القصة الغريبة لكسر مطرقة الجمعية العامة للأمم المتحدة
إذا كنت متابعا لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فربما لاحظت أن رئيس الهيئة يستخدم مطرقة. فهل تساءلت من قبل عن قصتها؟
إنها هدية من أيسلندا، وهناك قصة مثيرة جدا وراءها. بحسب الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.
إذ يُعتقد أن الديمقراطية في أيسلندا هي الأقدم في العالم، حيث انعقد برلمان البلاد، لأول مرة عام 930، مما يجعله "الجد" للبرلمانات الحديثة.
ونظراً لتراثهم الديمقراطي، فقد قرر الأيسلنديون أن الشخص الذي يرأس ما سمّوه "البرلمان العالمي" أي الأمم المتحدة، "لابد أن يكون مسلحاً" بمطرقة من صنع أيديهم.
استخدامها
تحتوي العديد من قاعات المؤتمرات في مقر الأمم المتحدة بنيويورك على مطرقة خشبية صغيرة قياسية، ترمز للقوم والنظام.
ولكن المطرقة المستخدمة في قاعة الجمعية العامة، حيث تجتمع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة لمناقشة شؤون العالم، مختلفة، فهي ضخمة، ومزخرفة، وذات لون أحمر مائل إلى البني.
تعتبر مطرقة الرئيس جزءا لا يتجزأ من جلسات الجمعية العامة الرسمية، حيث يتم استخدامها للإعلان عن بداية ونهاية الاجتماعات، والموافقة على جدول الأعمال، وانتخاب المسؤولين، واعتماد القرارات.
كما يتم استخدامها بقوة في بعض الأحيان لإعادة الهدوء في القاعة الذهبية.
يلخص الممثل الدائم السابق لأيسلندا لدى الأمم المتحدة، هيالمار دبليو هانيسون، تاريخ هذه المطرقة بالقول "في عام 1952، عندما تم افتتاح المبنى الجديد لمقر الأمم المتحدة على ضفة النهر الشرقي، هنا في نيويورك، قدم السيد ثور ثورس، أول ممثل دائم لأيسلندا لدى الأمم المتحدة، المطرقة لرئيس الجمعية العامة. ولهذا السبب، أُطلق على هديتنا لقب "مطرقة ثور".
حين غضب الرئيس فانكسرت "مطرقة الثور"
المطرقة خدمت في الجمعية العامة لمدة ثماني سنوات، ولكن بعد ذلك، في أكتوبر/تشرين الأول 1960، يقول هانيسون: "تصدرت مطرقتنا عناوين الأخبار العالمية، لأنها انكسرت، ولكي نكون أكثر دقة، فقد تم كسرها من قبل رئيس الجمعية العامة آنذاك، الأيرلندي، فريدريك بولاند".
حينها، أراد السفير بولاند تهدئة الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف، وعلى وجه الخصوص، منعه من الضرب بحذائه على الطاولة.
إذ عمّت وقتها القاعة بضجيج لا يصدق في القاعة وحاول بولاند ترتيب الأمور، فضرب المكتب بمطرقته فكسرها.
و تضامنا مع بولاند، أرسلت وفود عديدة، بعد ذلك الحادث العشرات من المطارق البديلة لاستخدامها.
ومع ذلك، تقرر في الأمم المتحدة أن يُطلب من أيسلندا عمل نسخة طبق الأصل من المطرقة المكسورة.
تم استبدال المطرقة في عام 2005 بنسخة طبق الأصل صنعها النحات الأيسلندي سيغريدور كريستيانسدوتر، الذي نحتها من خشب شجرة الكمثرى لتكون متينة وقوية بشكل خاص.
aXA6IDMuMTYuNDcuODkg جزيرة ام اند امز