أطفال غزة المصابون.. ندوب النفس أعمق من جراح الجسد
ندوبهم النفسية أكبر بكثير من جراحهم الجسدية، وهم الذين حطمت الحرب أحلامهم الصغيرة فقلصتها إلى أدناها.
هؤلاء هم أطفال غزة المصابون، براعم لا تزال بسنواتها الأولى لكن الحرب المستعرة بالقطاع منذ أكثر من 6 أسابيع كثفت سنوات أعمارهم لدرجة أن من يتحدث معهم يشعر وكأنه مع بالغين اختبروا الكثير من محن الحياة.
شبكة «سي إن إن» الأمريكية تحدثت لأطفال يتعافون من إصابات تعرضوا لها في غزة، حيث قاموا بوصف أحلامهم التي تلاشت بسبب التجارب التي مروا بها في القطاع.
تذكير دائم
وبالنسبة للطفل عاصف أبو هادي، 11 عامًا، فإن الجرح الذي أصيب به تذكير دائم بالصدمة التي تعرض لها هو وأصدقاؤه. كانوا يلعبون في الخارج بالقرب من منزله في مدينة غزة عندما قالوا إن غارة جوية وقعت.
عاصف مشجع كرة قدم شغوف، ولعب في الأكاديمية المحلية، وكان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفًا.
لكن محنة الحرب وصدمة الإصابة حفرت ندوبا عميقة في نفسه، وأخذت الكثير من أحلامه التي كانت تراوده بمنامه كما في يقظته.
أما بالنسبة لمالك الكفارنة البالغ من العمر 12 سنة، فقد فرت عائلته من منزلها في بيت حانون بعد تلقي تحذير من الجيش الإسرائيلي.
وانتقلوا من مدينة إلى أخرى بحثًا عن الأمان، وتبعهم في كل مرة المزيد من الغارات الجوية.
الرعب في كل مكان
ومع أن عائلته نزحت على أمل النجاة من الموت تحت الركام، إلا أن الرعب لا يزال يلاحقهم في كل مكان يأوون إليه، وكأن دوي القصف الذي لا ينتهي يذكرهم دائما بأن فرضية بقائهم على قيد الحياة ليست سوى مسألة وقت.
وأصيب مالك في إحدى الغارات، لتتفاقم مخاوفه وتكبر صدمته النفسية، وتتلاشى آماله وأحلامه دفعة واحدة.
ووسط تكثيف الغارات الجوية والقصف في الشمال، يدفع أطفال غزة، كما هي الحال في كثير من الأحيان، الثمن الباهظ، مع سقوط آلاف الجرحى أو القتلى، وضياع الآمال في المستقبل.
aXA6IDMuMTM4LjExOC4xOTQg جزيرة ام اند امز