نتنياهو واجتياح رفح.. «العين الإخبارية» ترصد ما وراء «الخطوة الأسوأ»
لماذا يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي على اجتياح رفح رغم التحذيرات من خطوة يُعتقد أنها ستكون الأسوأ في خضم الحرب المستعرة في غزة منذ أشهر؟
إصرار لافت في وقت يرتفع فيه منسوب القلق الدولي من عملية قد تستهدف مدينة تعتبر آخر ملاذ لنازحي القطاع، وتضم نحو 1.4 مليون فلسطيني، ما يعني أنه في حال استهدافها بعملية عسكرية، فإن حصيلة الضحايا ستكون مرعبة.
- اليوم الـ166 لحرب غزة.. استئناف مفاوضات الهدنة و«لا تراجع» عن هجوم رفح
- لتفادي «انهيار العلاقات».. واشنطن تقدم مقترحا لتل أبيب بشأن رفح
وبعد أن كانت الولايات المتحدة الأمريكية تقول إن عملية مماثلة تتطلب إخلاء المدنيين، باتت تعتبر أن الخطوة ستكون «قرارا خاطئا»، وتطالب إسرائيل بالتراجع عنه.
هدفان
وفي قراءته لما وراء تمسك بنيامين نتنياهو باجتياح رفح، يشير آفي يسسخروف، المحلل في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إلى وجود "هدفين، عسكري وسياسي، من إصرار نتنياهو على تنفيذ عملية عسكرية في رفح".
ويقول يسسخروف، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن "الهدف العسكري هو حل كتائب حماس في رفح، لأن هذه الخطوة في حال تحققت، فسيعقبها حل الكتائب العسكرية للحركة في خان يونس، وعندها يمكن القول إن هناك بداية نصر عسكري".
وأضاف: «لا أقول إن حل الكتائب العسكرية لحماس في رفح ومن قبلها خان يونس وشمال قطاع غزة هو قضاء على حركة حماس، فهذه الحركة ستبقى ولكن قوتها العسكرية بالشكل الذي كانت عليه قبل الحرب ستنتهي».
وبحسب الخبير، فإن «الجيش الإسرائيلي يريد عملية عسكرية في رفح من أجل القضاء على ما تبقى من كتائب عسكرية لحركة حماس».
وفي الآن نفسه، يعتقد يسسخروف بوجود هدف سياسي لدى نتنياهو للقيام بعملية في رفح.
وقال موضحا ذلك إن "الهدف السياسي هو إطالة أمد الحرب، لأن نتنياهو يدرك أنه في حال انتهت، فإن بيني غانتس وغادي آيزنكوت سيغادران الحكومة، وهذا قد يقود إلى انتخابات عامة في حين أنه لا يريد انتخابات لأنه يخشى أن يخسرها".
الموعد والمفاوضات
وفي حديثه، لفت يسسخروف إلى أن موعد العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح لا يزال غير واضح.
وأوضح أن «العملية ستبدأ بإخلاء المدنيين من رفح قبل تقدم القوات الإسرائيلية في عملية برية، وليس من الواضح ما إذا ما كان الإخلاء سيبدأ بعد رمضان أو خلاله لتبدأ العملية بعد هذا الشهر".
ولكنه ذكر أن الأمر يرتبط أيضا بالمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" الجارية في الدوحة بوساطة مصرية وقطرية للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار.
وأعرب الخبير عن اعتقاده بأنه «في حال تم التوصل إلى اتفاق في الدوحة أو بأي مكان آخر، فإن العملية ستتأجل وليس من الواضح إلى متى».
وأضاف: «العديد من الأطراف الدولية، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، تريد الاتفاق من أجل وقف هذه العملية بسبب المخاوف من تأثيراتها على المدنيين الفلسطينيين".
وتابع: "وربما يكون نتنياهو يستخدم التلويح بالعملية في رفح بمنطق العصا والجزرة، بمعنى أنه إذا ما أبدت حماس المرونة المطلوبة بالمفاوضات في الدوحة فإنها بذلك ستمنع عملية برفح».
النازحون.. إلى أين؟
السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه هو إلى أين سيتجه أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني خصوصا أن إسرائيل ترفض عودة النازحين إلى شمال القطاع؟
وفي رد على ذلك، قال يسسخروف: «يقول الجيش الإسرائيلي إن لديه خططا لنقل المدنيين من رفح إلى مناطق ربما تكون المنطقة الوسطى في قطاع غزة مثل النصيرات وأيضا المواصي ومناطق أخرى".
لكنه يرى أنه «من غير الواضح كيف سيتم تأمين النازحين وأين، ولكن كما قلت فإن الجيش الإسرائيلي يقول إن خططه جاهزة".
وتسود مخاوف بشأن إمكانية أن تكون الحكومة الإسرائيلية تريد دفع المدنيين الفلسطينيين باتجاه حدود مصر، الدولة التي أعلنت مرارا أنها لن تسمح لإسرائيل بتهجير الفلسطينيين من غزة.
aXA6IDE4LjExOS4yNDguMjE0IA== جزيرة ام اند امز