الذعر سبب آخر للمأساة في غزة رغم التعليق الجزئي لإطلاق النار
رغم تعليق الجيش الإسرائيلي إطلاق النار جزئيا في قطاع غزة لا تزال التحديات تفرض نفسها على توزيع المساعدات الإنسانية.
وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إنها لم تتمكن من توزيع المساعدات في القطاع من معبر كرم أبوسالم الذي تسيطر عليه إسرائيل بسبب "الفوضى والذعر بين الجياع" في المنطقة، على الرغم من وقف إسرائيل النشاط العسكري نهارا.
وعلق الجيش الإسرائيلي هجماته من الخامسة صباحا إلى الرابعة مساء بتوقيت غرينتش حتى إشعار آخر في المنطقة الممتدة من معبر كرم أبوسالم في جنوب إسرائيل إلى طريق صلاح الدين ثم باتجاه الشمال في غزة، بحسب ما أعلن الأحد الماضي.
لكن الأمم المتحدة تخشى أن تتبدد قيمة الخطوة الإسرائيلية في ظل حالة الخوف التي تسيطر على السكان في غزة التي تواجه مجاعة غير مسبوقة رغم حصار القطاع منذ نحو عقدين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن الأمم المتحدة رحبت بهذه الخطوة، لكنه أضاف أن "هذا لم يترجم بعد إلى وصول المزيد من المساعدات إلى المحتاجين". وأوضح أن المنطقة الواقعة بين كرم أبو سالم وطريق صلاح الدين خطيرة للغاية.
وأضاف "القتال ليس السبب الوحيد لعدم القدرة على استلام المساعدات... عدم وجود أي شرطة أو سيادة قانون في المنطقة يجعل نقل البضائع إلى هناك أمرا خطيرا للغاية".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن المنظمة الدولية مستعدة للتعامل مع جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات إلى الناس في غزة، مؤكدا أنها ستواصل العمل مع السلطات وقوات الأمن، في محاولة لمعرفة ما يمكن القيام به لتهيئة الظروف الأمنية.
وتابع "عندما تصل المساعدات إلى مكان ما، يكون هناك أناس يتضورون جوعا، ويشعرون بالقلق من أن هذا قد يكون آخر طعام يرونه... يجب أن يتأكدوا من أنه سيكون هناك تدفق منتظم للبضائع حتى لا يكون هناك ذعر عندما نصل إلى المنطقة".
وتشكو الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة منذ فترة طويلة من المخاطر والعقبات التي تحول دون إدخال المساعدات وتوزيعها في جميع أنحاء غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من أن شبح المجاعة يلوح في الأفق.
ومنذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل أكثر من ثمانية أشهر، دخلت مساعدات إلى 2.3 مليون فلسطيني في المقام الأول عبر معبرين إلى جنوب غزة هما معبر رفح من مصر ومعبر كرم أبو سالم من إسرائيل.
لكن عمليات التسليم تعطلت عندما كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في رفح الشهر الماضي. وأغلقت مصر معبر رفح بسبب التهديد الذي يحيط بالعمل الإنساني، وقامت بنقل المساعدات المتراكمة والوقود عبر معبر كرم أبو سالم.
وقال حق إن معبر رفح لا يزال مغلقا وإن الوصول محدود عبر معبر كرم أبو سالم. وفي شمال غزة، قال إنه لم يعد من الممكن الوصول إلى معبر إيريز (بيت حانون) بسبب تصاعد حدة القتال، في حين تم تشغيل معبر إيريز الغربي وزيكيم.
aXA6IDMuMTQyLjI1MC44NiA= جزيرة ام اند امز