مفارقة طبية.. جين مرتبط بالسمنة يمنح وقاية طبيعية من أمراض القلب

كشفت دراسة حديثة عن مفارقة طبية مدهشة، إذ تبين أن النقص في جين مرتبط بالسمنة، قد يمنح في الوقت ذاته، وقاية طبيعية من أمراض القلب.
ويعرف الجين باسم المستقبل الميلانوكورتي الرابع (MC4R)، وهو أحد الأسباب الوراثية المعروفة للسمنة، وكانت المفاجأة العلمية التي قد تقلب المفاهيم الطبية التقليدية، وتم الإعلان عنها في "نيتشر ميدسين"، أنه يمكن أن يمنح المصابين به حماية طبيعية من أمراض القلب، رغم إصابتهم بالسمنة المفرطة.
ولطالما ارتبطت السمنة بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، لكن الدراسة الجديدة تُظهر أن الصورة أكثر تعقيدا مما نعتقد، فقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من طفرة تعطل عمل جين " MC4R " لديهم مستويات أقل من الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وضغط دم أفضل من غيرهم، ما يشير إلى أن هذا الجين يلعب دورا مزدوجا في الجسم: فهو يسهم في زيادة الوزن، لكنه في الوقت ذاته يحمي من تراكم الدهون في الدم التي ترفع خطر أمراض القلب.
واعتمد الفريق البحثي على تحليل بيانات جينية شملت أكثر من 7,700 طفل من مشروع "علم وراثة السمنة"، إلى جانب 144 فردا بالغا من أسرهم يعانون من السمنة الوراثية الناتجة عن خلل في الجين " MC4R "، وبعد مقارنة نتائجهم مع بيانات 336,728 شخصا من قاعدة بيانات البنك الحيوي البريطاني، تبين أن أصحاب هذه الطفرة يتمتعون بملامح أيضية (ميتابولية) صحية على غير المتوقع، حتى عند أخذ الوزن في الاعتبار.
وللتأكد من النتائج، أجرى العلماء تجربة سريرية دقيقة قارنوا فيها بين 11 مصابا بطفرة" MC4R " و15 متطوعا من نفس الفئة العمرية ومؤشر كتلة الجسم.
طُلب من المشاركين تناول وجبة غنية بالدهون، ثم تتبع الباحثون كيفية معالجة الجسم للدهون في الدم. وكانت النتيجة واضحة: الأشخاص الذين يعانون من نقص في هذا الجين امتصت أجسامهم الدهون بطريقة أكثر كفاءة وأظهروا استجابة أيضية أكثر صحة من أقرانهم.
وتُبرز هذه النتائج الدور المحوري الذي يلعبه الدماغ في التحكم بتمثيل الدهون في الجسم، من خلال مستقبلات الجين " MC4R " التي تنظم الشهية وتوازن الطاقة.
ويعتقد الباحثون أن فهم هذا المسار العصبي قد يفتح الباب لتطوير أدوية جديدة تحاكي تأثير الطفرة الجينية، ما قد يساعد في الوقاية من أمراض القلب دون الحاجة إلى فقدان الوزن.
ويقول الفريق العلمي إن النتائج "تمثل مفارقة طبية نادرة، إذ يُظهر الجين الذي يُعرف بتسببه في السمنة قدرة غير متوقعة على منح الحماية من أحد أخطر مضاعفاتها، مما يعيد رسم العلاقة بين الجينات والتمثيل الغذائي وصحة القلب".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز