اليوم الـ170 للحرب.. غوتيريش يطرق أبواب غزة و«طيور الخير» تواصل التحليق
دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ170، في وقت تتزايد فيه المخاوف من اجتياح إسرائيلي وشيك لرفح جنوب القطاع.
الحرب التي عصفت بكل نواحي الحياة في القطاع الذي يسكنه نحو 2.2 مليون فلسطيني لا تريد أن تضع أوزارها، رغم المعاناة الإنسانية الشديدة التي يعيشها الفلسطينيون.
أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، زار أمس الجانب المصري من معبر رفح البري، المنفذ الوحيد للقطاع الذي لا يربطه بإسرائيل، حيث تفقد عملية إدخال المساعدات، كما زار الجرحى الفلسطينيين في مستشفيات مدينة العريش المصرية.
غوتيريش حذر في تصريحات له خلال زيارته من أن "أي هجوم آخر سيجعل الأمور أسوأ على المدنيين الفلسطينيين والرهائن وجميع شعوب المنطقة"، في إشارة إلى المخطط الإسرائيلي لاقتحام رفح، والذي يلقى رفضا دوليا.
وتهدد إسرائيل بشن عملية عسكرية كبيرة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، على الحدود مع مصر، رغم مناشدات دولية للحيلولة دون القيام بمثل هذا الهجوم.
وقال "حان الوقت لالتزام صارم من إسرائيل بالسماح لوصول المساعدات إلى جميع أنحاء غزة، وكذلك الإفراج الفوري عن جميع الأسرى".
وجدد أرفع مسؤول أممي دعوته لوقف فوري لإطلاق النار، قائلا إن "الوقت حان لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، من المدمي للقلوب وقوف الشاحنات على جانب من المعبر بينما المجاعة على الجانب الآخر"، معتبرا أن "منع دخول المساعدات فضيحة أخلاقية".
وأضاف: حان الوقت لالتزام صارم من إسرائيل بالسماح لوصول المساعدات إلى جميع أنحاء غزة، وكذلك الإفراج الفوري عن جميع الأسرى".
رد إسرائيلي
تصريحات غوتيريش جلبت له انتقادات إسرائيلية، وصلت إلى حد اتهامه بمعاداة السامية ورعاية الإرهاب.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا) إن الأمم المتحدة أصبحت تحت قيادة غوتيريش"هيئة معادية للسامية ولإسرائيل".
وأضاف: "وقف الأمين العام للأمم المتحدة اليوم على الجانب المصري من معبر رفح وألقى باللوم على إسرائيل في الوضع الإنساني في غزة.
ووجه كاتس انتقادات حادة للأمين العام للأمم المتحدة لعدم إدانة حماس و"عدم إدانة الأونروا التي تتعاون مع الإرهابيين"، وكذلك لأنه لم يدع "إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الإسرائيليين".
في الوقت نفسه، تواصلت المظاهرات في تل أبيب لمطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإجراء صفقة لتبادل الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مجازر المساعدات
وطالت النيران الإسرائيلية الأخضر واليابس في قطاع غزة، ولم يسلم منها النازحون الذين تجمعوا للحصول على المساعدات.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، إن 9 أشخاص قُتلوا، وأُصيب عشرات بجروح عندما أطلق الجيش الإسرائيلي النار عليهم في أثناء انتظارهم شاحنات المساعدات جنوب مدينة غزة.
وأضافت الوزارة في بيان: "9 قتلى على الأقل وعشرات المصابين بنيران وقذائف دبابات الجيش الإسرائيلي وهم ينتظرون شاحنات المساعدات عند دوار الكويت".
ونفت إسرائيل المسؤولية، لكنها ليست المرة الأولى من نوعها.
«طيور الخير» متواصلة
وأمس السبت أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية، تنفيذ عملية الإسقاط الـ12 للمساعدات الإنسانية والإغاثية على شمال قطاع غزة.
وأوضحت أن عملية الإسقاط تمت بواسطة أطقم مشتركة تابعة للقوات الجوية الإماراتية والقوات الجوية المصرية.
وجرت عمليات الإسقاط فوق المناطق المعزولة التي يتعذر الوصول إليها شمال قطاع غزة عبر طائرتين حملتا 24 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية.
وبذلك وصل إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها منذ انطلاق عملية "طيور الخير" إلى 486 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية.
وتأتي عملية "طيور الخير" ضمن إطار "عملية الفارس الشهم 3" لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
تأجيل لقرار مجلس الأمن
أرجأ مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع قرار بشأن وقف لإطلاق النار في غزة ليوم الغد الإثنين، بعد الفيتو الروسي والصيني على مشروع قرار أمريكي أشار إلى وقف إطلاق النار.
وقالت مصادر دبلوماسية إن هذا الإرجاء يأتي للسماح بإجراء مزيد من المناقشات حول مشروع القرار البديل، الذي أعدّه عدد من الأعضاء غير الدائمين في المجلس.
الإرجاء جاء بعد ساعات من حديث مصادر عن عزم مجلس الأمن التصويت على مشروع القرار يوم أمس السبت، إلا أن الخلافات حوله يبدو أنها كانت وراء تأجيل التصويت عليه.
وكانت روسيا والصين استخدمتا الجمعة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار أمريكي يؤيد الدعوة لوقف إطلاق نار بين حماس وإسرائيل، التي قالت إنها لا تحتاج إلى تأييد واشنطن لشن هجوم بري على رفح، فيما تتفاقم معاناة أهالي غزة جراء أهوال الحرب المستمرة.
وأحبط مشروع القرار رفض موسكو وبكين اللتين انضمت إليهما الجزائر، فيما أيدته 11 دولة.
وسبق للولايات المتحدة أن استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد عدة مشاريع قرار تدعو لوقف إطلاق النار، قائلة إن ذلك سيصب في مصلحة حماس.
إصرار إسرائيلي على اجتياح رفح
بدورها، أحبطت إسرائيل مساعي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي فشل في إقناع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بالامتناع عن شن هجوم بري واسع على مدينة رفح المكتظة بالسكان، خشية سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وقال نتنياهو بعد لقائه بلينكن الذي يقوم بجولته الإقليمية السادسة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من خمسة أشهر: «لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس بدون الدخول إلى رفح والقضاء على كتائبها المتبقية هناك»، مضيفا «أخبرته أنني آمل أن أفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا لزم الأمر فسنفعل ذلك بمفردنا".
وقال بلينكن الخميس إن «من الخطأ» تنفيذ عملية إسرائيلية في رفح و«هناك طريقة أفضل للتعامل مع التهديد المستمر الذي تمثله حماس».
وتضغط الولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي على إسرائيل منذ أسابيع للامتناع عن اجتياح المدينة التي ارتفع عدد سكانها إلى مليون ونصف مليون شخص، وفق الأمم المتحدة، مع تدفق النازحين إليها من المناطق المدمرة في الشمال والوسط، خشية وقوع كارثة إنسانية.
وكررت واشنطن كذلك، وهي أبرز داعم لإسرائيل سياسيا وعسكريا منذ اندلاع الحرب، توجيه انتقادات لها بسبب القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية والحصيلة البشرية الباهظة للضحايا المدنيين في القطاع الفلسطيني المحاصر.