مستشفيات غزة.. «جرح مفتوح» في قلب الحرب
مستشفيات غزة في قلب القتال الدائر بين حماس والجيش الإسرائيلي الذي يتهم الحركة الفلسطينية باستخدام عدد منها مركزا لقيادتها العسكرية.
وفجر الأربعاء، اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، حيث يوجد نحو 2300 شخص وفقًا للأمم المتحدة، بينهم مرضى ونازحون، وذلك بعد معارك عنيفة في محيط المنشأة.
ولاحقا، انسحب الجيش الإسرائيلي من المستشفى ونشر دباباته حول المجمع الطبي الضخم الذي تتهم إسرائيل حماس باستخدامه كقاعدة عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.
وفي ما يلي نبذة عن المنشآت الصحية الرئيسية في القطاع:
مستشفى الشفاء
يقع المستشفى الأكبر بغزة في حي الرمال على الساحل الغربي، ويعود تاريخ بنائه يعود إلى العام 1946 إبان الانتداب البريطاني وتم العمل على توسعته على مدار السنوات الماضية.
وليل الثلاثاء-الأربعاء، شن الجيش الإسرائيلي "عملية دقيقة" داخل المستشفى.
وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف إن هناك 400 من مقدمي الرعاية في المبنى بالإضافة إلى 3000 مدني، لجأوا إليه للاحتماء من القصف الإسرائيلي المتواصل.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال نائب وزير الصحة في حكومة حماس إن غارة إسرائيلية "دمرت بالكامل" مبنى قسم أمراض القلب.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" الأحد إن "البنية التحتية الأساسية" بما في ذلك خزانات المياه ومعدات قسم الولادة ومستودع تخزين الأكسجين الطبي تضررت منذ بداية الحرب.
وأوائل الشهر الجاري، تعرضت سيارة إسعاف كانت تغادر هذا المستشفى لغارة جوية خلفت 15 قتيلا، لكن إسرائيل بررت استهداف السيارة بأنها "تستخدم" من قبل حماس.
مستشفى القدس
افتتح المستشفى الذي يضم 100 سرير في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
والأحد الماضي، توقف العمل في المستشفى وفق ما أكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني التي تديره، بعدما نفد احتياطي الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.
ومساء الثلاثاء، أعلن الهلال الأحمر إخلاء المستشفى "المحاصر منذ أكثر من 10 أيام" ونشر صورا لوصول المرضى والأطباء إلى خان يونس جنوبا.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الإثنين، عن تبادل لإطلاق النار بين جنوده ومسلحين متمركزين عند مدخل المستشفى، مشيرا إلى أنه قتل 21 مسلحًا.
ووفقا لأوتشا، لجأ منذ بداية الحرب نحو 14 ألف شخص إلى هذه المنشأة الصحية.
وسبق أن تعرض المستشفى للقصف في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في ديسمبر/كانون الأول 2008 ويناير/كانون الثاني 2009.
وأعيد بناء قسم الطوارئ وغيره من الأقسام بدعم مالي فرنسي.
المستشفى الإندونيسي
افتتح المستشفى في العام 2015، وحمل اسم إندونيسيا التي مولت بناءه، يقع في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة ويوجد فيه 110 أسرة وفقا لمديره عاطف الكحلوت.
وأكدت حكومة حماس ووسائل إعلام مقتل 30 شخصا في المستشفى جراء القصف الإسرائيلي.
وفي 28 و29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تم قصف محيط المستشفى بعد أوامر إخلاء صدرت عن الجيش الإسرائيلي وفقا لأوتشا.
ومؤخرا، اتهم الجيش الإسرائيلي حماس باستخدام المستشفى كمركز للقيادة والسيطرة تحت الأرض، وهو ما نفته الحركة الفلسطينية.
وعرض الجيش الإسرائيلي صورا عبر الأقمار الصناعية تظهر قاعدة إطلاق صواريخ تابعة للحركة تقع على بعد 75 مترا من المستشفى.
مستشفى الرنتيسي
ويقع مستشفى الرنتيسي للأطفال بالقرب من مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة.
والإثنين الماضي، دخل الجيش الإسرائيلي المستشفى، وقال إنه اكتشف قبوا كان يستخدم "مركز قيادة وسيطرة لحماس" وأنه عثر فيه على أسلحة عديدة.
ويعتقد الجيش أن حماس استخدمت القبو لاحتجاز رهائن اقتادتهم بعد هجومها المباغت الذي شنته على جنوب إسرائيل قبل أكثر من شهر.
والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي قتله أحمد صيام "أحد قادة حماس" الذي قال إنه "كان يحتجز نحو 1000 من سكان غزة كرهائن في مستشفى الرنتيسي".
وقالت إسرائيل الإثنين إنها قامت بإجلاء المرضى إلى "مستشفى أكثر أمانا".
وأعلن مدير المستشفى محمد زقوت إن المرضى "في الشوارع بلا رعاية"، بعد "الإخلاء القسري لمستشفيي الأطفال "النصر والرنتيسي".
وفي العام 2019، تم افتتاح قسم لأورام الأطفال في مستشفى الرنتيسي ويعتبر القسم الوحيد في قطاع غزة بتمويل جزئي من منظمة إنسانية أمريكية.
ويشترك المستشفى في جزء من أنشطته مع مستشفى النصر القريب لتقديم رعاية طبية للأطفال.
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg جزيرة ام اند امز