أسماء الرهائن الأحياء.. عصا إسرائيلية بدولاب اتفاق غزة
وضعت إسرائيل شرطا لإتمام اتفاق مع حركة حماس في غزة بتسليمهم الأخيرة أسماء الرهائن الأحياء.
وقدر مسؤولون إسرائيليون، أن فرص التوصل إلى اتفاق بات 50/50 مع بروز عقبة أسماء الرهائن الأحياء التي تصر عليها إسرائيل.
وتضغط الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر للتوصل إلى اتفاق قبل شهر رمضان، بحيث يستمر وقف إطلاق النار طوال الشهر.
وكأحد مظاهر الضغط فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن بات يلوح بأنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق حتى ذلك الحين فإنه سيوجه أصبع اللوم ليس فقط إلى حماس وإنما إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضا.
ومع تصاعد الضغط الأمريكي فإن الضغط الداخلي في إسرائيل يتصاعد أيضا إلى حد أن بعض أهالي الرهائن الإسرائيليين طالبوا بايدن بالضغط على نتنياهو لإبرام اتفاق.
وقال موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي: "في المناقشة التي جرت في المجلس السياسي والأمني الليلة (بين الخميس والجمعة)، حصل الوزراء على نظرة عامة على الاتصالات المتعلقة بصفقة الرهائن، وقيل لهم إن حماس قد تشددت في مواقفها".
وأضاف: "طالبوا في الاجتماع بأنه إذا لم تتوصل إسرائيل إلى اتفاق بحلول شهر رمضان -بعد نحو 10 أيام- فلا ينبغي وقف القتال خلال الشهر المتفجر".
أسماء الرهائن الأحياء
وقال "واينت": "قيل للوزراء إن لدى إسرائيل (خطوطا حمراء)، وهم الآن ينتظرون ردا من حماس، التي تماطل في عدد من القضايا الحاسمة، بما في ذلك أسماء الرهائن الأحياء الذين وافقت على إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة".
وأضاف: "بعد الرد على تلك التساؤلات، من المحتمل أن يغادر وفد إسرائيلي آخر إلى الدوحة، عاصمة قطر، على أمل أن يتم ذلك بداية الأسبوع المقبل".
وتابع: "تأخرت حماس في الرد على الإجابات، لكن الانتظار ينبع بالدرجة الأولى من تأخر الحركة في الإجابة عن السؤال: كم عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة، ومن سيكونون".
وأردف: "كما لم تعط حماس إجابة بخصوص النسبة بين عدد المختطفين الذين سيطلق سراحهم ضمن الصفقة وعدد الأسرى الأمنيين الذين سيطلق سراحهم مقابل كل فئة".
وأشار إلى أن "هذه الإجابات، كما يقولون في إسرائيل، حاسمة لاستمرار المحادثات".
ونقل عن مسؤولين كبار في إسرائيل أن "فرص التوصل إلى اتفاق هي 50-50".
وبحسب هؤلاء المسؤولين، "إذا كان هناك سبب للتفاؤل، فهو فقط بسبب العمل المكثف للغاية والضغوط الشديدة التي يمارسها الوسطاء، والدليل على ذلك، المحادثات التي أجراها بايدن في اليوم الأخير مع أمير قطر (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) والرئيس المصري (عبدالفتاح السيسي)".
عرض مرفوض
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في مؤتمر صحفي مساء أمس: "أطالب بمعرفة أسماء جميع المخطوفين الذين سيتم إدراجهم على القائمة مسبقًا".
وأضاف: "لم أتلق بعد الرد، ومن السابق لأوانه الجزم في هذا الأمر رغم رغبتنا، إذا حصلنا خلال الأيام القليلة المقبلة على صفقة إفراج أخرى".
هذا الموقف أعاد الإشارة إليه موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، الذي قال: "أوضحت إسرائيل لمصر وقطر أنها لن تعقد جولة أخرى من المحادثات حتى تقدم حماس قائمة بأسماء الرهائن الأحياء وردا جديا على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين اقترح الوسطاء إطلاق سراحهم كجزء من الاتفاق".
وأضاف نقلا عن مسؤولين إسرائيليين: "تحدث مسؤولون قطريون ومصريون مع مسؤولين إسرائيليين خلال الساعات الـ24 الماضية واقترحوا عقد جولة أخرى من المحادثات في القاهرة الأسبوع المقبل".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، إن إسرائيل رفضت العرض وأوضح أنه حتى تحصل على إجابات من حماس سيكون من المستحيل المضي قدما في المفاوضات.
إشارة من حماس
وفيما بدا أنه إشارة من حماس، قال أبوعبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، في بيان: "بعد الفحص والتدقيقِ خلال الأسابيع الأخيرة فقد تأكد لنا (..) مقتل سبعة من أسرى العدو في القطاع نتيجة القصف (..)".
وأضاف: "نؤكد أن عدد أسرى العدو الذين تم قتلهم نتيجة العمليات العسكرية لجيشِ العدو في قطاع غزة قد يتجاوز 70 أسيرا"، على حد قوله.
وطبقا للتقديرات الإسرائيلية فإن هناك 134 رهينة إسرائيلية في غزة.
وفاقم هذا الإعلان من غضب عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين تظاهر بعضهم قبالة مقر السفارة الأمريكية في تل أبيب.
وطالبوا خلال وقفتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتدخل والضغط على حكومة نتنياهو لإبرام صفقة.
موقف بايدن
ولكن يبدو أن بايدن لم يقل كلمته الأخيرة بشأن نتنياهو بعد.
وكتب المحلل في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل في مقال تابعته "العين الإخبارية"، الجمعة: "إذا لم يتم تحقيق أي تقدم حتى شهر رمضان فربما يوجه أصبع الاتهام إلى إسرائيل أيضاً. إذا كانت إسرائيل هي التي تصمم على وضع العقبات أمام إنهاء الصفقة، فهذا الأمر قد يتمثل بتصريح صريح للرئيس الأمريكي يفيد بأن نتنياهو هو الذي أفشل المفاوضات".
كما أضاف: "يجب عدم استبعاد إمكانية أن يقرر الأمريكيون وقف استخدام الفيتو على قرارات ضد إسرائيل في مجلس الأمن. وحذر بايدن هذا الأسبوع علنا بأن الحكومة إذا واصلت الخط (..) الحالي، فقد تفقد إسرائيل الدعم في أرجاء العالم".
وتابع: "خيبة أمل أمريكا تنبع مما اعتبرته الإدارة الأمريكية مزيجاً من الغطرسة ونكران الجميل من قبل إسرائيل، خصوصاً بعد وقوف الرئيس بايدن إلى جانب إسرائيل مع بدء المعركة، بل وإرساله تهديداً فورياً لإيران وحزب الله بعدم الانضمام للهجوم".
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA==
جزيرة ام اند امز