بعد الشدة يأتي الفرج ومعه الفرح، حتى لو كان مؤقتا، فالتقاط الأنفاس من أجواء الموت والجوع والعطش، بمثابة حياة جديدة تدب في أجساد منهكة.
هذا على وجه التحديد ما يشعر به أهل قطاع غزة، المكدسين قسرا في مناطق ضيقة في جنوب القطاع، لإفساح المجال للقتال في الشمال، بعد إعلان التوصل لاتفاق حول هدنة لمدة 4 أيام تبدأ غدا الخميس.
وقال أحد سكان القطاع لـ"العين الإخبارية": "نحن سننتظر الهدنة ونتمنى التهدئة ونتمنى السلام لكل الناس.. وإن شاء الله التهدئة تكون كويسة ويكون في حلول كويسة (جيدة)".
وتابع "نتمنى الناس تعيش في سلام وترجع لأعمالها.. ترجع لبيوتها... ويصير استقرار".
وأضاف "من أسبوع، وإحنا (نحن) ننتظر تهدئة".
فيما قال ساكن آخر بالقطاع وهو يحمل طفل رضيع: "نتمنى التهدئة تكون شاملة في جميع قطاع غزة.. نحن بدنا تهدئة شاملة حتى الناس تقدر تجيب احتياجاتها".
ووافقت إسرائيل وحماس، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت اليوم الأربعاء، على وقف القتال لمدة أربعة أيام للسماح بالإفراج عن 50 رهينة ممن تحتجزهم حماس في غزة مقابل تحرير 150 فلسطينيا من المسجونين في إسرائيل، ودخول مساعدات إنسانية إلى القطاع.
ولاقى ذلك ترحيبا عربيا ودوليا واسعا حيث رحب وزراء خارجية عرب بالاتفاق، لكنهم قالوا إنه ينبغي تمديدها لتصبح خطوة أولى نحو وقف كامل للأعمال القتالية.
وقال وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن في إفادة صحفية بلندن إن الاتفاق، الذي يتضمن إطلاق سراح رهائن وزيادة المساعدات لقطاع غزة المُدمر، يجب أن يؤدي في نهاية المطاف إلى استئناف محادثات حل الدولتين.
كما رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، بالاتفاق قائلا: "اتفاق اليوم يجب أن يعيد المزيد من الرهائن الأمريكيين إلى الوطن، ولن أتوقف حتى يتم إطلاق سراحهم جميعا".
وفي روسيا، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا إن موسكو ترحب باتفاق الهدنة الإنسانية المعلن بين إسرائيل وحماس.
وبدأ الصراع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عندما اقتحم مسلحون من حماس وجماعات أخرى الحدود إلى إسرائيل مما أسفر عن مقتل 1200 مدني وجندي إسرائيلي، وأخذ نحو 240 رهينة، بحسب قول إسرائيل التي ردت بقصف عنيف.ثم اجتياح لقطاع غزة.
وأسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 13300 فلسطيني، بينهم 5600 طفل على الأقل بحسب حكومة غزة التي تديرها حماس.