مفاوضات على فوهات البنادق.. قتلى في تصعيد قد يهدد تبريد جبهة لبنان
في الوقت الذي تتواصل فيه مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، تصاعدت وتيرة الأعمال العسكرية على الحدود، بين غارات إسرائيلية وقصف من حزب الله.
واستهدفت غارات إسرائيلية، الخميس، محيط مدينة بعلبك وقرية قريبة منها في شرق لبنان، كما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، بعد إنذار من الجيش الإسرائيلي بإخلائها لليوم الثاني على التوالي.
وأوردت الوكالة أن "الطيران المعادي شن أربع غارات على بلدة دورس ومحيط مدينة بعلبك".
وكان المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي أفاد عن إنذار من الجيش إلى سكان مدينة بعلبك وعين بورضاي ودورس في شرق لبنان، يطلب منهم إخلاءها لأنه "ينوي مهاجمة واستهداف بنى تحتية ومصالح ومنشآت ووسائل قتالية تابعة لحزب الله".
في المقابل، قالت جماعة حزب الله اللبنانية في بيان إنها هاجمت منطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا في إسرائيل اليوم الخميس "بصلية صاروخية كبيرة"، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص في إسرائيل.
قتلى وجرحى
ومن بين القتلى 3 إسرائيليين و4 عمال من تايلاند في حادثين منفصلين قرب حيفا بشمالي إسرائيل وفي بلدة المطلة الحدودية.
كما أصيب إسرائيلي آخر وعامل تايلاندي في الهجمات.
بدورها، قالت خدمة الإنقاذ التابعة لنجمة داوود الحمراء إن شخصين قُتلا في هجوم صاروخي بالقرب من كريات آتا، خارج حيفا.
وأعلن عن وفاة الشخصين، امرأة في الستينيات من عمرها ورجل يبلغ من العمر حوالي 30 عامًا، بعد العثور عليهما في منطقة زراعية، فيما نقل شخص ثالث، رجل في السبعينيات من عمره، إلى المستشفى مصابًا بجروح طفيفة إثر شظايا صاروخية في أعقاب هجوم على المنطقة.
واتضح لاحقا أن القتيلين قرب حيفا هما أم وابنها من سكان مدينة شفاعمرو العربية كانا يقطفان الزيتون في أرضهما لدى سقوط صاروخ أطلق من لبنان.
وبحسب المصادر الطبية، فإن الأم، 60 عاما، وابنها، 30 عاما، كانا في كرم الزيتون بأرضهما يجدان الزيتون عند سقوط الصاروخ.
وكان الجيش الإسرائيلي قال في بيان: "في أعقاب التنبيهات التي تم تفعيلها في الجليل الأعلى والجليل الغربي والجليل الأوسط وخليج حيفا، تم رصد حوالي 25 عملية إطلاق عبرت إلى البلاد من لبنان"، مضيفًا: "تم اعتراض بعض الصواريخ، وتم الكشف عن السقوط في مناطق مفتوحة".
وكانت طواقم الإسعاف أعلنت في وقت سابق عن مقتل 5 أشخاص في سقوط صواريخ على مناطق زراعية في بلدة المطلة القريبة من الحدود اللبنانية. ومن بين القتلى إسرائيلي واحد و4 عمال من تايلاند يعملون بالزراعة. وأصيب عامل تايلاندي إضافي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "في أعقاب التنبيهات التي تم تفعيلها في مناطق الجليل الأوسط والجليل الأعلى والجليل الغربي، تم رصد نحو 30 صاروخًا عبرت إلى داخل البلاد من لبنان"، مضيفًا: "تم اعتراض عمليات الإطلاق وفقًا للسياسة، وتم اكتشاف سقوط في المناطق المفتوحة".
وتقضي السياسة الإسرائيلية بتركيز اعتراض الصواريخ على المناطق المأهولة بالسكان وعدم اعتراض الصواريخ الموجهة الى مناطق مفتوحة. وقد يكون هذا هو السبب الذي أدى الى مقتل 7 أشخاص في مناطق مفتوحة.
وكانت صافرات الإنذار دوت في مناطق واسعة في إسرائيل اليوم.
مفاوضات وقف النار
جاءت التطورات في ظل الجهود الأمريكية لوقف إطلاق النار في لبنان، فيما ترجح الأوساط الإسرائيلية قرب انتهاء العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان.
ولا يرجح أن يكون لسقوط القتلى تأثير على المفاوضات الجارية في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية الكثيفة على لبنان.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال يوم الخميس للموفدَين الأمريكيين، اللذين يزوران الدولة العبرية سعيا لوضع حد للحرب في قطاع غزة ولبنان إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله يجب أن يضمن أمن إسرائيل.
وفي يبان في أعقاب الاجتماع، قال مكتب نتنياهو، إن رئيس الوزراء أبلغ بريت ماكغورك وعاموس هوكستين أن "المسألة الرئيسية.. هي قدرة إسرائيل وتصميمها على فرض احترام الاتفاق ومنع أي تهديد لأمنها مصدره لبنان".
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت لإسرائيل صيغة الاتفاق وبما يشمل صيغة رسالة الضمانات الأمريكية لإسرائيل قبل وصول الموفدين.
وترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأيام القليلة الماضية عدة اجتماعات من أجل بحث المسودة الأمريكية ووضع الملاحظات الأمريكية عليها.
وتسود تقديرات إسرائيلية بقرب التوصل إلى اتفاق، سيما في ظل تسريبات من الجيش الإسرائيلي بأنه سيستكمل عمليته البرية في جنوب لبنان في غضون أسبوعين على الأكثر.
واجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع الموفدين الأمريكيين، بشكل منفصل.
وقال في بيان إن اجتماعه معهما ركز على "الترتيبات الأمنية فيما يتعلق بالساحة الشمالية ولبنان والجهود المبذولة لضمان عودة 101 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس في قطاع غزة".
قصف في سوريا
من جهة ثانية، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "قامت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو وبالتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية بمهاجمة مستودعات أسلحة ومقرات قيادة استخدمتها قوة الرضوان ووحدة التسلح التابعة لحزب الله في منطقة القصير بسوريا".
وأضاف: "يشن الجيش في الأشهر الأخيرة ضربات لتقليص محاولات نقل الأسلحة من إيران عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان.
وتابع: "تعتبر وحدة التسلح في حزب الله المسؤولة عن تخزين الوسائل القتالية داخل لبنان حيث وسّعت مؤخراً نشاطها إلى داخل سوريا وتحديدًا داخل قرية القصير القريبة من الحدود السورية اللبنانية. وبذلك، يقوم حزب الله بإنشاء بنية لوجستية لنقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان عبر المعابر الحدودية".
وأردف: "يأتي ضرب مستودعات الأسلحة إلى جانب الجهود المبذولة لاستهداف البنية التحتية لوحدة 4400، الوحدة المسؤولة في حزب الله عن نقل الأسلحة من إيران عبر سوريا إلى لبنان، واستهداف عدد من المعابر على الحدود بين سوريا ولبنان خلال الشهر الأخير حيث تُستخدم هذه المعابر من قبل حزب الله لنقل الأسلحة".
وأشار إلى أن "حزب الله بدعم من النظام السوري يُعرض أمن المواطنين السوريين واللبنانيين للخطر من خلال إنشاء مقرات قيادة وقوات في مناطق مدنية داخل هذه الدول".