اليوم الـ165 لحرب غزة.. «شبح» المجاعة يخيف العالم وجولة جديدة لبلينكن
مع دخول الحرب في غزة يومها الـ165، لم يفلح اتصال هاتفي في تجاوز الخلافات بين واشنطن وتل أبيب التي واصلت استهداف المستشفيات في غزة.
فقد جرى أمس اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد خلاف بينهما حول العمليات العسكرية في غزة وتحديدا رفح.
الاتصال الذي كان الأول منذ 15 فبراير/شباط الماضي، بحث في آخر التطورات في إسرائيل وغزة بما يشمل الوضع في رفح وجهود زيادة المساعدة الإنسانية إلى غزة، بحسب ما أعلنه البيت الأبيض.
واعتبر بايدن أن هجوما إسرائيليا بريا واسع النطاق في رفح سيشكل "خطأ"، معربا لنتنياهو عن "قلقه العميق" بهذا الشأن.
من جانبه، أعلن نتنياهو أنه أكد لبايدن خلال الاتصال الهاتفي تصميم إسرائيل على "تحقيق جميع أهداف الحرب"، بما في ذلك "القضاء على حماس".
وأضاف نتنياهو وفق بيان صادر عن مكتبه "تحدثتُ هذا المساء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، تحدثنا عن تطورات الحرب الأخيرة بما في ذلك تصميم إسرائيل على تحقيق جميع أهدافها، القضاء على حماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل مطلقا، مع توفير المساعدات الإنسانية الأساسية التي تساعد على ذلك".
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إن نتنياهو أبلغ بايدن بأنه سيرسل إلى واشنطن فريقا مشتركا من الوكالات لبحث العملية العسكرية المحتملة في مدينة رفح بجنوب غزة.
ويأتي هذا الاتصال بعد أن توترت العلاقات أكثر بسبب انتقاد جاك شومر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ لنتنياهو.
خلاف الجانبين الرئيسي جاء بسبب الحرب على غزة، إذ تعارض واشنطن تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية برفح في جنوبي غزة، وهو ما يصر عليه نتنياهو.
ورفض نتنياهو إجراء انتخابات عامة في إسرائيل، وأصر على موقفه من تنفيذ عملية عسكرية برفح في جنوبي غزة وسط تزايد الاتهامات له برفض التوصل إلى اتفاق حول الرهائن الإسرائيليين.
وبدا أن نتنياهو حسم خيارته السياسية، ووضع رهانه وفق حسابات المكاسب والخسائر، إذ وضع مصلحته ومستقبله السياسي في المقام الأول، وهو يجري تلك الحسابات.
وقدم نتنياهو تحالفه مع اليمين المتطرف على العلاقة مع واشنطن، ما قد يؤدي لانتكاسة بعد الأزمة في العلاقة مع الرئيس بايدن، على ما بدا من خيارته السياسية خلال الأسابيع الماضية.
جولة بلينكن
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الثلاثاء إن الوزير أنتوني بلينكن سيقوم بجولة جديدة في المنطقة سيزور خلالها كلا من السعودية ومصر.
وتأتي جولة بلينكن في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة للسماح بالإفراج عن الرهائن الذين اختطفتهم الحركة في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت الخارجية الأمريكية بلينكن سيلتقي بكبار القادة في السعودية ومصر لبحث سبل تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة بالإضافة إلى مناقشة التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب.
اقتحام "الشفاء"
وأعاد الجيش الإسرائيلي اقتحام مستشفى الشفاء بغزة، وقال إن قواته قتلت 20 مسلحا فلسطينيا في المستشفى واعتقلت العشرات ممن يُشتبه بأنهم مسلحون.
وبرر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان اقتحام إسرائيل لمستشفى الشفاء قائلا: " سوليفان: إسرائيل أخلت مستشفى الشفاء مرة وحماس عادت مرة أخرى"، وهو ما تنفيه حماس.
شبح المجاعة
ومع استمرار القتال وشح المساعدات، خيم شبح المجاعة على قطاع غزة، وسط مخاوف أممية من تفاقم الوضع.
وبحسب تقديرات أممية، يعاني نصف سكان غزة من "جوع كارثي"، بينما يُتوقع أن تضرب المجاعة شمال القطاع "في أي وقت" بين الآن ومايو/أيار المقبل في غياب أي تدخل عاجل لمنع ذلك.
وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بيث بيكدول لوكالة فرانس برس إن "وجود 50% من كامل السكان عند مستويات كارثية، قريبة من المجاعة، هو أمر غير مسبوق".
ويعادل ذلك نحو 1.1 مليون فلسطيني يعانون "انعداما كارثيا للأمن الغذائي" بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، وفق تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي".
القيادي رقم 3
ووسط صمت لا يزال مستمرا من حركة حماس أعلن البيت الأبيض أن القيادي رقم 3 في الحركة بغزة مروان عيسى قتل خلال عملية إسرائيلية، وهو ما لم تعلق عليه حماس حتى اللحظة.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان إن الرجل الثالث في حماس (الثاني في جناحها العسكري) مروان عيسى قُتل في عملية إسرائيلية الأسبوع الماضي، في معرض تقديمه إحاطة حول فحوى مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
والأسبوع الماضي، كشف دانيال هاغاري، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، عن أن الجيش شن عملية مشتركة مع الشاباك أغارت بطائرات مقاتلة على مجمع تحت الأرض يستخدمه 2 من كبار قادة حماس وسط قطاع غزة في منطقة النصيرات.
وأضاف أن أولهما مروان عيسى نائب محمد الضيف القائد العسكري لحماس في غزة، وأحد مخططي هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لافتا إلى أنه "يعتبر جزءا من مثلث القيادة الحمساوي في قطاع غزة مع محمد الضيف ويحيى السنوار".