«سترون غزة من الداخل قريبا».. هل دقت ساعة اجتياح غزة؟
في أوضح إشارة إلى أن لحظة الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة قد أوشكت، قال وزير الدفاع الإسرائيلي للجنود المحتشدين على حدود القطاع المحاصر، إنهم سيشاهدون قريبا الجيب الفلسطيني «من الداخل».
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، للجنود: «أنتم ترون غزة الآن من بعيد، وقريبا سترونها من الداخل. الأمر سيصدر»، مشيرًا إلى أن المعركة ستكون طويلة وصعبة.
وواصلت إسرائيل اليوم دك قطاع غزة بالمزيد من الضربات الجوية واتخذت مصر خطوات لإدخال مساعدات إنسانية للقطاع في وقت حذا فيه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حذو الرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارة إسرائيل لإظهار الدعم الغربي لها في حربها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
تعهدات بـ«النصر»
وبعد وقت قصير من تصريح غالانت، نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقطع فيديو يظهر فيه مع القوات بالقرب من الحدود ويعدها بالنصر.
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في إشارة لاقتراب ساعة الصفر نحو تنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة: «سننقل القتال إلى أراضيهم. ستكون المعركة طويلة ومكثفة، أفضل القادة والمقاتلين موجودون هنا».
وأضاف: «في إطار استكمال الاستعدادات لاستمرار القتال، يجري هذه الأيام إعداد موافقات الخطط العملياتية للقوات المنتشرة في الميدان».
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال في وقت سابق إن قواته منتشرة في جميع أنحاء البلاد، مما يزيد من الاستعداد العملياتي للمراحل التالية من الحرب، «مع التركيز على العمليات البرية الكبيرة».
يأتي ذلك، فيما أدى القصف والغزو البري المتوقع إلى زيادة المخاوف من اتساع رقعة الصراع. وقالت جماعة حزب الله اللبنانية إنها أطلقت صواريخ على موقع إسرائيلي في قرية المنارة اليوم الخميس، وردت إسرائيل بقصف مدفعي، في أحدث تبادل لإطلاق النار خلال أسوأ تصعيد للعنف على الحدود منذ 17 عاما.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن صاروخا مضادا للدبابات أطلق من لبنان إضافة إلى ما لا يقل عن 20 قذيفة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم الخميس إن ثمانية فلسطينيين لقوا حتفهم في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين بمدينة طولكرم في الضفة الغربية.
وقال كولونيل جرى تعريفه على أنه قائد قاعدة رامات ديفيد الجوية الإسرائيلية لهيئة البث العامة الإسرائيلية إنه لن يكون هناك أي هوادة في حملة القصف والضربات الجوية على القطاع، مضيفًا: «في قطاع غزة كل مكان مرت عليه حماس أو تمر عليه سيضرب ويدمر».
قتلى وجرحى
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الخميس، إن ما لا يقل عن 3785 فلسطينيا قتلوا في غزة وأصيب 12493 آخرين جراء الضربات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وفي خان يونس جنوب قطاع غزة، هرع رجال لمستشفى ناصر وهم يحملون بين أيديهم أطفالا قتلى ومصابين نقلتهم سيارات إسعاف وشاحنات بعد قصف منزل في وضح النهار.
وقال مسعفون إن أربعة قتلوا وأصيب العديد أغلبهم أطفال نازحون من شمال القطاع وكانوا يلعبون كرة القدم في ساحة مجاورة.
وقال حسن الهندي وهو من الجيران الذين شاهدوا الضربة وهو يبكي ويصيح: «رأيت أشلاء.. رأيت أطفالا ممزقين. ماذا يمكن أن أصف لك؟... قتلوا الأطفال.. لم أر أي شيء في حياتي مثل هذا. إنهم يقتلون الأطفال».
وأثارت المحنة الإنسانية الطاحنة التي يعانيها سكان قطاع غزة الحنق في الشرق الأوسط مما جعل مهمة بايدن وقادة غربيين آخرين أصعب في حشد تأييد دول عربية حليفة لمنع الحرب من التوسع في المنطقة.
وقبل أن يغادر بايدن، ناشد الإسرائيليين كبح غضبهم، قائلا: «أنتم تشعرون بهذا الغضب العارم، لا تسمحوا له بأن يستغرقكم. بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، شعرنا بالغضب العارم في الولايات المتحدة وارتكبنا أيضا الأخطاء ونحن نسعى للعدالة وبعد أن حصلنا عليها».