هدوء وتبادل ومساعدات.. ماذا جرى في 12 ساعة من هدنة غزة؟
12 ساعة مضت على الهدنة بين إسرائيل وحماس في غزة، التي دخلت حيز التنفيذ اليوم وكٌللت حتى الآن بالتزام الطرفين وصولاً إلى تبادل الأسرى.
وأتت الهدنة برعاية مصرية قطرية أمريكية بعد ما يقرب من 7 أسابيع من الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إثر هجوم نفذته حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى على مستوطنات غلاف غزة.
وفي وقت سابق من مساء الجمعة، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تم نقل 13 محتجزًا لدى حركة حماس إلى معبر رفح المصري تمهيداً لنقلهم جواً إلى معبر كرم أبوسالم الإسرائيلي.
بينما جرى نقل 39 أسيراً فلسطينياً إلى سجن "عوفر" العسكري في بلدة بيتونيا غرب رام الله، ومن معتقل "المسكوبية" في القدس للإفراج عنهم في إطار صفقة الأسرى التي تعد أحد بنود الهدنة، حيث انتهت بالفعل إجراءات الإفراج، وفق سلطات السجن.
وتابع نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، عملية الإفراج عن المحتجزين من غرفة الحرب التابعة لهيئة العمليات الحربية في مقر قيادة الجيش الإسرائيلي.
بدوره، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عبر منصة "إكس"، أن الصليب الأحمر الدُّوَليّ تسلّم "24 مدنياً من المحتجزين في قطاع غزة في إطار اتفاق الهدنة الإنسانية".
وأشار إلى أن المفرج عنهم "13 من الجنسية الإسرائيلية بعضهم من مزدوجي الجنسية، بالإضافة إلى 10 مواطنين تايلانديين ومواطن فلبيني".
كما أكد الإفراج عن 39 من النساء والأطفال المحتجزين في السجون الإسرائيلية تطبيقاً لالتزامات اليوم الأول من الاتفاق.
وفيما تجمع مئات الفلسطينيين عند محيط سجن عوفر انتظاراً للأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، وقعت اشتباكات مع القوات الإسرائيلية التي استخدمت قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتجمعين.
في الأثناء، ذكر رئيس الوزراء التايلاندي، سريتا تافيسين، أنه تلقى تأكيداً بالإفراج عن 12 مواطنا تايلاندياً كانوا محتجزين في غزة، وذلك ضمن صفقة التبادل.
دخول مساعدات
وفور سريان الهدنة، جرى إدخال 130 ألف لتر سولار، و4 شاحنات غاز على القطاع من معبر رفح، على أن يستمر ذلك على مدار الأربعة أيام؛ مدة الهدنة. كما تم إدخال 200 شاحنة محملة بمواد غذائية وأدوية وطبية ومياه وكشافات كهرباء وأغطية.
وبدأت مصر استقبال عدد من الجرحى لا سيما الأطفال المصابين، عبر المعبر لعلاجهم في مستشفياتها.
وشهدت الساعات الأولى من الهدنة، إطلاق الجيش الإسرائيلي صافرات الإنذار عند قريتين بالقرب من قطاع غزة، وهو ما أثار مخاوف في حينه، لأن إطلاق الصافرات يعني أن هناك مخاوف من هجوم صاروخي قادم من القطاع، لكن ذلك لم يحدث.
تصريحات متبادلة
سياسيا، قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في تسجيل مصور عصر اليوم، إن الحركة ملتزمة بالهدنة واتفاق تبادل الأسرى ما دامت إسرائيل ملتزمة بذلك.
وأكد هنية أن "حماس مستعدة لاستمرار العمل مع مصر وقطر لتحقيق الوقف الشامل للعدوان على غزة"، عبر وقف دائم لإطلاق نار مع إسرائيل.
في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم، إن الهدنة الحالية مع حركة حماس ما هي إلا "توقف قصير ومؤقت" ستستأنف إسرائيل بعده العمليات بكامل قوتها العسكرية.
وجدد غالانت التأكيد على عدم انتهاء العمليات حتى تدمير حماس وإعادة الرهائن من غزة لإسرائيل، مشيراً إلى أن هناك "240 رهينة، وهو أمر لا يمكن أن نقبله ولا أن نتهاون معه".
عودة إلى غزة
إلى ذلك، عاد ما لا يقل عن 67 فلسطينياً عالقين في مصر منذ بدء القتال إلى غزة، بحسب بيان للسفارة الفلسطينية في القاهرة وصلت "العين الإخبارية" نسخة منه.
وأضاف البيان أنه "سيتم السماح للفلسطينيين الآخرين في أماكن أخرى في مصر بالعبور إلى غزة اعتباراً من يوم غد السبت إذا رغبوا في ذلك".
لكن في المقابل، ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن قوات الجيش الإسرائيلي منعت فلسطينيين نازحين من العودة إلى منازلهم في شمال القطاع، وذلك عقب بدء الهدنة.
أجواء إيجابية
تعليقاً على مسار تنفيذ بنود الهدنة، يقول الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن كافة المؤشرات حتى الآن، "إيجابية" و"هناك التزام من الطرفين بالهدنة الإنسانية"، معتبراً أن "هذه الأجواء إن استمرت ستصمد الهدنة طوال الـ4 أيام".
وتابع الرقب: "كانت هناك بعض المناوشات بالرصاص في شمال القطاع، لكنها لا ترقى إلى الدرجة التي يمكن القول إنها شكلت تهديداً لسريان الهدنة".
هدوء على حدود لبنان
بدوره، يقول محمد فتحي الشريف مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، إن الساعات الماضية وحتى الآن "تؤكد أن هناك رغبة مشتركة من حماس وإسرائيل، لأن يكون هناك التزاماً بسريان الهدنة، فالحركة الفلسطينية بالتأكيد أنهكت خلال 49 يوماً من الحرب والأهم أهالي القطاع يواجهون صعوبة في الاستمرار على هذا الوضع".
وأضاف في حديث لـ"العين الإخبارية": "في المقابل، نجد حكومة نتنياهو نفسها في حاجة ماسة لإخراج أي أعداد من المحتجزين، في ظل الضغط الداخلي الكبير الذي تواجهه، وربما بات مستقبله السياسي مهدداً".
ورغم أن المناوشات التي تجري منذ أسابيع على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، لم تكن ضمن اتفاق الهدنة، إلا أن منطقة الحدود شهدت هدوءًا حذراً طوال اليوم.
إذ قالت السفارة الأمريكية في لبنان، في بيان: "هناك 12 ساعة من الهدوء على الحدود مع إسرائيل".
وحدثت آخر مناوشات بين حزب الله وإسرائيل، أمس، حين أطلق الحزب عشرات الصواريخ على إسرائيل، رداً على مقتل 5 من عناصره بقصف إسرائيلي.
في السياق ذاته، يقول المحلل السياسي العراقي حازم العبيدي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنه "من المتوقع أن يسود الهدوء الجبهة اللبنانية في ظل الهدنة بغزة"، مشيراً إلى أن حزب الله "يسير وفق قاعدة التصعيد مقابل التصعيد، وبالتالي الأمر يتوقف هنا على الجانب الإسرائيلي".
aXA6IDUyLjE1LjIyMy4yMzkg جزيرة ام اند امز