«يبدأ الجحيم».. هذا ما يحدث حين تنذر إسرائيل بقصف غزة
دقائق معدودة تتكثف فيها الأحداث لدرجة أنه في حال أراد أعتى المصورين توثيقها فلن يجد لا الوقت ولا الجلد الكافيين.
دقائق تجدد فتح باب «الجحيم» على سكان غزة، القطاع الذي ينام أهاليه وهم على شبه قناعة بأنهم لن يستيقظوا ثانية، في ظل الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من أسبوعين.
تتكرر المشاهد فتصبح -ربما- روتينية على الشاشات، لكنها في الواقع تستنسخ ذات المأساة لكن بتفاصيل مختلفة.
أبواب «الجحيم»
أبواب «الجحيم» فتحت في مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة، هناك حيث سوّت الصواريخ الإسرائيلية، ليل الخميس الجمعة، أكثر من 20 برجا سكنيا متراصا بالأرض.
ففي الثامنة من مساء الخميس، تلقى سكان أحد أحياء المنطقة اتصالات من الجيش الإسرائيلي يأمرهم من خلالها بإخلاء كامل الحي لأنه سيقصف أبراجه السكنية بعد فترة وجيزة.
هرول آلاف السكان إلى الشوارع لا يعرفون أين يذهبون بعائلاتهم وأطفالهم وسط الظلام الدامس، بينما هدير الطائرات الحربية المحلقة في سماء المنطقة يعم المكان.
وارتفع صراخ الأطفال المرعوبين بينما كان السكان يتقدمون بحثا عن مأوى يحتمون بداخله.
واضطر السكان لكسر الباب الرئيسي لجامعة قريبة ليمضوا الليلة بداخلها وهم يحاولون تهدئة أطفالهم المذعورين عاجزين حتى عن تدفئتهم من البرد، بينما قضى آخرون ليلتهم في العراء.
رامي أبو وزنة، أحد سكان الحي، يستعرض التفاصيل المرعبة: "نزلنا نركض إلى الشوارع، كان في شقتي ثماني عائلات من النازحين من غزة، دقائق وبدأ القصف العنيف" الذي استمر حتى ساعات الفجر الأولى.
ويتابع لوكالة فرانس برس: "قصفوا 31 عمارة في كل واحدة منها 20 شقة، لكننا سنبني منازل جديدة كما أنشأنا هذه المدينة، لن نيأس".
ويتساءل أبو وزنة: "لماذا قصفونا نحن مدنيون عزل؟، أين سنذهب؟، ذهب كل شيء"، متابعا: "كنا نسمع من أجدادنا عن النكبة الفلسطينية، وها نحن نعيشها اليوم، لكن لن نغادر أرضنا".
«يريدون تشريدنا»
على الجانب الآخر، كانت أم أحمد تحاول مع اثنين من أبنائها جمع بعض الملابس التي يغطيها الغبار لوضعها في أكياس بلاستيكية كبيرة.
تقول السيدة التي غطى الغبار عباءتها السوداء: "قضينا ليلة في جهنم، السماء كانت حمراء، تدمر كل شيء، لم نأخذ معنا شيئا، أحاول جمع بعض الملابس الثقيلة للأطفال، لقد تجمدوا من البرد".
وتقول بكلمات متقطعة "حسبنا الله ونعم الوكيل، يريدون تشريدنا".
وبدأت الحرب الحالية بعد هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على إسرائيل قبل أكثر من أسبوعين، أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص غالبيتهم من المدنيين وفق السلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل بغارات كثيفة لم تهدأ حتى الآن، أسفرت عن مقتل نحو 5 آلاف شخص، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
aXA6IDMuMTQ1LjY0LjI0NSA= جزيرة ام اند امز