خريطة الانسحاب الإسرائيلي التدريجي بغزة.. مناطق خالية وأخرى «محرمة»

أنهى الجيش الإسرائيلي انسحابه المتفق عليه في المرحلة الأولى من اتفاق غزة، ليبدأ العد التنازلي لـ72 ساعة المخصصة لإطلاق سراح الرهائن.
وبعد مصادقة حكومة بنيامين نتنياهو على اتفاق إعادة الرهائن وإنهاء الحرب في غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي، ظهر اليوم الجمعة، انسحاب قواته إلى الخطوط المتفق عليها.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكمل الجيش تفكيك مواقعه التي أقامها خلال الحرب في قطاع غزة، وأتمّ الانسحاب ظهراً، لتبدأ، اعتباراً من منتصف الليل، مهلة الـ72 ساعة الممنوحة لحماس بموجب الاتفاق لإعادة الرهائن ظهر يوم الإثنين.
وشملت المواقع التي فككها الجيش في قطاع غزة آلاف البنى التحتية من مختلف الأنواع، بينها مولدات صناعية، ومساكن للجنود، ونقاط مراقبة، ومواقع قتالية، وغيرها.
وقال الجيش في بيان له إن قواته "ستنتشر بحلول منتصف النهار في مواقع دفاعية جديدة داخل منطقة عازلة معززة قرب الحدود".
وبحسب شهادات ضباط، يقع موقعان على الأقل من المواقع الجديدة التي يجري إنشاؤها قرب الحدود شرق ما يُسمى "الخط الأصفر".
لكن من أين انسحبت إسرائيل؟
انسحبت القوات الإسرائيلية من مواقعها في وسط وجنوب قطاع غزة.
ففي خان يونس، جنوب القطاع، انسحبت بعض القوات الإسرائيلية من المنطقة الشرقية قرب الحدود، لكن سُمع دوي قصف مدفعي، وفقاً لشهود عيان.
وفي شمال مخيم النصيرات، وسط القطاع، وتحديداً منطقة محور "نتساريم"، فكّك الجنود مواقعهم واتجهوا شرقاً نحو الحدود الإسرائيلية.
كما انسحبت القوات الإسرائيلية من الطريق الممتد على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
المناطق "المحرّمة"
وحذر الجيش، على لسان المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، سكان غزة من الاقتراب من بيت حانون وبيت لاهيا (شمالاً) وحي الشجاعية (شرقاً)، والمناطق الأخرى التي لا تزال قواته منتشرة فيها.
كما حذر من دخول البحر للسباحة أو الغوص أو الصيد، مؤكداً أن الاقتراب من المنطقة الحدودية مع إسرائيل لا يزال "خطيراً للغاية".
العودة إلى الشمال
وما إن أعلنت إسرائيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حتى شوهد آلاف النازحين الفلسطينيين يعودون شمالاً على طول طريق الرشيد الساحلي، باتجاه مدينة غزة، أكبر منطقة حضرية في القطاع، والتي تعرضت لهجوم قبل أيام قليلة في واحدة من أكبر الهجمات الإسرائيلية خلال الحرب.
ومن المتوقع أن تفرج حماس عن عشرين رهينة إسرائيلية أحياء خلال 72 ساعة، على أن تطلق إسرائيل سراح 230 فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، و1700 آخرين اعتقلوا في غزة خلال الحرب.
وبمجرد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ستتدفق الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية إلى غزة لمساعدة المدنيين، الذين لجأ مئات الآلاف منهم إلى الخيام بعد أن دمرت القوات الإسرائيلية منازلهم وسوّت أحياء بأكملها بالأرض.
وتنص المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب التي استمرت عامين في غزة على انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق الحضرية الرئيسية في القطاع، مع احتفاظها بالسيطرة على نحو نصف أراضيه.
وفي خطاب متلفز، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة لضمان نزع سلاح القطاع وحماس في المراحل المقبلة من خطة ترامب، مضيفاً: "إذا تحقق ذلك بسهولة فسيكون جيداً، وإن لم يتحقق، فسيكون صعباً".