مرحلة أكثر حدة".
وتابعت: "هذا يتطلب تعبئة طارئة لآلاف الجنود، ووفقا لأحدث السيناريوهات التي ظهرت في المناقشات السابقة، سيعمل عدد من التقسيمات على الأقل في غزة، بما في ذلك الاستيلاء على مساحات واسعة من قطاع غزة كأداة للضغط على حماس للتحلي بالمرونة".
وأردفت: "تقول مصادر سياسية إن التقارير التي صدرت في الأيام الأخيرة حول مقترحات الوسطاء لا أساس لها من الصحة".
انتقادات "فتح"
وبالمقابل فإن اللجنة المركزية لحركة "فتح" اجتمعت مساء الثلاثاء في مدينة رام الله في الضفة الغربية برئاسة الرئيس محمود عباس.
وأصدرت في ختام اجتماعاتها بيانا تضمن انتقادات حادة لحركة "حماس".
وقالت: "دعت مركزية فتح، حماس إلى التوقف عن اللعب بمصير الشعب الفلسطيني وفقا لأجنداتها الخارجية، والتعاون مع الجهود التي يبذلها الرئيس محمود عباس لوقف شلال الدم الفلسطيني، وعدم إعطاء الاحتلال الذرائع للاستمرار في حربه الدموية وعدوانه التي دفع ثمنها الآلاف من أبناء شعبنا بين شهيد وجريح وأسير، والالتزام بالأسس التي تقوم عليها سياسة منظمة التحرير الفلسطينية".
ولا تشارك السلطة الفلسطينية أو حركة "فتح" في المفاوضات من قريب أو بعيد.