"كفى تمييزا".. صرخة من غزة ضد سياسات السلطة الفلسطينية
آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة شاركوا في حملة عبر منصات التواصل لمطالبة عباس وسلطته بوقف ما وصفه بالتمييز بين المدن الفلسطينية.
شارك آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة في حملة عبر منصات التواصل الاجتماعي لمطالبة الرئيس محمود عباس وسلطته بوقف ما عدوه "تمييزا" بين المدن الفلسطينية.
وتصدر خلال الساعات الأخيرة وسما (#كفى_تمييزاً) و(#يسقط_التمييز_الجغرافي) عبر تويتر وفيسبوك في الأراضي الفلسطينية، وسط مطالبات برفع ما اعتبروه إجراءات عقابية ضد القطاع، خاصة فيما يتعلق بالخدمات.
وقال ناشط على وسائل التواصل يدعى فارس عوض إن غزة جزء أصيل من فلسطين وإذا لم تنصفوها "فإننا نخشى منكم إسقاط الجنسية عنا".
أما محمد اربيع، وهو قياد معروف من حركة فتح بغزة، فقال عبر تويتر: "عندما يصبح الطغيان قانوناً، يصبح التمرد واجباً".
والخميس، أعلنت فتح وحماس، في بيانٍ مشترك، توصلهما إلى اتفاق لإجراء الانتخابات العامة في أراضي السلطة الفلسطينية، على أن يجري تحديد الموعد بمرسوم يصدره الرئيس عباس.
غير أن قيادات في حركة فتح وأخرى من المجتمع المحلي، طالبت بوقف قرارات عباس العقابية ضد قطاع غزة، بعد إعلان اتفاق إجراء الانتخابات، خاصة أن المتضرر الأكبر منها هم أعضاء حركة فتح.
ناشط فلسطيني يطلق على نفسه "وطن" طالب برفع "الظلم عن أبناء الهيكل التنظيمي في غزة قبل فوات الأوان".
أما عاهد فروانة وهو صحفي ومحلل سياسي من غزة فاعتبر أنه "لا يستوي شعار لا دولة في غزة ولا بدونها ويتم ذبحها على مقصلة الظلم والتمييز الجغرافي".
ووجه سليمان رسالة للرئيس الفلسطيني، قائلا إنه في الوقت الذي يحارب عباس حركة حماس بأكبر قاعدة جماهيرية له ولحركته فإنه يظلم أبناء "فتح" في غزة باستمرار خصومات نصف الرواتب، مطالباً بإنصاف القطاع وحركة فتح فيه قبل فوات الأوان.
وعن استمرار اقتطاع الرواتب التي جاءت ضمن عقوبات فرضتها السلطة على حماس منذ 2007، قال أيوب محمد: "لن يوقف اقتطاع الرواتب من موظفي السلطة إلا إن أوقفه من أصدر الأوامر والجميع يعلم أن الأوامر صدرت من الرئيس محمود عباس مباشرة فلا علاقة لرامي الحمدلله (رئيس وزراء فلسطين السابق) فهو كان في الواجهة فقط ويتم تحريكه كالدمية منه".
بدورها قالت أماني جندية: "لا للتمييز العنصري والجغرافي ضد أبناء غزة وتجويع رجالها ونسائها الذين صمدوا ضد الفساد والاستبداد والتجاوزات وتحملوا كثيرا من الإجراءات من الرواتب، والتهميش الوظيفي، والقتل".
بينما ذكر طارق أبو غنيم: "إحنا (نحن) عرفنا فلسطين ما عرفنا (لم نعرف) ضفة أو غزة.. في المناخ الوطني السليم.. إذا تألمت غزة تألمت رام الله وإذا تألمت جنين تألمت رفح."
ويرى الدكتور صادق أمين، الكاتب والمحلل السياسي، أن الحملة الواسعة على منصات التواصل الاجتماعي الرافضة للتمييز، تشير إلى حالة تململ داخل تنظيم حركة فتح رفضا للإجراءات العقابية المفروضة من السلطة الفلسطينية.
وقال أمين لـ"العين الإخبارية": "اليوم هناك قيادات كبيرة في فتح مثل أحمد حلس، وزكريا الأغا، وغيرهما، ينادون بتغيير سياسات السلطة تجاه غزة، خاصة مع عقد التفاهمات الأخيرة مع حماس".
ورأى أن آلاف التغريدات على تويتر وفيسبوك الرافضة للتمييز بين المدن الفلسطينية تعكس الضمير الحي في حركة فتح والشعب الفلسطيني لضرورة تصحيح هذه الحالة.