أحزان على مقاعد الدراسة.. عائلات فلسطينية تنزح على وقع الحرب
حملت أسر فلسطينية أوجاعها مجددا في رحلة نزوح يبدو أبدياً وأقامت في مدارس الأونروا في قطاع غزة، لتختلط الأحزان بأناشيد منسية على مقاعد الدرس.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أكثر من 123 ألف شخص نزحوا في قطاع غزة منذ بدء التصعيد الأخير بين إسرائيل وحماس في أعقاب العملية التي شنتها الحركة في مستوطنات في غلاف القطاع.
وأوضحت أوتشا اليوم الإثنين أن أكثر من 123538 شخصا نزحوا داخليا في غزة، بفعل الخوف وبهدف الحماية والخشية من هدم منازلهم جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي، مشيرا أن أكثر من 73 ألف شخص لجأوا إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وفي وقت سابق اليوم، قالت الأونروا إن ما يقرب من 74 ألف فلسطيني نزحوا إلى 64 مدرسة ومأوى تابعاً لها في قطاع غزة.
وأضافت الوكالة في بيان صدر عنها، أنه من المرجح أن تزداد الأعداد مع استمرار القصف العنيف والغارات الجوية بما في ذلك على المناطق المدنية.
وأشارت الوكالة في بيانها إلى أن مدرسة تابعة للأونروا تأوي عائلات نازحة في قطاع غزة تعرضت للقصف المباشر، ولحقت أضرار جسيمة بالمدرسة، التي تأوي أكثر من 225 شخصا.
وأوضح أن فرق الأونروا تقوم بتزويد العائلات بالمأوى والمياه النظيفة، ويجري إعداد الإمدادات لتسليمها إلى الأسر، ويشمل ذلك المواد الغذائية ومستلزمات النظافة ومواد التنظيف.
وطالبت الأونروا بحماية المدنيين في جميع الأوقات، والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشددة على ضرورة تجنيب المدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية، بما في ذلك تلك التي تأوي الأسر النازحة، للهجوم أبدا.
وتفجرت الأوضاع في القطاع الذي يعاني أصلا من تردي الخدمات في أعقاب هجوم شنه مسلحو حركة حماس على مواقع إسرائيلية بعد أن تسللوا برا وجوا إلى داخل المستوطنات بعمق عشرات الكيلومترات.
ولا يزال القتال دائر بعد مضي ما يزيد على يومين من الهجوم الذي أطلقته الحركة فجر السبت الماضي بقصف مكثف على إسرائيل.
ومثل الهجوم صدمة في الأوساط الإسرائيلية وسط إدانات دولية وزاد الضغط على القيادة السياسية في تل أبيب التي أعلنت الحرب.
ويخشى مراقبون من ضربات إسرائيلية مكثفة في غزة ترفع من أعداد الضحايا التي بلغت مستويات غير مسبوقة بالفعل.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلنت ارتفاع عدد الضحايا إلى 436 قتيلا في القطاع منهم 91 طفلا و61 سيدة وإصابة 2271.
وقصفت مقاتلات وطائرات هليكوبتر ومدفعية أكثر من 500 هدف لحماس والجهاد في قطاع غزة خلال الليل، بما في ذلك مراكز قيادة للحركتين ومقر إقامة قيادي كبير في حماس تردد أنه شارك في توجيه هجوم يوم السبت.
وقال مسعفون في غزة إن 7 فلسطينيين على الأقل قتلوا في ضربتين جويتين إسرائيليتين على منزلين. وشنت طائرات إسرائيلية عشرات الغارات الجوية، الكثير منها في بلدة بيت حانون في شمال القطاع.
وأصابت الغارات الجوية الإسرائيلية أمس الأحد مباني سكنية وأنفاقا ومسجدا ومنازل لمسؤولين في حماس في غزة.