الأسرى الإسرائيليون.. حجر عثرة تل أبيب لخطة "الانتقام الساحق"
قيدت المخاوف الإسرائيلية على حياة كثير من الأسرى لدى "حماس"، من خيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضرب الحركة.
ورغم توعد نتنياهو "بانتقام ساحق"، فإن "مصير الجنود الإسرائيليين وكبار السن والنساء والأطفال الذين اقتيدوا إلى غزة ولا تزال أعدادهم غير واضحة يعقد كيفية وفاء إسرائيل بتوعدها بالرد بأسلوب قوي وناجز مع الالتزام في الوقت نفسه بالمبدأ القديم بعدم ترك أي أحد".
- "وول ستريت جورنال": إيران ساعدت حماس في التخطيط للهجوم على إسرائيل
- سوناك لنتنياهو: "إرهاب حماس المروع لن ينتصر.. نحن إلى جانب إسرائيل"
التأمين بالرهائن
وبحسب آرون دافيد ميلر، الزميل الرئيسي بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، فإن "الحقيقة القاسية أن حماس احتجزت رهائن كسياسة تأمين من التحرك الإسرائيلي للرد، وبالتحديد هجوم بري ضخم، ولمبادلتهم بأسرى فلسطينيين".
وأضاف: "هل سيقيد ذلك كيفية رد إسرائيل؟ إن كانت الأعداد ضخمة، فكيف لا يقيد؟".
ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن "تل أبيب ستتحرك لتحرير المحتجزين وستلحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية الإرهابية لحماس وستضمن عدم تمكن أي جماعة إرهابية في غزة من إلحاق الأذى بالمواطنين الإسرائيليين مجددا".
لكن بحسب محللين "لا توجد اختيارات سهلة، فمحاولة إنقاذ جميع من قالت حماس إنهم محتجزون في مواقع مختلفة من شأنه تعريض حياتهم للخطر".
ودعا نتنياهو، الذي يرأس واحدة من أكثر الحكومات التي يطغى عليها اليمين في تاريخ إسرائيل، زعماء المعارضة إلى الانضمام إلى حكومة وحدة ساعيا إلى حشد دعم أكبر لأي قرار بالرد.
شقيق نتنياهو
وعانى نتنياهو نفسه في السابق، إذ إنه يحمل ذكريات مؤلمة مع عمليات تحرير الأسرى والرهائن، حيث قُتل أخوه الأكبر، في 1976، أثناء إنقاذ رهائن من مطار عنتيبي في أوغندا، وهو حدث قال عنه نتنياهو إنه "رسم شكل حياته المستقبلية".
وكان شقيقه الراحل اللفتنانت كولونيل يوناتان "يوني" نتنياهو قاد فريقا هجوميا يتألف من 29 فردا من القوات الخاصة الذين اجتاحوا صالة المطار لإنقاذ إسرائيليين وآخرين من ركاب طائرة تابعة لخطوط "إير فرانس" الجوية بعدما غير مختطفون فلسطينيون وألمان وجهتها إلى أوغندا.
وفي حادث سابق في 1972، احتجز مسلحون فلسطينيون من منظمة "أيلول الأسود" أعضاء الفريق الأولمبي الإسرائيلي رهائن في القرية الرياضية بميونخ.
وفي غضون 24 ساعة، لقي 11 إسرائيليا وخمسة فلسطينيين وشرطي ألماني حتفهم بعدما تحولت جهود الإنقاذ إلى تبادل لإطلاق النار.
تحدٍّ جديد
وتمثل غزة، التي يتكدس أكثر من مليوني شخص في شريط ضيق، نطاقا مختلفا للتحدي أمام نتنياهو، حيث ستكون موقعا فوضويا لشن حرب.
وكان رئيس الوزراء الراحل أرييل شارون قد وصف انسحاب إسرائيل من غزة في 2005 أثناء قيادته للحكومة بأنه كان مؤلما، لكنه قال إن "السيطرة على هذه المنطقة كثيفة السكان أمر عسير للغاية".
وقد يتبع نتنياهو استراتيجية معروفة بشكل أكبر تتمثل في اغتيال قادة حماس بضربات جوية وبتفجيرات.
وكانت إحدى أهم العمليات هي اغتيال الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحماس بضربة صاروخية من طائرة هليكوبتر في 2004.
لكن مهند الحاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط قال إن المفاوضات تبدو هي السبيل الوحيد الواضح للمضي قدما.
وفي 2011، بادلت إسرائيل مئات الأسرى الفلسطينيين لتأمين الإفراج عن جندي إسرائيلي واحد هو جلعاد شليط الذي أسر لخمس سنوات.
ويبدو ذلك النوع من عمليات التبادل مستحيلا عندما يتعلق الأمر باحتجاز العشرات من الرهائن هذه المرة. ولاقت صفقة شليط انتقاد بعض الإسرائيليين بوصفها غير متكافئة.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4yMDEg
جزيرة ام اند امز