قلق وتحذير وترحيب.. هدنة غزة تقسم إسرائيل
أصداء هدنة غزة ترتد في إسرائيل هناك حيث تنقسم المواقف لتترجم تباينات فجة بصفوف الطبقة السياسية من السلطة للمعارضة، مرورا بذوي الرهائن.
ومساء الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الرهائن والأسرى.
- المرحلة الأولى لاتفاق هدنة غزة.. «العين الإخبارية» تكشف التفاصيل
- هدنة غزة.. ترحيب عربي ودولي واسع النطاق ودعوات لزيادة المساعدات
وأرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإدلاء بموقف إلى ما بعد مصادقة الحكومة على الاتفاق غدا.
وفي بيان، قال مسؤول بمكتب نتنياهو: "لن يتحدث رئيس الوزراء إلى الجمهور إلا بعد إتمام الصفقة وإبرامها".
من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في كلمة متلفزة للشعب الإسرائيلي: "أدعو أعضاء الحكومة إلى الموافقة على الصفقة وإعادة المختطفين إلى الوطن، ليس هناك واجب أعظم من هذا".
وأضاف: "هذه خطوة صحيحة هامة وضرورية. ليس هناك واجب أخلاقي وإنساني يهودي وإسرائيلي أعظم من السبت لإخوتنا وأخواتنا".
قلق
في المقابل، أعربت عائلات الرهائن الإسرائيليين من اليمين المتطرف عن القلق من الاتفاق.
وقالت في بيان: "نحن متحمسون، مثل كل شعب إسرائيل، عندما نرى المختطفين يعودون إلى ديارهم بعد أسر طويل وقاس، ولكن كما ذكرنا فإن هذه الصفقة خطيرة، سواء بالنسبة لإسرائيل أو المختطفين الذين سيبقون في الأسر ولشعب إسرائيل بأكمله".
وأضافت أنه "من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء غدا الخميس للتصويت على هذه الصفقة، ونقول لأعضاء مجلس الوزراء: قبل التصويت، فكروا في أولئك الذين سيتخلفون عن الركب".
وتابعت: "أولئك الذين لن يعودوا والذين سيقتلون في الهجمات الإرهابية في المستقبل، نناشدكم الاستقالة فوراً وعدم أن تكونوا شركاء في حكومة تترك وراءها العشرات من المختطفين!".
تحذير
من جانبه، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في بيان، إن "الصفقة التي ستُعرض على الحكومة هي صفقة سيئة وخطيرة على الأمن القومي لدولة إسرائيل".
وأضاف أنه "مع الفرحة والإثارة الكبيرة بعودة كل مختطف، فإن الصفقة تضيع الكثير من إنجازات الحرب التي ضحى فيها أبطال هذا الوطن بأرواحهم، وستكلفنا الكثير من الدماء، لا قدر الله. ونحن نعارض ذلك بشدة".
وتابع مشددا: "لن نصمت. صوت دماء إخوتنا يصرخ إلينا. الشرط الواضح لبقائنا في الحكومة هو اليقين المطلق بالعودة إلى الحرب بقوة كبيرة، بكامل نطاقها وبتشكيل جديد حتى النصر الكامل وفي مقدمتها القضاء على منظمة حماس وعودة جميع المختطفين إلى منازلهم".
وتابع سموتريتش: "على مدى اليومين الماضيين، دارت مناقشات ساخنة بيني وبين رئيس الوزراء حول هذا الموضوع، فهو يعرف ما هي المطالب التفصيلية للصهيونية الدينية والكرة بين يديه".
ترحيب
ومن جهته، قال وزير الدفاع السابق يوآف غالانت: "أرحب بالاتفاق الذي سيعيد 33 من مختطفينا إلى إسرائيل.. سعيد لأن الاعتبار الوطني والأمني تغلب هذه المرة على المصلحة السياسية وأدعم الحكومة لاتخاذ القرار الأخلاقي والسياسي والمعنوي الصحيح".
وأضاف: "شكراً للإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها، وللرئيس القادم دونالد ترامب، الذي ضغط على جميع الأطراف وتأكد هذه المرة أن ذلك سيحدث بالفعل".
وتابع: "إننا ملتزمون بإعادة جميع المختطفين لدينا إلى ديارهم – وعلينا أن نستمر ونبذل كل جهد ضروري لرؤيتهم جميعا في إسرائيل في أسرع وقت ممكن".
أيضا، رحبت المعارضة الإسرائيلية باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة وأعلنت عن دعمه.
وجددت المعارضة التأكيد على أنها ستصوت لصالح الاتفاق في الكنيست ومنحه شبكة الأمان في ظل تهديد اليمين المتشدد بالتصويت ضده.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: "البلد بأكمله لا يتنفس الليلة.. أريد أن أتوجه بالشكر الجزيل نيابة عن دولة بأكملها إلى الرئيس ترامب وفريقه، وإلى الرئيس بايدن، وإلى القطريين والمصريين، فبفضلهم يحدث هذا، وبدونهم لم يكن ليحدث".
وأضاف في بيان: "كلنا ننتظر وكلنا نصلي، لكن لا يمكن أن نتوقف الآن، ولا يمكن أن تنتهي الصفقة في جزئها الأول، أعدكم كما وعدت من قبل بشبكة أمان للاتفاق حتى آخر لحظة، يجب على الجميع العودة إلى المنزل".
بدوره، قال زعيم حزب "معسكر الدولة" المعارض والوزير السابق بيني غانتس في بيان: "قلبي وقلب كل شعب إسرائيل، مع جميع عائلات المختطفين في هذه اللحظات. وإنني أرحب بوصول الخطوط العريضة لعودة المختطفين".
وأضاف: "وكما قلت، فإن معسكر الدولة سيدعم هذه الخطوة علناً، وإذا لزم الأمر - سياسياً أيضاً".
وتابع غانتس: "علينا استغلال فترة المرحلة الأولى في تنفيذ الخطوط العريضة للتوصل إلى تسوية تعيد جميع المختطفين لدينا، وممارسة الضغوط السياسية لاستبدال نظام حماس، وهذا الممكن".
أما عائلات الرهائن الإسرائيليين، فقالت في بيان: "نرحب بكل مختطف يعود ونطالب بأن نصل بسرعة إلى الخطوط العريضة التي تضمن استيفاء كافة الشروط التي تؤدي إلى عودة جميع المختطفين حتى آخرهم".
وأضافت: "نشتاق إلى اللحظة التي نرى فيها عودة جميع المختطفين - إعادة تأهيل الأحياء بين عائلاتهم والموتى من أجل دفنهم بشكل لائق في بلدهم".
aXA6IDEzLjU5LjgzLjIwMiA= جزيرة ام اند امز