هدنة وإعمار.. إنجاز مصري ودعم إماراتي "لا يتوقف" لغزة
بعد يوم من الهدوء في غزة، تتجه الأنظار إلى القاهرة إثر جهودها الدبلوماسية في إبرام الهدنة، والإمارات "التي لم تتوقف عن دعم القطاع".
جهود واتصالات مكثفة قادتها مصر عبر عواصم العالم، حتى نجحت في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين حماس وإسرائيل فجر الجمعة بعد 11 يوما من التصعيد، بما جنب غزة والمنطقة الانزلاق أكثر إلى مربع العنف.
ويؤكد ثائر عطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن "الدور المصري ليس غريبا وليس جديداً فهو ممتد منذ نشأة القضية الفلسطينية دعما وإسنادا لا حدود له لشعبنا وقضيته".
وأوضح عطيوي في حديث لـ"العين الإخبارية" أن هذا الدور "نابع من أواصر علاقات متعددة بين الشعبين يرسخها التدخل المصري لمصلحة الشعب الفلسطيني وليس التدخل الأخير لتحقيق وقف إطلاق النار ببعيد".
وأكد أن "مصر هي صاحبة الدور العربي الأبرز والأحرص على القضية الفلسطينية وعلى غزة، وجهودها في المصالحة الداخلية لا تتوقف، وتحركها كل مرة نصرة لفلسطين في وجه العدوان عليها لا يتوقف".
وبحسب عطيوي، فإن التحرك المصري في هذه المرة كان في اتجاهات عدة ومستويات عدة بدءا من التحرك مع الأوروبيين مرورا بالتحرك مع العرب وأخيرا التحركات الدبلوماسية والتنسيق مع واشنطن للضغط من أجل وقف وقف العدوان وصولا لوقف إطلاق النار الذي رعته القاهرة.
وفي كل جولات التصعيد السابقة كان الدور المصري الحاسم الذي يجنب غزة ويلات الحروب، وفق الخبير ذاته.
وأجرى وفد أمني مصري، اليوم الجمعة، مباحثات مع مسؤولين بحركة "حماس" في قطاع غزة، بعد ساعات من سريان التهدئة.
وقال مصدر فلسطيني لـ"العين الإخبارية" إن "وفدا من المخابرات المصرية وصل إلى غزة عبر معبر بيت حانون/إيرز، والتقى مسؤولين في حماس، قبل أن يغادر القطاع بعد عدة ساعات".
وتركزت المباحثات حول وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ فجر اليوم، وفق المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته.
ولم يقف الدور المصري عند اتفاقيات التهدئة التي تبرمها إنما تقدم، بحسب عطيوي، الدعم الطبي "بفتح مستشفياتها لجرحانا وجامعاتها لطلابنا وليس آخره إعلان الرئاسة المصرية دعم إعادة اعمار غزة بنصف مليار دولار".
وأعلنت مصر، الثلاثاء الماضي، تقديم نصف مليار دولار كمبادرة لصالح إعادة الإعمار في قطاع غزة بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، فيما أعلنت تخصيص 3 مستشفيات لاستقبال وعلاج جرحى من غزة.
ويتفق المحلل السياسي الفلسطيني، سمير دقران، مع عطيوي على محورية الدور المصري، مبينا أن "دور مصر تاريخي ينبع من علاقات متداخلة في السياسة والجغرافيا والتاريخ".
وقال دقران لـ"العين الإخبارية": "مواقف مصر كبيرة وجليلة ولا يمكن أن تفيها كلمات الشكر حقها"، مشددا على أن "تقدم مصر لكبح جماح العدوان ليس هو الأول فلها ميراث طويل من العمل لتجنيب شعب الفلسيني آثار الويلات ويدها الخيرة ممتدة دوما لفلسطين".
وأضاف "الآن هي قدمت ما يزيد عن رعاية الاتفاقيات عبر تبنيها إعادة إعمار غزة رغم ظرفها الاقتصادي الصعب، وهذا التدخل تأكيد من القاهرة على عمق العلاقات التي تربط الشعبين".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية أثنى على مصر، التي واكبت يومًا بيوم، ومارست دورها التاريخي، وواصلت الجهود لرفع العدوان عن الشعب الفلسطيني، وفق قوله.
إشادة بدعم الإمارات
وإلى جانب الإشادة بالدور المصري، يتوقف عطيوي عند أهمية دور الإمارات والسعودية فهما دوما في مقدمة المتبرعين للشعب الفلسطيني ولغزة، مدللا على ذلك بالأحياء السعودية والإماراتية (بنيت بتمويل من البلدين) في قطاع غزة.وأكد أن "الإمارات لم تتخل يوما عن الشعب الفلسطيني"، وقال: "الدعم الإماراتي ليس غريبا عليها فمنذ عقود وهي تقدم خير الدعم لإسناد فلسطين وهو الدعم الذي كان له أثره الطيب"، متوقعا أنها "ستساهم في دعم الشعب الفلسطيني لتجاوز محنته الحالية".
وأشار إلى أن "الإمارات لم تتخل عن غزة خلال عدوان 2008 ولا عدوان 2014 وقدمت دعمها مباشرة للمتضررين وساهمت مع المنظمات الدولية في دعم اللاجئين، والآن نرى دورها الكبير في دعم القطاع الصحي بغزة لتجاوز آثار محنة كورونا؛ إذ دعمت القطاع بأجهزة ومعدات مهمة فضلا عن مشاريع إغاثية قدمتها".
ولم تتوقف الإمارات عن دعم غزة وسكانها سياسيا واقتصاديا وإنسانيا، وتوفير الاحتياجات في القطاع الصحي، سواء في أوقات التصعيد، أو في مواجهة فيروس "كورونا" المستجد.
ونجحت مصر في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، دخل حيز التنفيذ في الثانية من فجر الجمعة، بعد 11 يوما من القصف المتبادل بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
aXA6IDE4LjExOC4xNjIuOCA= جزيرة ام اند امز