نهاية حرب أو بداية جديدة.. ماذا بعد هدنة غزة؟
مع أنه ثمة شبه إجماع على أن الهدنة السارية في غزة ليست سوى «انفراجة مؤقتة»، لكن تظل التقديرات متفقة أيضا على أنها قد تسهم في كبح التصعيد.
والجمعة، صمتت المدافع والطائرات الحربية في غزة مع بدء سريان هدنة تستمر 4 أيام تترافق مع الإفراج عن رهائن محتجزين في القطاع، مقابل أسرى في السجون الإسرائيلية.
ويقول مراقبون ومحللون إنه للمرة الأولى سيكون ممكنا التقاط صور عن قرب لحجم الدمار الهائل الذي حل بالمدن والمخيمات والبلدات في شمالي القطاع ما سيدفع لمطالبات بوقف الحرب.
فمنذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في شمالي غزة قبل 3 أسابيع، لم يكن من الممكن التقاط الصور لما حل بهذه المناطق ولكن وقف إطلاق النار سيجعل ذلك ممكنا.
ومنذ بداية الحرب، لعبت الصورة دورا محوريا في تغيير مواقف دول من الحرب ولكن أيضا الرأي العام خاصة في الدول الغربية وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية.
ولا يظهر الجيش الإسرائيلي ما يقوم به في شمالي قطاع غزة وسط تقديرات مدعومة بصور جوية بأن قرى وأحياء تم تدميرها بالكامل.
كما أن الهدنة ستفسح المحال أمام الفرق الطبية لإخراج الجثث من تحت الأنقاض ممن كان من الصعب إخراجها في ظل الهجمات الجوية والبرية والبحرية الإسرائيلية المكثفة طوال الفترة الماضية.
«بداية نزول»
يرى المحلل السياسي الفلسطيني فراس ياغي أن الهدنة الإنسانية التي من الممكن تمديدها لفترة أقصاها 10 أيام، «قد تمثل بداية نزول إسرائيل عن الشجرة في ظل الإخفاق بتحقيق أي أهداف طوال 49 يوما من الحرب».
ويقر محللون إسرائيليون أن تل أبيب ما زالت تفتقر إلى ما يمكن تسميته "صورة النصر" بعد الإخفاق في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن قيادة "حماس" في المستشفى وكذلك الرهائن الإسرائيليين.
وفي حديث لـ«العين الإخبارية»، يقول ياغي إن «الهدنة التي بدأت هذا الصباح تؤكد أن مسألة الكارثة الإنسانية والأسرى المختطفين لدى الفصائل هي الأساس في الذهاب إلى هذه الهدنة».
وأضاف: «ويبدو أن الجانب الأمريكي كان مهتما كثيرا بالإفراج عن المختطفين من حملة الجنسيات الأمريكية وأيضا الضغط من قبل عائلات المختطفين في إسرائيل على الحكومة الإسرائيلية».
وتابع الخبير أنه «في الأسبوع السابع من الحرب الإسرائيلية لم تستطع إسرائيل تحقيق أي هدف من أهدافها المعلنة، فقد أعلنت أنها تريد تدمير حماس كبنية سلطوية وعسكرية وأنها تريد استعادة من أسمتهم بالمختطفين دون قيد أو شرط».
ومستدركا: «لكن ثبت أنه في الأسبوع السابع لم تعد إسرائيل أحدا من المختطفين ولا الأسرى العسكريين الموجودين لدى الفصائل في غزة فضلا عن تواصل إطلاق الصواريخ من القطاع وإقرار الجيش الإسرائيلي نفسه باستمرار المعارك الشرسة».
ووفق الخبير، فإنه "نتيجة للضغط الذي مورس على (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو محليا وأمريكيا، تم التوصل إلى هذه الهدنة»، معتبرا أن «أهم نقطة فيها هي الحديث عن هدنة ممتدة، بمعنى أن هناك توجها لوجود تمديد لأكثر من 4 أيام».
وخلص إلى أنه "بالتالي يتم تبادل جديد للأسرى الفلسطينيين مقابل المختطفين المدنيين، ونحن نتحدث فقط عن المدنيين وليس الأسرى العسكريين الموجودين لدى كتائب القسام والجهاد الإسلامي" الذين تطالب الحركتان مقابلهم بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ولفت إلى أنه "طبقا لمسؤولين إسرائيليين، فإن الهدنة من الممكن أن تمتد لمدة 10 أيام، وبالتالي فإن هذه بداية لإنزال إسرائيل عن الشجرة".
كبح الحرب
وبحسب الخبير نفسه، فإن "الهدنة قد تؤدي إلى كبح جماح ما يسمى بزخم العملية البرية الإسرائيلية فعندما يكون هناك كشف للكارثة الإنسانية التي حلت في غزة خاصة شمالي القطاع والعدد الكبير من النازحين في الجنوب، فسيسأل العالم إسرائيل عن حربها".
وأشار في هذا السياق إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تحدث أمس للمرة الأولى عن إنهاء الحرب خلال شهرين بعد أن كان يتحدث عن أشهر طويلة وحتى عن حرب مفتوحة.
وقال الخبير: «غالانت تحدث عن إنهاء الحرب خلال شهرين، وبالتالي أعتقد أنه قد تكون بداية نحو مقاربات جديدة بما يتعلق بالوضع داخل غزة والبحث عن خارطة طريق وحلول قد تؤدي إلى وقف إطلاق نار بشكل دائم في غزة".
وموضحا: «حتى الآن كل التصريحات الإسرائيلية تقول إنها ستستمر في المعركة لتحقيق أهدافها وإنها تريد أن تنهي البنية العسكرية لحركة حماس وحكمها في القطاع».
ومستدركا: «ولكن 7 أسابيع لم تستطع أن تحقق هذه الأهداف فكيف تحققها لاحقا؟».
وتابع: «الأيام القادمة ستظهر التوجهات الإسرائيلية، ولكن هي بداية نحو وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب في حال كانت هناك أي اقتراحات أمريكية وأوروبية وعربية باتجاه الذهاب نحو تسوية سياسية، لأن إمكانية الحل عسكريا غير ممكنة وإسرائيل مرغمة على الذهاب إلى تبادل للأسرى ولن تستطيع إسرائيل الوصول إليهم إلا من خلال تبادل".
وختم ياغي بالقول إن «المظاهرات من قبل أهالي الرهائن في إسرائيل ستتصاعد، وبالتالي ستتفاقم الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من أجل الكل مقابل الكل، بمعنى كل الأسرى الإسرائيليين مقابل كل الأسرى الفلسطينيين».
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4xODkg جزيرة ام اند امز