غزة.. مسيرة العودة الكبرى تبدأ بخيمة
من دعوات عبر مواقع التواصل، لمبادرات فردية، فحراك مدعوم من الفصائل.. بدأت تتبلور دعوة لمسيرة مليونية تجتاز السياج الحدودي الإسرائيلي.
من دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى مبادرات فردية، فحراك مدعوم من الفصائل، بدأت تتبلور دعوة لإقامة مسيرة مليونية تجتاز السياج الحدودي الإسرائيلي الفاصل شرق قطاع غزة، وتقيم خيام صمود في المنطقة الحدودية.
ودشن نشطاء صفحة خاصة على فيسبوك باسم "مسيرة العودة الكبرى"، مؤكدين أن مسيرة العودة بدأت فعلا لأن التحشيد والتعبئة الجماهيرية مكونان رئيسان لإنجاح المسيرة، وكل الأفراد والتجمعات قادرون على المساهمة في هذه المرحلة بإنضاج مسيرة العودة في وعي الجمهور.
وأوضحوا أن كل الفعاليات الميدانية التي ستنفذ في المرحلة المقبلة بالقرب من السياج الحدودي هي ضمن مرحلة التحشيد والتعبئة وتسخين الأجواء قبل ساعة الصفر التي سيحددها الميدان.
إعلاميون يبادرون
ورغم أن الصفحة لم تضع موعدًا محددًا لبدء فعالياتها، إلا أن 3 إعلاميين وكتاب أعلنوا إقامة خيام على مقربة من الشريط الحدوي، لوضع الأمر في إطار التنفيذ، من اليوم إلى الجمعة المقبلة، فيما يجري الترتيب للمسيرة الكبرى في 30 مارس/ آذار المقبل.
وأعلن الصحفي مثنى النجار نصب أول خيمة للتأكيد على حق العودة.
وأقام النجار خيمته خلف "خط جكر" على حدود خزاعة شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه سيقدم تعريفا عن قريته التي ينحدر منها وهي سلمة قضاء يافا.
بدوره، قال الصحفي محمد البردويل: "لم يبقَ أمام غزة خيارات كثيرة فالدعوة لمسيرات العودة لابد أن تبدأ منذ هذه اللحظة"، مشيرًا إلى أنه سيبادر بالتوجه بخيمة على بعد كيلو واحد من السلك الفاصل يوم الجمعة المقبل في اعتصام سلمي مفتوح.
إسماع صوت اللاجئين
بدوره، أكد الكاتب أحمد أبو ارتيمة أنه سيكون صاحب الخيمة الثانية بدءًا من الجمعة المقبلة في اعتصام مفتوح.
وقال: "سننفر صوب الوطن، سنفترش الأرض وننصب خيام العودة، في الخيمة سنعيد سرد حكايات جداتنا وسنوقد النار ونصب القهوة ونغني الأهازيج الوطنية".
وأوضح أن هذه الخطوة ترمي إلى تحويل مشارف الوطن المحرمة علينا إلى ميدان عودة كبير ينادي كل الذين أنهكتهم سنوات اللجوء وأضناهم الحنين إلى معانقة تراب الوطن..
وقال: "سيسمع العالم كله أصوات اللاجئين بعد 70 عاماً من الانتظار".
ووفق القائمين على صفحة مسيرة العودة، فإن الأمر يتعلق بمسيرة سلمية شعبية مليونية فلسطينية ستنطلق من غزة والضفة الغربية والقدس والأردن ولبنان وسوريا ومصر باتجاه الأراضي التي تم تهجير الفلسطينيين منها عام 1948.
وأكد آدمن الصفحة أن هدف مسيرة العودة تنفيذ وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه التي طرد منها، وذلك تماشيا وتطبيقا للقرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين ومنها القرار 194.
الدعوات للمسيرة تأتي في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في قطاع غزة، وفي خطوة تهدف لإحياء قضية اللاجئين في ظل تقليص دعم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" من الإدارة الأمريكية الشهر الماضي.
نقاش فصائلي
وقال الناطق باسم الجهاد الإسلامي داوود شهاب: إن قوى المقاومة تعطي الآن أولوية للتحركات الشعبية.
وأكد شهاب لـ"بوابة العين" أن الفصائل الفلسطينية تناقش بشكل فعلي تنظيم المسيرات للمنطقة الحدودية، والبحث في الآليات الكفيلة بدعم ذلك، وتوفير الحماية للمتظاهرين الذين يواجهون قوة غاشمة من الاحتلال الإسرائيلي.
مغامرة مطلوبة
ويرى الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، أن خيار مسيرة العودة بات مطروحًا على طاولة النقاش لدى الفصائل، ويأتي في ضوء صعوبة الأوضاع في قطاع غزة، وتحميل الاحتلال المسؤولية كقوة احتلال.
وأشار عوكل في حديثه لـ"بوابة العين" إلى وجود مخاوف إسرائيلية من مثل هذا الاحتمال من خلالها ما تردد في الإعلام الإسرائيلي بأن قطاع غزة قابل للانفجار، وهي تخشى وتدرك أن هذا الانفجار سيكون باتجاه الشرق والشمال.
وقال: إن إسرائيل قد تواجه بعنف شديد خيارا مثل هذا، ولكن في المحصلة يجب أن يكون هناك حل كي يتحمل الاحتلال مسؤولية احتلاله، وكذلك مثل هذه الحالة تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته.
وأضاف: "لا شك أن المغامرة فيها ثمن، ولكن لابد أحيانا من خوضها لكسر حالة الانهيار والسكون الحاصلة".
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز