"مبادرون".. شباب رفح يحاصرون كورونا بالابتسامة ووسائل الوقاية
حملة "مبادرو رفح" تأتي بعد أن تراخى بعض الناس في اتخاذ إجراءات الوقاية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، خاصة أيام ما قبل عيد الفطر.
لم يعد الحجر الصحي في قطاع غزة كأيامه الأولى، فبعض الناس انفلت صبرها وعادت لممارسة الحياة بشكل طبيعي رغم نشرات التوعية والمطالبات بضرورة التقيد بضوابط وتعليمات السلامة.
ومنها جاءت حملة "مبادرو رفح" لإعادة مستوى الوعي إلى مكانه الأول؛ لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا، وإن كان نزول فريق "مبادرون" الشوارع ضرورة فكان استقبال الناس للمبادرة أكثر أهمية.
يقول هارون المدللة، منسق عام "تجمع مبادري رفح" لـ"العين الإخبارية" إن حملة التوعية تأتي بعد أن تراخى بعض الناس في اتخاذ إجراءات الوقاية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، خاصة أيام ما قبل عيد الفطر وفتح الأسواق بشكل كبير وعدم تحديد ساعات عمل فيها.
ويضيف: "كل هذا دفعنا في (مبادرون) إلى نزول الشوارع على وجه السرعة ونشر الوعي والتحذير من مخاطر الإصابة بالفيروس، لأن انتشاره في قطاع غزة سيكون كارثة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة لقلة الإمكانيات والمستشفيات والطواقم الصحية".
خطورة كسر ضوابط السلامة والوقاية، دفع الفريق، وفق المدللة، إلى النزول إلى شوارع وأسواق ومحلات محافظة رفح.
ويتابع: "بدعم سخي من أحد رجال الأعمال الفلسطينيين في الخارج وهو من أبناء المحافظة استطعنا شراء 2000 كمامة وقفازات طبية وأدوات تعقيم وطباعة منشورات وملصقات بأعداد كبيرة لتوزيعها على الناس وتعليقها على أبواب المحلات ومداخل الأسواق والمؤسسات".
هارون، الذي يعمل مع فريق مؤلف من 200 متطوع من بينهم أطباء وتربويون وممرضون وأساتذة جامعيين وشباب، يخشى من انهيار المنظومة الصحية بفعل التراخي الملحوظ لإجراءات الوقاية في قطاع غزة بشكل عام، ومحافظة رفح بشكل خاص.
ويوضح أن رفح هي العتبة الأولى لقطاع غزة، وفيها مكان الحجز الصحي لمصابي فيروس كورونا، بالإضافة إلى أن العائدين من الخارج ومن بلدان انتشر فيها الوباء يفتح الاحتمالات الأسوأ خاصة وأن 2000مسافر سيعودون خلال أيام إلى قطاع غزة.
العبرة ليست في توزيع منشورات التوعية بالسلامة الصحية ولكن في النزول إلى الشوارع والميادين والمؤسسات والتحدث مع الناس بشكل ودي ومحاولة إقناعهم أن الخطر لا يزال قائماً، بحسب المدللة.
ويمضي قائلاً: "كان لا بد من النزول في هذه الأيام إلى الناس ومخاطبتهم بزي الممرضين والأطباء وابتسامات الشابات والشباب، فالمسألة ليست مجرد مبادرة مدتها 5 أيام وستنتهي، ولكنها عبارة عن صيحة من حناجر قلقة تريد السلامة لأبناء شعبها".
ويطالب المدللة وسائل الإعلام باستعادة دورها في رفع مستوى التوعية وتسليط الضوء على وسائل الوقاية، والتلميح إلى المخاطر التي من الممكن حدوثها في حال انتشار الوباء، مع تغيير وسائل المخاطبة التقليدية.
ويشير إلى أن المستويات الرسمية والمجتمعية والمثقفة لها أدوار مهمة في هذه الأيام لا بد من القيام بها "فنحن غير قادرين على مواجهة كورونا في حال انتشاره، بل لا نريد انتشاره لأننا نؤمن بأن الوقاية أوجب من العلاج في ظروفنا العامة".
ومن أجل تنفيذ الحملة، ينتشر 200 متطوع ومتطوعة في رفح بعد الساعة 12 ظهراً ولا ينتهون إلا قبل غروب الشمس بقليل، وبعض الشباب يتناول إفطاره فوق الأرصفة، وفي المتنزهات لكي يستأنف عمله التطوعي بعد المغرب، لأن الناس ينزلون إلى الأسواق بعد إفطارهم الأمر الذي يسبب ازدحاماً.
من جهتها، أفادت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، الإثنين 11 مايو/أيار، بعدم تسجيل أي إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين لليوم الرابع على التوالي، بعد فحص جميع العينات التي تمَّ جمعها من مختلف المحافظات، في حين سجلت 16 حالة شفاء جديدة.
وأفادت بأن عدد الإصابات المسجلة في جميع الأراضي الفلسطينية بفيروس كورونا يستقر عند 547 إصابة، فيما بلغ عدد حالات التعافي من المرض 367 حالة، ما يعني أن نسبة المتعافين ارتفعت إلى 67% من مجمل الإصابات المسجلة .