بين السنوار ونصر الله.. المعارك والرسائل تكشفان أوجه الاختلاف
بين غزة ولبنان تتقاطع جبهات الحرب في بعض النقاط، لكنها تختلف كثيرا بالتفاصيل بسبب اختلاف القادة، وهذا ما تكشفه الرسائل وإدارة المعارك.
وتقدر إسرائيل بأن زعيم حركة "حماس" يحيى السنوار يراهن على مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران لتقليل الضغوط العسكرية على غزة.
وقال محلل الشؤون العسكرية الإسرائيلي أمير بوخبوط في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية: "وفقًا للتقييمات، يراهن السنوار على مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، على أمل أن يؤدي مثل هذا الصراع إلى تقليل الضغوط العسكرية على غزة ومنحه المزيد من الوقت".
وأضاف: "لقد حافظ السنوار على مستوى منخفض، وظل مختبئًا أثناء إرسال رسائل إلى قادته، وبدلاً من إدارة الحملة العسكرية بشكل مباشر، كان يقدم توجيهات سياسية عامة فقط".
ويشير بوخبوط بذلك إلى الفترة التي تزامنت مع بدء العملية الإسرائيلية في لبنان والتصعيد بين إسرائيل وإيران.
وتابع: "يعتقد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن السنوار تبنى استراتيجية الاختباء لمدة شهر تقريبًا في كل مرة قبل الظهور لفترة وجيزة لتمرير التعليمات إلى قادته المتبقين، فقط للتراجع إلى الاختباء مرة أخرى".
وكانت تقارير إسرائيلية قالت إن السنوار وجه، بعد اختفاء لعدة أسابيع، رسالة إلى قادة حماس في الخارج وأبدى الاستعداد لتجديد المفاوضات حول وقف إطلاق النار.
ويعتبر بوخبوط أن "هذا النهج يؤدي إلى تعقيد الجهود التي تبذلها إسرائيل والوسطاء الدوليون لدفع المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن".
وأضاف: "وبحسب مسؤولين، يعول السنوار على الصدام المباشر بين إسرائيل وإيران وحزب الله لمنع الجيش الإسرائيلي من تركيز قوات أكبر في غزة، وبالتالي كسب الوقت وفرصة للبقاء".
نهج مختلف
وأشار إلى أنه "على النقيض من زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي أدار الحملات العسكرية ضد إسرائيل بقيادة مركزية وأوامر صارمة، فإن نهج السنوار مختلف".
وقال: تشير مصادر أمنية إلى أن السنوار "يحدد فقط السياسات العامة والخطوط الحمراء، ونادرا ما يعطي أوامر مباشرة".
كما كشف أن "الفجوات العملياتية التي خلفها اغتيال شخصيات بارزة في حماس يتم ملؤها من قبل آخرين، بما في ذلك شقيقه محمد السنوار، الذي يوصف بأنه أكثر خبرة وقسوة".
ولفت إلى أن "مسؤولين أمنيين كشفوا سابقا أن قوات الجيش الإسرائيلي اقتربت مؤخرا من تحديد مكان السنوار خلال عملية في غزة. وهناك أيضا تقديرات بأن السنوار كان بالقرب من الرهائن".
فيما "أكد مسؤول إسرائيلي رفيع أن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة تشير إلى أن السنوار جدد الاتصال بممثلي حماس في قطر، وأرسل رسائل جديدة".
واستدرك: "رغم أنه من غير الواضح متى أرسلت هذه الرسائل بالضبط، أكد المسؤول أنه "لم يكن هناك ما يشير" إلى أن السنوار خفف من موقفه بشأن صفقة الرهائن".
aXA6IDE4LjIyNi4yMTQuOTEg جزيرة ام اند امز