صحيفة أمريكية تقترح حلا لأزمة نازحي غزة.. «تغريبة» جديدة؟
حرب مشتعلة منذ 39 يوما خلفت وضعا إنسانيا شديد التعقيد، وتكدس لنحو مليوني شخص في جنوب قطاع غزة، وسط غياب الحلول الناجعة.
وتعاني مستشفيات قطاع غزة الرئيسية من تكدس النازحين المحتمين بها، ونقص المواد الطبية والغذاء والوقود، فضلا عن أعداد المصابين التي تفوق عدد الأسرة.
في السياق ذاته، قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إن جميع سكان غزة ضمن الفئات التي تعاني من "انعدام الأمن الغذائي".
وأوضح المدير العام للمنظمة شو دونيو في بيان، أن تصاعد الأعمال العدائية في إسرائيل وفلسطين يؤثر بشكل كبير على جميع أبعاد الأمن الغذائي.
ورغم هذه التطورات التي تفاقم الوضع الإنساني، ظهر بصيص أمل في هدنة لعدة أيام، صباح الثلاثاء، إذ نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إنه سيكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة لنحو 5 أيام مع تبادل الأسرى.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن “الخطوط العامة للصفقة مفهومة”. ويدعو الاتفاق المبدئي إلى إطلاق سراح النساء والأطفال الإسرائيليين في مجموعات، بالتزامن مع إطلاق سراح النساء والشباب الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في الصحيفة الأمريكية.
في المقابل، اقترحت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن يشترك المجتمع الدولي في تقاسم أعباء النازحين الفلسطينيين المتكدسين في جنوب قطاع غزة، بعد أن تحول الشمال إلى ساحة قتال بين إسرائيل وحماس.
الصحيفة قالت في هذا الإطار، إن إحدى المقترحات، هي أن "تقبل البلدان في جميع أنحاء العالم أعدادا محدودة من الأسر الغزاوية التي أعربت عن رغبتها في الانتقال إلى مكان آخر" في ظل الوضع المعقد في القطاع.
وأضافت أنه "ينبغي على البلدان في جميع أنحاء العالم أن توفر ملاذا لسكان غزة، وبوسع البلدان أن تحقق هذه الغاية من خلال إنشاء برامج نقل جيدة التنظيم ومنسقة دولياً".
وأشارت إلى أنه "يمكن لأعضاء المجتمع الدولي أن يتعاونوا لتقديم حزم الدعم المالي لمرة واحدة لسكان غزة المهتمين بالانتقال للمساعدة في تكاليف النقل وتسهيل تأقلم اللاجئين مع مجتمعاتهم الجديدة".
وتابعت قائلة: "يجب على المنظمات العالمية ذات الخبرة في توطين اللاجئين أن تعمل على تسهيل نقل سكان غزة الذين يرغبون في الانتقال إلى بلدان مستعدة لاستقبالهم".
الصحيفة استطردت في هذا الإطار: "نحن ببساطة بحاجة إلى حفنة من دول العالم لتقاسم مسؤولية استضافة سكان غزة، وحتى لو استقبلت كل دولة ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، فإن ذلك سيساعد في تخفيف الأزمة".
ومنذ 39 يوما، يمضي الجيش الإسرائيلي بعمليته الرامية لـ"تدمير حماس"، بحسب أهدافها المعلنة، إذ تتهم السلطات الإسرائيلية مسلحي الحركة بقتل 1200 شخص على الأقل، معظمهم من المدنيين واحتجاز نحو 240 رهينة في أسوأ هجوم في تاريخ البلاد وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. فيما أفادت إسرائيل خلال الحرب، بأن 46 من جنودها قتلوا في عملية غزة.
لكن إسرائيل تواجه ضغوطا دولية متزايدة للحد من معاناة المدنيين في ظل عمليتها الجوية والبرية الكبيرة التي تقول وزارة الصحة في غزة إنها أودت بحياة 11180 شخصا بينهم 4609 أطفال.