146 يوما من الحرب.. غزة على حافة «مجاعة» والغرب يلجأ لـ«الإنزال»
في اليوم الـ146 للحرب، تجاوز عدد القتلى في غزة 30 ألفا، في ظل ظروف إنسانية صعبة، دفعت دول غربية لبحث سبل "الإنزال جوا".
وفي الساعات الأولى من اليوم، أفادت تقارير صحفية، بأن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف المناطق الغربية لمخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، وسط إطلاق نار مكثف من آليات الجيش الإسرائيلي.
ولم ترد أنباء عن وقوع ضحايا في القصف حتى الساعة، غير أن وزارة الصحة في غزة قالت صباح اليوم الخميس، إن حصيلة القتلى منذ بدء الحرب على القطاع تجاوزت 30 ألفا.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن عدد القتلى تجاوز الـ30 ألفا بعدما وصل إلى مستشفيات القطاع ليل أمس الأربعاء 79 قتيلا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
في المقابل، أفادت تقارير صحفية، بسماع دوي صفارات الإنذار في شلومي بالجليل الغربي، في حدث يتكرر لليوم الثاني على التوالي، حيث دوت الصافرات التي تنذر بوقوع قصف بالصواريخ انطلاقا من غزة، في عسقلان.
فيما قالت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية إن قيادة الجيش طردت 9 جنود من لواء غيفعاتي وأخرجتهم من غزة "بذريعة رفضهم الأوامر"، دون توضيح مزيد من التفاصيل.
"الإنزال الجوي"
سياسيا، قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، اليوم، إن وزير الدفاع لويد أوستن استمع في اتصال بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت لتقييمه لمفاوضات إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وتابعت أن "أوستن وغالانت بحثا الحاجة الملحة لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة"، مضيفة أنهما "بحثا أيضا الحاجة إلى فتح طرق جديدة لإيصال المساعدات إلى شمال قطاع غزة"، حيث تدرس واشنطن إسقاط المساعدات جوا.
وفي وقت سابق، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرس إسقاط المساعدات الإنسانية جوا على القطاع مع تزايد صعوبة توصيلها برا.
وقال المسؤولون إن هناك قلقا متزايدا داخل البيت الأبيض بوجود تهديد حدوث مجاعة في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولم يتوقف الأمر على الولايات المتحدة فقط، إذ نقلت وكالة "أسوشيتد برس"، عن وزير التنمية الدولية الكندي أن الحكومة الكندية تعمل على إسقاط المساعدات جوا على غزة في أقرب وقت ممكن.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة شاركت، الثلاثاء، إلى جانب مصر والأردن وقطر وفرنسا في تنفيذ إنزال جوي لأطنان من المساعدات الإنسانية فوق القطاع.
وتشمل المساعدات- وفق المصادر- مواد إغاثية وطبية بواسطة صناديق مخصصة مزودة بمظلات، بهدف إيصالها للمواقع المحددة مكانا وزمانا.
"مجاعة"
وحذّرت الأمم المتحدة من "مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريبا" تهدد 2,2 مليون شخص يشكّلون الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني المحاصر، لا سيما في الشمال حيث يحول الدمار الواسع والمعارك والنهب دون إيصال المساعدات الإنسانية.
وسبق للمنظمات الدولية أن حذّرت من أن المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة جدا ولا تكفي حاجات السكان.
وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو أمام مجلس الأمن الدولي "ما لم يحدث أي تغيير، فإن شمال غزة يواجه مجاعة وشيكة".
وتحدّث راميش راجاسينغهام باسم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، عن تفشٍّ لمجاعة "لا يمكن تجنّبه تقريباً".
وقال: "نحن في نهاية شهر فبراير/شباط، ويوجد ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع السكان، على بعد خطوة واحدة من المجاعة. ويعاني واحد من كلّ ستة أطفال تحت سنّ الثانية في شمال غزة من سوء التغذية الحاد والهزال".
وأضاف "عمليا، يعتمد جميع سكان غزة تقريبا على المساعدات الإنسانية غير الكافية للبقاء على قيد الحياة"، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى التحرك.
وكرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرارا أن اجتياح رفح لا مفرّ منه لتحقيق "نصر كامل" على حماس، مشيرا الى خطة لإجلاء المدنيين من المنطقة.
حديث الهدنة
في الأثناء، تواصل الولايات المتحدة ومصر وقطر جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة "حماس" سعيا لهدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11 مارس/آذار، تتيح الإفراج عن رهائن المحتجزين داخل القطاع وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية.
ويجري الحديث عن هدنة مدتها ستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 إسرائيليا من النساء والأطفال دون سن 18 عاما إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. فيما تطالب حركة حماس بزيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، نفّذت حماس هجوما على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا غالبيّتهم مدنيّون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.
كما احتُجز نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا في غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم قُتلوا. في المقابل، ترد إسرائيل بغارات وهجوم بري واسع أدى إلى مقتل أكثر من 30 ألف شخص، وتدمير قطاع غزة.
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjgwIA== جزيرة ام اند امز