مخيم جباليا.. تعرف إلى أكبر تجمع للاجئين في غزة
عمارات ومبانٍ تحولت في لمح البصر إلى ركام في مخيم جباليا، وحفر عميقة في باطن الأرض تشي بقوة القصف الذي سوّى مربعات سكنية بأكملها بالأرض.
هناك في مخيم جباليا شمال شرقي غزة، فقد السكان لدقائق مرت عليهم دهرا، مفهوم الزمن الفيزيائي، ذلك أن الغارات الإسرائيلية فصلت بين زمنيين وحقبتين في تاريخهم.
والثلاثاء تعرض المخيم لقصف إسرائيلي عنيف أوقع مئات القتلى والمصابين، وألحق دمارا هائلا بأحياء متلاصقة.
وبمجرد انتهاء الغارات، خرج شبان فلسطينيون بالمخيم وهرعوا إلى مكان القصف، يحاولون بأدوات بسيطة ومتواضعة البحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض وسط صدمة وذهول من حجم القصف الإسرائيلي ونطاقه الجغرافي.
وقالت وزارة الداخلية في قطاع غزة إن مخيم جباليا تعرض لقصف بـ 6 قنابل تزن كل واحدة طن متفجرات.
مخيم جباليا
يعد أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في غزة ويقع إلى الشمال من غزة، ويقطنه أكثر من 116 ألف لاجئ مسجل حسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وعلاوة على جباليا، يضم قطاع غزة 7 مخيمات أخرى هي: البريج والنصيرات ودير البلح والمغازي (في المحافظة الوسطى)، والشاطئ (في مدينة غزة)، وخانيونس ورفح (في الجنوب).
وبحسب معلومات طالعتها "العين الإخبارية" في الموقع الإلكتروني لوكالة "الأونروا"، يظهر مخيم جباليا كأكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة.
ويقع المخيم بالقرب من مدينة تحمل ذات الاسم، شمالي قطاع غزة، ويعيش فيه حوالي 116011 لاجئا مسجلا يعيشون على مساحة من الأرض تبلغ فقط 1.4 كيلومتر مربع.
وفي أعقاب حرب 1948، استقر اللاجئون في المخيم، معظمهم كانوا قد فروا من القرى التي تم تهجير الفلسطينيين منها في ذلك العام.
الحصار
تقول الأمم المتحدة إن الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، عام 2007، تسبب في جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لجميع اللاجئين في المخيم تقريبا.
وارتفعت معدلات البطالة بشكل كبير، فيما أصبحت نسبة كبيرة من السكان، ممن كانوا قادرين على إعالة أنفسهم، يعتمدون على المساعدات الغذائية والنقدية التي تقدمها الأونروا لتغطية احتياجات الغذاء الأساسية.
وتشكل النظافة الأساسية أيضا مصدر قلق كبير في المخيم، حيث 90 % من المياه غير صالحة للاستهلاك البشري.
ويُعتبر مخيم جباليا هو أقرب مخيم إلى معبر بيت حانون أو المعروف بـ"إيريز" مع إسرائيل.
البنية التحتية
يتميز مخيم جباليا للاجئين بالاكتظاظ السكاني وضيق المساحة، حيث تُبنى المساكن بالقرب من بعضها البعض، ويعاني من نقص في المرافق الترفيهية والاجتماعية العامة.
وفي كثير من الحالات، اضطر السكان إلى بناء طوابق إضافية لاستيعاب عائلاتهم ويتم ذلك على الأغلب بدون تصميم منظم.