دعم عربي وغربي لبيان الوسطاء بشأن غزة.. وانتقاد أمريكي لوزير إسرائيلي
«حان الوقت للانتهاء من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار»، دعوة أطلقتها ثلاث دول تتوسط بين إسرائيل وحركة حماس، للوصول إلى هدنة في غزة، لاقت ترحيبًا عربيًا وتأييدًا غربيًا كبيرين.
وأصدرت الولايات المتحدة وقطر ومصر التي تتوسّط بين إسرائيل وحركة حماس بيانا ليل الخميس الجمعة حضّت فيه الطرفين على استئناف المحادثات في 15 أغسطس/آب في الدوحة أو القاهرة لـ«سدّ كل الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق بدون أي تأجيل».
فما الموقف الدولي من دعوة الوسطاء؟
الدعوة انضم إليها دولة الإمارات، فقالت في بيان صادر عن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، "تنضم دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الدعوة الموجهة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، ورئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين".
وتابع البيان: "تحث دولة الإمارات الأطراف المعنية على الاستجابة الى الدعوة لاستئناف مشاورات عاجلة بتاريخ 15 أغسطس/آب 2024، وكما أوضح القادة الثلاث فإن الاتفاق المطروح حالياً سينهي معاناة سكان غزة والرهائن وعائلاتهم، وتعرب دولة الإمارات عن أملها في عدم إضاعة مزيد من الوقت من قبل أي من الأطراف".
وأضاف "أخيرا.. تجدد دولة الإمارات تقديرها العميق ودعمها الكامل لجهود الوساطة الحثيثة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الأوضاع المأساوية في قطاع غزة".
بدورها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة ببيان الوسطاء، مؤكدة دعمها الكامل لجهودهم المتواصلة في سبيل إتمام التوصل إلى وقف إطلاق النار والمعالجة العاجلة للأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة.
وشددت على ضرورة وقف النزيف وإنهاء المعاناة وحماية المدنيين، والمضي قدماً في سبيل إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام والأمن واستعادة الشعب الفلسطيني الشقيق لكامل حقوقه المشروعة.
الأمر نفسه، أشارت إليه مملكة البحرين، فأعربت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها عن ترحيبها ببيان الوسطاء بشأن الوضع في قطاع غزة، والذي دعا إلى وضع حد بصورة فورية للمعاناة المستمرة لسكان قطاع غزة وللرهائن وعائلاتهم، وضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن والمعتقلين.
وأكدت البحرين على موقفها الثابت المؤيد لكافة الجهود الهادفة إلى التوصل للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وحماية المدنيين وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، والإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع دون عوائق، والدفع بجهود إحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
ماذا عن المعسكر الغربي؟
دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الجمعة إلى التوصل "بشكل عاجل" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال وزير الخارجية في بيان: "هناك اتفاق على الطاولة، ومن مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين وجميع الأطراف المعنيين على المدى الطويل قبوله بشكل عاجل ووضع حد لهذا النزاع المدمر"، في إشارة إلى الاتفاق الإطار الذي اقترحه الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية مايو/أيار الماضي.
وأضاف أن لندن "تؤيد بالكامل" دعوة الولايات المتحدة وقطر ومصر، الوسطاء بين إسرائيل وحماس، لاستئناف فوري للمفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
وشدد الوزير على أنه "لا يمكن أن يكون هناك مزيد من التأخير، على المعارك أن تتوقف الآن" ودعا أيضا إلى إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
أوروبا؟
مغردًا باللغة العربية عبر حسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقا)، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه «يجب أن نوقف الحرب في قطاع غزّة. ويجب أن يفهم الجميع ذلك».
وأكد الرئيس الفرنسي، أن إيقاف الحرب يعد حيويًا من أجل الغزاويين والرهائن واستقرار المنطقة المهددة بالخطر في الوقت الراهن، مجددًا دعم بلاده لكل الوسطاء الأمريكيين والمصريين والقطريين.
لكن ما موقف إسرائيل؟
وافقت إسرائيل على إرسال "وفد من المفاوضين إلى المكان الذي سيتم الاتفاق عليه في 15 أغسطس/آب الجاري للانتهاء من تفاصيل تنفيذ الاتفاق"، وفق ما أفاد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلا أنها واصلت في الوقت نفسه عملياتها العسكرية على الأرض خصوصا في منطقة خان يونس في جنوب القطاع المحاصر حيث اضطر الفلسطينيون للنزوح مجددا.
بدوره، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، أهمية التوصل "سريعاً" الى اتفاق يتيح الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب مع حركة حماس.
وأورد بيان لوزارة الدفاع في الدولة العبرية "مع مواصلة العمل لضمان أمن إسرائيل، أثار الوزير غالانت أهمية التوصل سريعاً الى اتفاق يضمن عودة الرهائن الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة". ولفت البيان إلى أن المسؤولَين توافقا على الطابع "العاجل" للمسألة.
ماذا عن حليف إسرائيل؟
رغم موافقة مكتب نتنياهو على الدعوة، إلا أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي ضمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى حكومته، قد حضّ على رفض الدعوة الأمريكية لإجراء محادثات الأسبوع المقبل بشأن هدنة في الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر بين اسرائيل وحركة حماس، مما استدعى واشنطن لإصدار بيان لاذع.
وانتقد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في تصريحات للصحافيين موقف سموتريتش، قائلا إنه "يجب أن يخجل" من تشكيكه في نوايا الرئيس جو بايدن.
ودعا الرئيس الأمريكي الخميس في نداء مشترك مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إسرائيل وحماس إلى إجراء محادثات في غضون أسبوع لإنهاء العمل على اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف كيربي متحدثا عن بايدن "إن فكرة أنه سيدعم اتفاقا يعرض أمن إسرائيل للخطر هي فكرة خاطئة من الناحية الواقعية، إنها فاضحة وسخيفة".
واعتبر المتحدث أن سموتريتش مستعد "للتضحية" بالرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في حال أبرم الاتفاق، وهو موقف "يتعارض مع مصالح الأمن القومي لإسرائيل في هذه المرحلة الحرجة من الحرب".
وتابع جون كيربي "إنه يقول ذلك في وقت وجه الرئيس بايدن الجيش الأميركي إلى الشرق الأوسط للدفاع بشكل مباشر عن إسرائيل من أي هجوم محتمل من إيران أو غيرها من الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران".
ورغم أن رد فعل الولايات المتحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل، جاء قويا بشكل غير معتاد، إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها سموتريتش الغضب في واشنطن.
ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال الوزير الإسرائيلي إنه سيكون "مبررا وأخلاقيا" تجويع مليوني شخص من سكان غزة حتى الموت في سبيل تحرير الرهائن، لكنه أسف لأن العالم لن يسمح لإسرائيل بالقيام بذلك.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuNjQg جزيرة ام اند امز