«حرب أوروبا وروسيا» على أعتاب القصر الرئاسي في جورجيا

فرقت الشرطة في العاصمة الجورجية تبليسي محتجين حاولوا اقتحام القصر الرئاسي.
وقال شاهد من "رويترز" إن الشرطة استخدمت رذاذ الفلفل ومدافع مياه لإبعاد المحتجين عن القصر الرئاسي في تبليسي اليوم السبت، وسط مظاهرة كبيرة في يوم الانتخابات البلدية.
وحاولت مجموعة من المحتجين دخول القصر الرئاسي بالقوة، بعد أن دعت بعض شخصيات المعارضة إلى "ثورة سلمية" ضد حزب الحلم الجورجي الحاكم الذي يتهمونه بموالاة روسيا والاستبداد.
وتنظم المعارضة المؤيدة للغرب في البلاد احتجاجات منذ العام الماضي، عندما فاز حزب الحلم الجورجي في الانتخابات التي يقول منتقدوه إنها كانت مزورة.
ثم جمد الحلم الجورجي محادثات انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى توقف مفاجئ لهدف وطني طويل الأمد.
واليوم السبت، أبعدت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين عن القصر الرئاسي باستخدام رذاذ الفلفل ومدافع مياه في الدقائق الأخيرة قبل إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية التي قاطعتها أكبر كتل المعارضة الجورجية.
ويتعمق الانقسام داخل القارة العجوز بين أنصار الغرب وأنصار روسيا في ضوء انعدام الثقة المتنامي ومخاوف من انزلاق المناوشات والاتهامات المتبادلة إلى مواجهة شاملة.
وخاض حزب "الحلم الجورجي" الحاكم الشعبوي السبت أول اختبار انتخابي له منذ أدت انتخابات برلمانية مشكوك في نتائجها قبل عام إلى اضطرابات في الدولة المطلة على البحر الأسود.
وأعلن هذا الحزب بعد إغلاق صناديق الاقتراع الساعة 16,00 بتوقيت غرينتش في منشور على فيسبوك "الفوز في الانتخابات في جميع البلديات دون استثناء".
ومن المتوقع صدور النتائج الرسمية في وقت لاحق مساء.
وقبل المظاهرة، تعهدت السلطات برد حازم على من وصفتهم بالساعين إلى "ثورة".
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس عشرات آلاف الأشخاص وهم يلوحون بأعلام جورجيا والاتحاد الأوروبي في ساحة الحرية في تبليسي للمشاركة فيما أطلق عليه المنظمون تسمية "تجمع وطني".
واكتسبت الانتخابات المحلية أهمية بعد أشهر من عمليات دهم لوسائل إعلام مستقلة وفرض قيود على المجتمع المدني وسجن عشرات المعارضين والناشطين.
وسار المتظاهرون نحو القصر الرئاسي وحاولوا اقتحامه، ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. وأقام المتظاهرون حواجز وأشعلوا فيها النيران.
وأعلنت وزارة الداخلية إن المظاهرة "تجاوزت الحدود التي وضعها القانون".
وقالت المتظاهرة ناتيلا غفاخاريا، البالغة 77 عاما، لوكالة فرانس برس، إن "على كل من يهتم بمصير جورجيا أن يكون هنا اليوم. نحن هنا لحماية ديمقراطيتنا التي يدمرها حزب الحلم الجورجي".
وكان الرئيس الإصلاحي السابق المسجون ميخائيل ساكاشفيلي قد حثّ أنصاره على التظاهر يوم الانتخابات من أجل ما اعتبره "الفرصة الأخيرة" لإنقاذ الديمقراطية الجورجية.
وكتب على فيسبوك الخميس "هناك لحظات تستدعي التحرك الآن. الحرية - الآن أو أبدا!".
وحذر من أنه دون تحرك "سيُعتقل مزيد من الناس ويُطرد الباقون... سيسود اليأس التام، وسيتخلى الغرب عنا في النهاية".
وقال رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه إن خطط القيام بـ"ثورة" مصيرها الفشل، متهما المنظمين بـ"التطرف"، ومحذرا من أن "كثيرين سيجدون أنفسهم خلف القضبان".
قدّم حزب "الحلم الجورجي" نفسه في البداية كبديل ليبرالي من معسكر ساكاشفيلي الإصلاحي.
ولكن منذ العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا عام 2022، يبدي الحزب بحسب منتقدين، تقاربا مع موسكو ويتبع سياسات اليمين المتطرف.
ويقول حزب "الحلم الجورجي" إنه يحافظ على "الاستقرار" في بلد يعدّ أربعة ملايين نسمة في وقت تسعى "الدولة العميقة" الغربية إلى جر جورجيا إلى حرب أوكرانيا بمساعدة أحزاب المعارضة.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على عدد من مسؤولي الحزب على خلفية إجراءات قمعية سابقة بحق متظاهرين.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjEg جزيرة ام اند امز