جورج وسوف.. «ساهر الليل» يتجاوز عام الحزن (بروفايل)
على مدار 62 عامًا عاشها، لم تمر على المطرب السوري جورج وسوف سنة كالتي قضاها في 2023.
فعاش "سلطان الطرب" سنواته الماضية وهو يشدو بصوته أروع التحف الغنائية، بشكل وسّع قاعدته الجماهيرية على نطاق الوطن العربي، ووصل بحنجرته إلى أبسط الفئات والطبقات الاجتماعية.
أمتع "أبو وديع" أسماع عشاق الفن وهو في الـ12 من عمره، حينما أحيا حفلات زفاف وأمسيات غنائية في الفنادق والمقاهي، حتى لفت انتباه الصحفي اللبناني جورج يزبك، الذي رعاه واستقدمه من سوريا إلى لبناني قبل أن يتمّ عامه الـ16.
هذه النقلة مهدت لـ"وسوف" أسر أسماع وقلوب محبي الطرب، ففي عام 1980، طُرحت له أغنية "الهوى سلطان"، ومنها امتدت سلسلة أغانيه على مدار عقود، منها على سبيل المثال لا الحصر: "سهرت الليل"، و"طبيب جراح"، و"يوم الوداع"، و"كلامك يا حبيبي"، وغيرها الكثير.
عام الحزن
وسط النجاح المبهر الذي حققه طوال مسيرته الغنائية، ومروره بوعكات صحية صعبة نالت من عافيته وأثرت سلبًا على إطلالاته، لكن الضربة الكبرى التي تلقاها كانت بداية العام الجاري، حينما فقد "أبو وديع" نجله "وديع".
وفارق "الابن البكري" لـ"سلطان الطرب" الحياة إثر معاناته من مضاعفات تدخل جراحي، ليعاني الأب من جرح غائر وعميق: "هيدا دمعة عيني، هيدا حبيب القلب من جوه. أنا مسميه على التليفون jesus وودي، هيدا الحنين تبعي، هيدا الغالي وديع.. أنا أبو وديع".
كما شُيعت جنازة "وديع" على أغنيتي والده "يوم الوداع" و"أصعب عذاب".
وأثر هذا الحدث الجلل على المستوى الفني، فطرح "أبو وديع" أغنية "نصف عمري"، وهي مهداة إلى نجله الراحل.
ورغم ما عاناه "وسوف" الأب من آلام الفراق، إلا أنه أكد عدم اعتزاله الغناء، محددًا هذا القرار في حالتين فقط: "لو لم أعد قادرًا على الغناء، أو لم يقبلني الناس".
تجاوز الحزن بأول حفيد
الحالة النفسية السيئة التي عاشها "سلطان الطرب"، هوّن من هولها استقباله لأول حفيد له في أغسطس/ آب الماضي.
واحتفل "وسوف" بعمادة حفيدته "أميا"، التي أنجبها ابنه جورج جونيور، خلال مراسم المعمودية في الكنيسة.
وظهر المطرب السوري في مقطع فيديو وهو يحمل حفيدته داخل الكنيسة، ويقول لها: "يؤبرني اللي خلقك".