تغيرات جينومية.. الاحترار يصيب الأسماك بتأثير خطير

كشفت دراسة أجريت على أربعة أنواع من الأسماك الشائعة، أن التعبير الجيني يتغير عندما تتعرض الأجنة النامية لمياه أكثر دفئا.

وعلى الرغم من أن العلماء يعرفون بالفعل أن ارتفاع درجة حرارة الأنهار والمحيطات يسبب إجهادا فسيولوجيا مباشرا للأسماك، إلا أن الدراسة التي أجراها علماء من جامعة مانشستر البريطانية، وشملت أسماك القرش الصغيرة المرقطة، وسمك الزرد، والقاروص الأوروبي، وثلاثية الأشواك، والمنشورة 10 أغسطس/آب في دورية " ساينس أوف توتال إنفريومينت"، تظهر أن التأثير على أجنتهم النامية له تأثير عميق الجذور على أنماط التعبير الجيني عند البالغين.

ووجد الباحثون أن التغييرات بسبب تغير المناخ قد تؤثر أيضا، على قدرة الأسماك على الاستجابة للتغيرات المستقبلية في درجة الحرارة، مما يكون لها عواقب على البقاء على قيد الحياة من تغير المناخ في حياتهم البالغة.

وفشل العلماء في العثور على جينات متسقة معبر عنها تفاضليا متورطة في التغيرات البيولوجية المرتبطة بالاحترار العالمي.

• تغير المناخ يوقف نمو الأسماك.. ما القصة؟ 

ومع ذلك، يشير تحليل جامعة مانشستر إلى أن أنماطًا ظاهرية مختلفة تم تحديدها في وقت لاحق من الحياة قد تحدث من خلال تغييرات في تنظيم "الترنسكريبتوم "، الشفرة الجينية كما تقرأ، وهي أحد العناصر الحاسمة للحياة نفسها.

وتُظهر النتائج التي توصلوا إليها، باستخدام النمذجة المعقدة، أن النسخ النصية للأسماك التي تتمتع بالتدفئة تتميز باضطراب متزايد في طريقة تفاعل الجينات، مما يعني ضمناً مجموعة أقل تنظيماً وأكثر "عشوائية" من التفاعلات الجينية.

ويقول البروفيسور هولي شيلز، من جامعة مانشستر، إن "تغير المناخ يشكل تهديدا رئيسيا يواجه الحيوانات، ومع استمرار المحيطات والأنهار في العالم في ارتفاع درجة الحرارة، فإن الضغوط الفسيولوجية التي تمارس على الأسماك ستستمر في النمو، وإذا أردنا التنبؤ بعواقب الاحتباس الحراري والتخفيف منها، فمن الأهمية بمكان أن نفهم كيفية تأثيره على القدرة البيولوجية للحيوان على الاستجابة للتحديات البيئية المستقبلية".

ويقول الدكتور دان ريبلي، من جامعة مانشستر "تشير نتائجنا إلى أن التعرض لدرجات حرارة مرتفعة أثناء نمو الجنين قد يؤثر على قدرة الأسماك على الاستجابة للتحديات المستقبلية التي تواجهها في المستقبل".

ويضيف الدكتور آدم ستيفنز، من جامعة مانشستر "في دراستنا، وجدنا أن الاحترار التطوري قد أثر على العلاقات بين الجينات، مع عواقب غير مباشرة على كيفية عمل النظام الجيني بعد ذلك في مرحلة البلوغ، وكان ذلك غائبا في الحيوانات التي تمت تربيتها في ظل ظروف تم السيطرة عليها".

aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA=

جزيرة ام اند امز