158 يوما من حرب غزة.. فجوة نتنياهو وبايدن تتسع ونار إسرائيل تلهب لبنان
مع اليوم 158 للحرب في غزة، اتسعت الفجوة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع استمرار الحرب العنيفة في القطاع في أول أيام شهر رمضان.
ويبدو أن تعنت نتنياهو أحبط بايدن الذي أظهر بشكل علني فتور العلاقة بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقال بايدن، في تصريحات له أمس إنه لم يحدد موعدا لاجتماع مع نتنياهو، مشيرا إلى أنه لا يعتزم أيضا "في هذه اللحظة" إلقاء كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي.
ووفقا لأربعة مسؤولين أمريكيين مطلعين، فإن "الرئيس بايدن سيفكر في فرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا مضت قدمًا في اجتياح واسع النطاق لرفح».
وتوقع مسؤولون بالإدارة الأمريكية مستقبلا قاتما للعلاقات بين واشنطن وتل أبيب وخاصة التعاون العسكري بين البلدين، مع استمرار تدهور العلاقة بين بايدن ونتنياهو.
وبرر المسؤولون ذاتهم اتساع الفجوة وزيادة التوتر بين بايدن ونتنياهو برفض الأخير الجهود التي بذلتها إدارة بايدن لكبح جماح إدارته للحرب مع حماس.
غوتيريش يحاول بلا جدوى
مع أول أيام شهر رمضان المبارك جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعوته إلى هدنة توقف الحرب في كل من غزة والسودان.
وقال غوتيريش في تصريحات للصحفيين اليوم الإثنين "في غزة والسودان وخارجهما، حان وقت السلام.. أدعو القادة السياسيين والدينيين في كل مكان إلى بذل كل ما في وسعهم لضمان أن تكون هذه المرحلة للتعاطف والعمل والسلام".
غوتيريش، الذي كان يتحدث للصحفيين، دعا إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، معتبرا أن التهديد بشن هجوم إسرائيلي على رفح يمكن أن "يدفع سكان غزة إلى دائرة أعمق من الجحيم".
وطالب غوتيريش بإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس وتذليل "جميع العقبات التي تحول دون ضمان إيصال المساعدات المنقذة للحياة بالسرعة والنطاق الواسع المطلوبين" إلى غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من أن ربع سكان القطاع أصبحوا على شفا المجاعة.
وقال إن "القانون الإنساني الدولي أصبح في حالة يرثى لها".
وبدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي الحرب بين إسرائيل وحركة حماس إثر هجوم مسلح غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل خلف نحو 1200 قتيل، وأسر نحو 250 رهينة، تم الإفراج عن أكثر من 100 منهم في صفقة تبادل أسرى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
غارات مستمرة
ورغم دخول شهر رمضان لم تتوقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة طوال النهار والليل، وأوقعت قتلى وجرحى.
وارتفعت حصيلة الحرب منذ أكثر من 5 أشهر في قطاع غزة، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، إلى أكثر من 31 ألف قتيل ونحو 73 ألف مصاب، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
ورغم تكرار الدعوات إلى وقف الحرب، تتمسّك إسرائيل بخطتها لمهاجمة رفح، حيث يتكدّس 1.5 مليون من النازحين في ظروف كارثية.
وردّا على سؤال في مقابلة مع مجلة"بوليتيكو" الأمريكية عمّا إذا كان الجيش الإسرائيلي سيدخل رفح، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "سنذهب إلى هناك، لن نتركهم.. أنا لديّ خطّ أحمر. هل تعرفون ما هو؟ هو ألا يتكرّر السابع من أكتوبر/تشرين الأول أبدا".
ويخيّم شبح المجاعة الوشيكة على القطاع المحاصر الذي يعاني معظم سكانه من نقص الماء والطعام والوقود، وفق الأمم المتحدة ومقاطع فيديو وروايات يومية من القطاع المدمّر، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن عدد الذين توفوا نتيجة "سوء التغذية والجفاف" ارتفع إلى 25 شخصا.
وتحذّر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص من سكّان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون مهدّدون بالمجاعة، وقد نزح 1,7 مليون من السكان بسبب الحرب.
غارات على لبنان
والليلة الماضية شنت إسرائيل 4 غارات، على بعلبك شرقي لبنان، استهدفت المدخل الجنوبي لبعلبك، ومناطق بين طاريا وشمسطار غرب بعلبك.
وأكدت مصادر لبنانية لـ"رويترز" مقتل شخص وإصابة آخرين جراء الغارات الإسرائيلية على بعلبك.
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلاً يومياً للقصف بين حزب الله وإسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة التي اندلعت قبل أكثر من 5 أشهر.
ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.