"ع السطح".. مهرجان فني يغني للحرية والوطن في غزة
فعاليات مهرجان "ع السطح" في قطاع غزة، تنطلق على مدار ٣ أيام، وتمتزج فيها الموسيقى الفلسطينية بالأوروبية.
على سطح مبنى، وعلى مدار ثلاثة أيام، انطلقت فعاليات مهرجان "ع السطح" في غزة والتي امتزجت فيها الموسيقى الفلسطينية بالأوروبية، وشجت الفرق بأعذب الألحان والأغاني للحرية والحب، متحدين الظروف الاقتصادية الصعبة والقيود الاجتماعية.
وحضر المئات من الشبان والشابات المهرجان ليتنفسوا عبق الحرية، في إطار من القيود التي التزم بها منظمو مهرجان على السطح، ليضمنوا تنفيذه في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس.
ونظم المهرجان ملتقى شباب بلا حدود ومؤسسة الرؤيا الفلسطينية، على مدار ثلاثة أيام بدعم من الاتحاد الأوروبي.
تحديات
التحدي الأكبر نجح به المنظمون عندما أخذوا الموافقة على عقد المهرجان من سلطات حماس في غزة، لتبدأ مرحلة الإنجاز على سطح صالة البيدر، وهو مبنى كان يفترض أن يكون منتجعا سياحيا؛ فأوقفه الجمود الاقتصادي في ظل حصار مستمر منذ 12 عاما، حوّل 80% من أهالي قطاع غزة إلى متلقي مساعدات.
وقال أيمن أبو روك، مدير المهرجان: إن الفعاليات المختلفة جاءت لتوفر مساحة ترفيه لشباب غزة، حيث شاركت عدة فرق فنية شدت للهوية والقيم والمواطنة.
وقال منسق مهرجان "ع السطح" محمد أبو رجلية لـ"شبكة قدس": المهرجان متواصل في موعده اليوم ولدينا موافقة مسبقة من وزارة الداخلية والثقافة بغزة.
وشدت حوالي 10 فرق أغنيات فلسطينية بألحان أوروبية وفلسطينية، وعروضا فنية تحاكي واقع الشباب وهمومهم في القطاع.
مساحة للفرح
بسعادة، قال محمد المصري، أحد المشرفين على المهرجان، "اختتمنا فعاليات مهرجان "ع السطح"، 3 أيام من الفن والموسيقى والإبداع والثقافة وتعزيز الهوية الفلسطينية".
وبلغة مباشرة عفوية قال: "غزة بتحب تفرح وخليناها تفرح، وهنضل (نبقى) نخليها تفرح، معيقات وصعوبات ولو بدنا نحكي فيها مش هنلاقي مكان يوسعها، إشاعات ومنشورات وسب وشتم وحتى في ناس كانوا بيدعوا علينا، بس رغم كل الضغوطات تحملنا ونفذنا الحفل اللي هدفنا فيه تعزيز ثقافتنا وتوصيل رسالتنا للعالم، من خلال الفن الذي يربط كل الشعوب".
وأوضح أن الهدف هو أن نعبر عن حالنا وعن مشاكلنا وعن طموحنا لنعبر عن فرحنا، وأن غزة مواهبها كثيرة والناس تحب تفرح أكتر وتستحق، وكل فرصة تستطيع آن تعطي فرحة للناس.
وحرضت بعض الشخصيات المحسوبة على حماس على المهرجان، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن وزارتي الداخلية والثقافة أكدتا السماح له بالانعقاد في إطار ترتيبات معينة مع المنظمين.
وقال محمد أبو رجيلة منسق المهرجان: "أنجزنا المهرجان، وحصلنا على أذونات من الداخلية والثقافة بغزة، ومضت الأمور بشكل جيد، وأدخلنا الفرحة والبهجة في نفوس المئات".
قيود
ولضمان سير المهرجان بسلام، حرص المنظمون على فصل الذكور عن الإناث في أماكن الجلوس، ومراعاة القيود في التفاعل مع الأغاني والموسيقى خاصة من الفتيات، مثل منع الرقص والاختلاط.
وقالت نور الحافي مديرة إحدى فرق الدبكة المشاركة: إنهم حرصوا على المشاركة بتقديم التراث الفلسطيني والحفاظ عليه، بحيث يبقى متوارثا بين الأجيال.
وعبرت عن سعادتها لعقد المهرجان الذي جاء ليضفي مساحة للفرحة والبهجة في ظل ما يعاني القطاع من ألم وحصار.
وفي كلمة له خلال المهرجان، ثمن عمر شعبان، مدير مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية، هذه المبادرة الوطنية الممتعة التي رسمت البسمة والبهجة على وجوه مئات الحضور المتنوع.
وقال شعبان عقب انتهاء الفعاليات: "سعدت جدا هذا المساء بتواجدي مع مئات من الشباب المتعطش للفن والفرح في مهرجان " على السطح" الموسيقي والتراثي.