مليونية غزة.. حشود الفلسطينيين تجدد عهد "العودة" وتسعى لكسر الحصار
"مليونية الأرض والعودة" لم تمنعهم الحواجز من الوصول إلى السياج الحدودي ليستهدفهم الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص وقنابل الغاز
موجات من الحشود البشرية الفلسطينية توالت على السياج الحدودي لقطاع غزة، السبت، لتجدد عهد العودة وتسعى في الوقت نفسه لكسر الحصار، في الذكرى الـ43 ليوم الأرض.
- شهيدان و244 مصابا حصيلة ضحايا اعتداءات الاحتلال ضد مسيرات غزة
- في ذكرى مرور عام على مسيرة العودة.. إضراب شامل بغزة قبيل مليونية الأرض
ولم تستطع آلاف العناصر الأمنية الإسرائيلية منع"مليونية الأرض والعودة" الفلسطينية من الوصول إلى السياج الحدودي، ليستهدفهم الاحتلال بالرصاص وقنابل الغاز.
الفلسطينية صابرين النجار قالت لــ"العين الإخبارية": "جئت أشارك نصرة للأرض ولحقوقنا"، مشيرة إلى أنها تشارك باستمرار في مسيرة العودة، وسبق أن أصبت برصاص الاحتلال، مضيفة "نحن مستمرون وندعو الجميع للوقوف معنا ونأمل من دولنا العربية دعمنا".
الشاعر والزجال محمد أبوديب شارك بالزي الفلسطيني التقليدي (القنباز)، مؤكدا أن هذه المشاركة جاءت لإيصال رسالة للاحتلال أننا لن نتخلى عن أرضنا وحقوقنا، وقال لـ"العين الإخبارية" "مستمرون حتى تحرير أرضنا وتحقيق العودة، وغزة مقبرة الغزاة".
في حين غصت ساحة المخيم بخزاعة بآلاف المتظاهرين، الذين اخترقوا حواجز عناصر الضبط التابعة للفصائل الفلسطينية، لتسير على شارع العودة قبالة السياج الحدودي، حيث تمركز العشرات من قناصة الاحتلال.
وأظهرت جولة مراسلة "العين الإخبارية" تنوع الفئات المشاركة من نساء وأطفال وشيوخ، وأن أعدادا كبيرة منهم تركت البرنامج الاحتفالي في ساحة المخيم، وانتقلت إلى منطقة المظاهرة على مقربة من الشريط الحدودي.
ياسر عبدالغفور، الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، قال لـ"العين الإخبارية" خلال وجوده لتوثيق الأحداث "على الرغم من أن المظاهرة اتسمت بالسلمية، إلا أن الاحتلال استخدام الرصاص الحي وقنابل الغاز ضد المتظاهرين".
وأشار إلى أنهم رصدوا أكثر من 20 ثكنة لتمركز القناصة قبالة المتظاهرين، أطلقوا من خلالها النار دون وجود أي خطر أو تهديد على حياتهم، ما يجعل إطلاق النار مخالفا لمعايير القانوني الدولي.
ورأى أن نشر القناصة في وقت مبكر كان إشارة واضحة إلى نية الاحتلال في اقتراف جرائم قتل وإصابات ضد المتظاهرين، وهو ما تم ترجمته في شهيدين وأكثر من 130 إصابة حتى الآن في ساحات المظاهرة شرق القطاع.
وكان الاحتلال تعهد الجمعة بعدم إطلاق الرصاص الحي تجاه المتظاهرين، إلا في حالة تعرضه للخطر، وهو أمر لم يلتزم به، ما يضع تساؤلات حول مصير التفاهمات التي يجري التباحث بشأنها برعاية مصرية.
وفي البيان الختامي للفعاليات الرسمية، قالت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة "أمام هذا المشهد العظيم الذي رأيناه في يوم الأرض، التي تعتبر عنوان الصراع مع العدو، نستطيع أن نجزم بأن صفة القرن مصيرها الفشل والتحطم على صخرة وحدة شعبنا ونضاله".
وأضاف البيان أن "الوحدة التي تجسدت في الميادين وفي الغرف المشتركة وفي قيادة مسيرات العودة هي الأمل، الذي نحتمي بها لصيانة مشروعنا الوطني واستكمال أدوات النضال من أجل تحقيق أهدافه، هذه الوحدة القائمة على الشراكة، واستحضار كل الأدبيات المرتبطة بالشراكة والديمقراطية وإنهاء الانقسام البغيض والنضال المشترك والاحترام المتبادل والديمومة في الميدان حتى انبلاج صبح الحرية والكرامة".
وثمن البيان الجهود المصرية الهادفة لاستعادة الوحدة الوطنية وكسر الحصار عن أهالي غزة، رغم حالة الإنكار الإسرائيلي "لحقنا في الحياة الكريمة"، مشددة على أن "كسر الحصار هو انتزاع لحقنا من أنياب هذا العدو الجبان وشعبنا يعرف كيف يراكم إنجازاته، بكفاحه الطويل واستعداده للتضحية وصولاً إلى العيش بكرامة".
وتابع "هذا يدعونا إلى الالتفاف معاً حول هدفنا بالعودة وكسر الحصار، وتعزيز صمودنا على طريق معركة الحرية والتحرير والعودة إلى الأرض التي هُجرنا منها والديار التي أخرجنا من خيراتها وترابها"، مؤكدا استمرارية المسيرات في الجمعة المقبلة تحت عنوان "جمعة انتصار الكرامة".