"وول ستريت جورنال": إيران ساعدت حماس في التخطيط للهجوم على إسرائيل
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الإثنين، أن "إيران ضالعة في التخطيط ومساعدة "حماس" في هجومها على إسرائيل، السبت.
ونقلت الصحيفة، عمن وصفتهم بأنهم "أعضاء كبار بحماس وحزب الله"، أن "مسؤولين إيرانيين وقادة بالحرس الثوري أعطوا الضوء الأخضر النهائي للهجوم، في اجتماع عقد في بيروت، الإثنين الماضي".
- كيف حدث؟ تفاصيل جديدة مثيرة عن هجوم حماس تظهر للنور
- سفير إسرائيل بواشنطن: أمريكيون بين أسرى "الطوفان"
وأضافت أن "ضباط الحرس الثوري الإيراني عملوا مع حماس منذ أغسطس/آب الماضي لتخطيط التوغلات الجوية والبرية والبحرية، وهو الخرق الأكثر أهمية لحدود إسرائيل منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973".
وأشارت الصحيفة، نقلا عن مصادرها، إلى أنه "تم تنقيح تفاصيل العملية خلال عدة اجتماعات في بيروت حضرها ضباط الحرس الثوري الإيراني وممثلو 4 جماعات مسلحة مدعومة من إيران، بمن فيهم "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، وحزب الله اللبناني".
خطة أوسع
وتابعت الصحيفة، نقلا عن مصادرها، أن "الخطة الأوسع للحرس الثوري الإيراني تتمثل في خلق تهديد متعدد الجبهات يمكن أن يخنق إسرائيل من جميع الجوانب - حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الشمال والجهاد الإسلامي الفلسطيني وحماس في غزة والضفة الغربية".
وردا على سؤال حول الاجتماعات، قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي، إن "الحركة خططت للهجمات من تلقاء نفسها. وهذا قرار الفلسطينيين وحماس".
ولم يستجب وفد إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك لطلب الصحيفة، للتعليق، لكن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، أشاد بالهجمات.
وأوضحت الصحيفة، أن "من شأن الدور الإيراني المباشر أن يخرج صراع طهران طويل الأمد مع إسرائيل من الظل، مما يزيد من خطر نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط".
يأتي هذا فيما تعهد مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار بـ"مهاجمة القيادة الإيرانية إذا ثبت أن طهران مسؤولة عن قتل إسرائيليين".
وأسفرت هجمات حماس عن مقتل ما لا يقل عن 700 إسرائيلي حتى الآن، وألقت إسرائيل باللوم على إيران، قائلة "إنها تقف وراء الهجمات، ولو بشكل غير مباشر".
قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، الأحد: "نعلم أنه كانت هناك اجتماعات في سوريا ولبنان مع قادة آخرين للفصائل الإرهابية المحيطة بإسرائيل، لذا من السهل أن نفهم أنهم حاولوا التنسيق، وكلاء إيران في منطقتنا، حاولوا التنسيق قدر الإمكان مع إيران".
وبحسب الصحيفة، فقد "كان الهدف من الضربة هو ضرب إسرائيل بينما بدت مشتتة بسبب الانقسامات السياسية الداخلية حول حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وأشار أعضاء كبار في حماس وحزب الله إلى أن "الهجوم كان يهدف أيضا إلى تعطيل المحادثات المتسارعة التي تتوسط فيها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل والتي تعتبرها إيران تهديدا"، بحسب الصحيفة.
تفاصيل الاجتماعات
وكشفت الصحيفة، أن "إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس، الذراع العسكرية الخارجية للحرس الثوري الإيراني، قاد الجهود الرامية إلى جمع وكلاء إيران الأجانب تحت قيادة موحدة".
وأضافت الصحيفة، أن "قاآني بدأ التنسيق بين العديد من المليشيات المحيطة بإسرائيل في أبريل/نيسان خلال اجتماع في لبنان"، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، حيث "بدأت حماس العمل بشكل أوثق مع مجموعات أخرى مثل حزب الله لأول مرة"، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "ممثلين عن هذه المجموعات التقوا مع قادة فيلق القدس مرة كل أسبوعين على الأقل في لبنان منذ أغسطس/آب لمناقشة الهجوم الذي وقع نهاية هذا الأسبوع على إسرائيل وما سيحدث بعد ذلك".
وبحسب الصحيفة، فقد "حضر قاآني بعض تلك الاجتماعات إلى جانب زعيم حزب الله حسن نصر الله، وزياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد، وصالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والقائد العسكري بالحركة".
وأضافت المصادر للصحيفة، أن "وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان حضر اجتماعين على الأقل".
وفي هذا السياق، قالت لينا الخطيب، مديرة معهد "سواس" للشرق الأوسط بجامعة لندن: "إن هجوما بهذا النطاق لم يكن ليحدث إلا بعد أشهر من التخطيط، ولم يكن ليحدث دون التنسيق مع إيران".
وأضافت: "حماس، مثل حزب الله في لبنان، لا تتخذ بمفردها قرارات الدخول في حرب دون موافقة صريحة مسبقة من إيران".
وأشارت إلى أنه "سيتم اختبار قدرة المليشيات الفلسطينية واللبنانية على التنسيق مع إيران في الأيام المقبلة مع التركيز على الرد الإسرائيلي".
ونقلت الصحيفة، عن "مصادر مطلعة"، أن "مصر، التي تحاول الوساطة في الصراع، حذرت المسؤولين الإسرائيليين من أن التوغل البري في غزة سيؤدي إلى رد عسكري من حزب الله، مما يفتح جبهة قتال ثانية".
رأي أمريكي آخر
لكن مسؤولين أمريكيين يقولون "إنهم لم يروا أي دليل على تورط طهران".
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، الأحد، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن: "لم نر بعد دليلاً على أن إيران وجهت هذا الهجوم بالذات أو كانت وراءه، ولكن هناك بالتأكيد علاقة طويلة".
فيما أكد مسؤول أمريكي آخر قائلا: "ليس لدينا أي معلومات في الوقت الحالي لتأكيد هذه الرواية بشأن الاجتماعات في بيروت".
إيران تنفي
من جانبها، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، إن "طهران ليست ضالعة في هجوم حماس".
وأضافت البعثة، في بيان: "ندعم فلسطين على نحو لا يتزعزع، لكننا لا نشارك في الرد الفلسطيني، لأن فلسطين فقط هي التي تتولى ذلك بنفسها".
وأشارت بعثة إيران إلى أن "نجاح عملية حماس كان بسبب المباغتة"، بحسب البيان.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز