قوة أمنية بقيادة فلسطينية.. مستقبل غزة في مقترحات أمريكية
بعد يوم من مطالبتها إسرائيل بإنهاء القتال ضد حركة «حماس» بحلول نهاية عام 2023، بدأت الولايات المتحدة، ترسم مستقبل غزة، ما بعد الحرب.
مقترحات، بدأت واشنطن تستطلع الآراء حولها، حملها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في جعبته، خلال الزيارة التي يجريها حاليًا في المنطقة.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، في تقرير لها، عن مسؤولين فلسطينيين قولهم، إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان حث القادة الفلسطينيين يوم الجمعة على المساعدة في توفير الأمن لقطاع غزة بعد الحرب.
المسؤولون الفلسطينيون الذين لم تكشف الصحيفة الأمريكية هويتهم، قالوا، إن مسؤولين أمريكيين وفلسطينيين ناقشوا خطة لإعادة تدريب 1000 ضابط سابق في قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في غزة، وما بين 3000 و5000 آخرين في الضفة الغربية الذين سيعملون في غزة بعد الحرب.
محادثات أمنية
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تتطلع إلى قوة يقودها الفلسطينيون لتتولى المسؤولية في غزة بمجرد انسحاب إسرائيل، لتخوفها من أن تسود الفوضى، مما يمكن «حماس» من إعادة فرض نفسها دون وجود قوة أمنية قوية لسكان يبلغ عددهم مليوني شخص كانوا في أمس الحاجة إلى الغذاء والماء والمأوى منذ شهرين.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، التقى قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا قائدي القوات المسلحة في مصر والأردن بشكل منفصل، فيما من المقرر أن يبحث رئيس هيئة الأركان المشتركة، سي كيو براون جونيور، في إسرائيل، تلك المقترحات، بحسب الصحيفة، التي قالت إن فورة المحادثات الأمنية تؤكد على الحاجة الملحة التي تشعر بها واشنطن والعواصم العربية للبدء في التخطيط لما يسمى باليوم التالي لحماس.
وتقول «وول ستريت»، إن القادة الإسرائيليين امتنعوا عن الحديث عن دولة فلسطينية الآن، قائلين إن ذلك سيكون بمثابة مكافأة لهجوم حماس المفاجئ عبر الحدود في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل.
وفي تصريحات بثت الأسبوع الماضي، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم تكرار ما أسماه «خطأ اتفاقيات أوسلو» لعام 1993، التي أنشأت السلطة الفلسطينية وأطلقت عملية إنشاء دولة فلسطينية منفصلة. وبدا أيضًا أنه يستبعد أن يكون للسلطة الفلسطينية دور في غزة، وهو الخيار المفضل للولايات المتحدة.
واعترف مسؤول أمريكي كبير بأن الحكومة الإسرائيلية لها دور كبير في الحكم المستقبلي لقطاع غزة، لكنه أشار إلى وجود «اتفاق واسع النطاق» على أن يقوده الفلسطينيون.
شكل القوة
ولعبت الولايات المتحدة دورًا في تدريب قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، من خلال هيئة تم إنشاؤها عام 2005 لتنسيق الأمن بين إسرائيل ورام الله بقيادة الفريق مايكل فينزل حاليًا.
وقال مسؤول كبير في الإدارة يوم الخميس: «هناك عدد من سكان غزة الذين كانوا جزءا من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الماضي، وقد يكونون قادرين على العمل كنواة لقوة مستقبلية. لكنني أريد أن أؤكد أن هذه فكرة واحدة من أفكار كثيرة».
وتضغط الولايات المتحدة من أجل فكرة ما يسمى بالسلطة الفلسطينية المنشطة، والتي تعالج الفساد المزعوم والحكم غير الفعال. وقال المسؤول الكبير في الإدارة إن الولايات المتحدة تركز أيضًا على السلامة المالية للسلطة.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن المسؤول الكبير في البيت الأبيض، فيل جوردون، حث عباس، خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي في رام الله، على إصلاح السلطة، مؤكدين أن الأخير طالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للموافقة على تجديد وقف إطلاق النار في غزة أولاً.
المسؤول أكد أن عباس قال له إن «أولويتنا هي وقف إطلاق النار. عندما يكون لدينا وقف لإطلاق النار، يمكننا الجلوس على الطاولة ومناقشته. كل الخيارات مفتوحة».
شخصيات مرشحة
إلا أن ناصر القدوة، وهو مسؤول كبير سابق في السلطة الفلسطينية ومنافس لعباس والذي يطرح اسمه الآن كخليفة محتمل، في مقابلة إنه يجب اختيار الحكومة من خلال الانتخابات، مشيرًا إلى أنه التقى بمسؤولين من حماس ويدرك أن الحركة بعد إصلاحها يجب أن تكون جزءا من الحوار الوطني إثر انقضاء الحرب، نظرا لدعمهم الشعبي وعدم شعبية السلطة الفلسطينية.
ويبحث دبلوماسيون من عدة دول معنية عن سياسيين لقيادة الحكومة المؤقتة التي ستدير غزة والضفة الغربية بعد الحرب، بما في ذلك سلام فياض، الخبير الاقتصادي الذي نال الثناء في واشنطن لجهوده في مكافحة الفساد عندما كان رئيسًا لوزراء السلطة الفلسطينية، من 2007 إلى 2013.
ومن الأسماء المرشحة -كذلك-: محمد دحلان، رئيس الأمن السابق في غزة، ومروان البرغوثي، الزعيم الشعبي في حركة فتح الحاكمة الذي يقضي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز