أزمة الكهرباء وعيد الأضحى.. هل تلحق "غزة" بسوريا والعراق؟
يلاحق هاجس أزمة الكهرباء في قطاع غزة، السكان ويدفعهم للبحث عن بدائل لضمان حفظ اللحوم قبل يوم واحد من عيد الأضحى.
وتعاني غزة من أزمة كهرباء خانقة منذ 15 عامًا، ففي أحسن الأحوال تتوفر الكهرباء بواقع 8 ساعات وصل يليها 8 ساعات انقطاع، وتزيد عدد ساعات القطع عند ارتفاع درجة الحرارة وفي الأزمات.
وقال أحمد السيد: إنه اضطر لشراء 4 ألواح شمسية مع جهاز طاقة لتوفير كهرباء بديلة تضمن تشغيل الفريزر المخصص للحوم.
- صور.. حيرة الفلسطينيين بين العجول والخراف في عيد الأضحى
- إنفوجراف.. أطعمة تضعك في خطر كورونا.. ابتعد عنها في عيد الأضحى
وأشار السيد في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أنه في الأعوام الماضية، تلفت لديه كمية من اللحوم بسبب طول انقطاع الكهرباء، لذلك اضطر للبحث عن البديل رغم تكلفته الباهظة التي ستلقي أعباء إضافية عليه لعدة أشهر.
تخزين جماعي
وفي مخيم رفح جنوب قطاع غزة، أوجد عبد العليم عثمان حلاً لسكان حليه، من خلال تأمين 3 فريزرات في محله الذي يوجد به طاقة شمسية ليستقبل لحوم سكان الحي مقابل مبالغ مالية محدودة لحفظها وبالتالي تصبح المنفعة مشتركة.
وقبيل عيد الأضحى تنشط، ترتيبات السكان لتجهيز الثلاجات والفريزرات وتأمين خطوط الكهرباء لاستيعاب لحوم الأضاحي.
ووفق التقديرات المحلية؛ فإن كمية الأضاحي المشتراة هذا العام كبيرة مقارنة بالأعوام الماضية، خاصة من الجمعيات الخيرية، لذلك يعتقد أن اللحوم ستصل للكثير من البيوت المحرومة منها.
إقبال على الصيانة
محمد فوزي، فني صيانة ثلاجات، قال لـ"العين الإخبارية": إن هاتفه لا يتوقف عن الرنين من الزبائن لفحص وصيانة ثلاجاتهم قبل العيد، مؤكدًا أن المشكلة الأبرز عند الأغلبية هي انقطاع الكهرباء لساعات طويلة أو ضعف الكهرباء أحيانا بسبب سوء الشبكة.
وأشار إلى أن الثلاجات الحديثة تسحب طاقة موفرة وبالتالي يمكن تشغيلها على بطاريات أو عبر الطاقة الشمسية وهي نظم بدأ يعتمد عليها المزيد من الناس خاصة من لديهم قدرات مالية عالية، ولكن تبقى المشكلة للفقراء وهم الأكبر حجمًا في قطاع غزة.
وتصل نسبة الفقر في قطاع غزة إلى أكثر 53 % وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في حين يتلقى 80 % من السكان مساعدات.
تشغيل المولد الرابع
واستبقت سلطة الطاقة الفلسطينية حلول عيد الأضحى، بالإعلان عن تشغيل المولد الرابع في محطة التوليد وذلك للتخفيف عن المواطنين في ظل موجة الحر الحالية وكذلك بمناسبة العيد.
وأكد رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية، سمير مطير أهمية هذه الخطوة في ظل هذه الظروف وخاصة مع دخول عيد الأضحى المبارك وما يحمله من خصوصية وطبيعته التي تتطلب وجود تيار كهربائي مناسب.
وأشار إلى تزامن ذلك مع ارتفاع الطلب على الكهرباء في هذه الأوقات من العام والتي تتميز بارتفاع كبير في درجات الحرارة وحاجة الناس المضاعفة للطاقة.
ووفق شركة الكهرباء، فإن نسبة العجز في الكهرباء تصل إلى 58 %، حيث يحتاج القطاع إلى 402 ميجا وات يتوفر منها 166 (من إسرائيل ومحطة التوليد).
نصائح من وحي الأزمة
وتماشيا مع الأزمة، أصدرت شركة توزيع الكهرباء بغزة، نصائح وتعليمات لطرق حفظ اللحوم في الثلاجات خلال عيد الأضحى.
وبينت في بيان صحفي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أنه للمحافظة على اللحوم والأطعمة من التلف خلال فترة عيد الأضحى يمكن ضبط ثيرموستات الثلاجة بحيث يتناسب مع درجة التبريد المطلوبة للأغذية. ودعت إلى عمل صيانة دورية للثلاجة (الموتور، تنظيف مواسير الثلاجة، العازل على باب الثلاجة، إلخ)، وعدم فتح باب الثلاجة إلا عند الضرورة، وإبعاد الثلاجة عن الحائط للسماح بزيادة مجال التهوية لمواسير التبريد.
كما دعت إلى عدم وضع الغذاء الساخن في الثلاجة وتركه حتى يبرد وذلك حتى لا نخسر طاقة تبريد غير ضرورية.
وأشارت إلى أنه يمكن استخدام عبوات بلاستيكية وملؤها بالماء وحفظها في الفريزر حتى تصل لدرجة التجمد واستخدامها لحفظ اللحوم في الفريزر وقت انقطاع الكهرباء.