الأردن.. التكلفة مطب أمام استغلال الطاقة الجوفية (مقابلة)
الطاقة الحرارية الأرضية في الأردن في طور التقييم والاستكشاف
تعتبر الطاقة الحرارية الجوفية واحدة من مصادر الطاقة المتجددة الجديدة التي ينعم بها الأردن.
سيكون لتركيب الطاقة الحرارية الجوفية في الأردن تأثير إيجابي على الاقتصاد، وسيقلل من فاتورة الطاقة الوطنية. ومن المحتمل أن تكون أنظمة الطاقة الحرارية الأرضية الضحلة واعدة للاستخدام في المستقبل في البلاد
أجرت "العين الإخبارية" حوار مع د. سناء الزيود، عميد كلية علوم الأرض التطبيقية والبيئة بجامعة آل البيت بالأردن والخبيرة بالطاقة الحرارية الجوفية وأجرت العديد من الدراسات العلمية حولها في الأردن، لمناقشة أسباب تأخر الأردن في استغلال هذا النوع من الطاقة حتى الآن.
وإلى نص الحوار
ما حجم الإمكانات المتاحة للطاقة الحرارية الجوفية في الأردن واين تقع تحديدًا؟
يمتلك الأردن إمكانات غنية للطاقة الحرارية الأرضية، مع وفرة أنظمة الطاقة الحرارية الجوفية الضحلة، حيث تُظهِر خريطة التدرج الجيوحراري للأردن حقلين متدرجين مرتفعين للحرارة الجوفية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب.
كما يوجد في البلاد العديد من حقول الطاقة الحرارية الأرضية ذات موارد منخفضة من المحتوى الحراري، وتم تقييم أربعة حقول للطاقة الحرارية الأرضية من حيث إمكانية استخدامها في المستقبل وتقع هذه الحقول في عمان والعقبة وغور صافي ومعان.
كما تنعم الصحارى الأردنية، التي تشكل أكثر من 70٪ من مساحة البلاد، بموارد حرارية أرضية ضحلة. وتعتبر الينابيع الحرارية المصدر الرئيسي للطاقة الحرارية الأرضية في الأردن، حيث وتتراوح درجات الحرارة بين 20 درجة مئوية و 63 درجة مئوية. لذلك أصبحت الخطة المتكاملة لتطبيقات الطاقة الحرارية الأرضية في الأردن ضرورية للبلاد.
كيف تؤثر الجيولوجيا والجغرافيا في الأردن على جدوى تطوير الطاقة الحرارية الأرضية؟
لعلم الجيولوجيا القدرة الأعظم على تتبع الشواهد والقياسات والتجارب والتي تعظم الاستفادة من هذا النوع من الطاقة المتجددة. من خلال دراسة الطبقات الصخرية والتراكيب الجيولوجية بالطرق الجيوفيزيائية المختلفة. كما أن علوم الجيولوجيا التي تدرس حرارة جوف الأرض بالطرق المباشرة والغير مباشرة وحرارة المياه الحارة ونوعيتها هي الأقدر على تقدير جدوى استغلال هذا النوع من أنواع الطاقة ووضع سيناريوهات الاستغلال الأمثل لها.
ما هي المعايير الأساسية لتقييم إمكانات مشاريع الطاقة الحرارية الأرضية في الأردن، وكيف يتم تحديدها؟
تعد الأردن في مرحلة استكشاف للطاقة الحرارية الجوفية، ولا تزال وزارة الطاقة والثروة المعدنية وهي الجهة الحكومية المسؤولة مسؤولية مباشرة عن تقييم استغلال هذا النوع من الطاقة، والتعاون مع المؤسسات البحثية والقطاع الخاص في طور الاستكشاف والتقييم إمكانات استغلال الطاقة الحرارية الأرضية.
حيث تعد الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية و الهيدروكيميائية والهيدروجيولوجية هي الأعمدة الرئيسية في عملية تقييم إقامة أي مشاريع لاستغلال هذا النوع من أنواع الطاقة المتجددة.
ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه تطوير الطاقة الحرارية الجوفية في الأردن؟
كنوع جديد الاستغلال في الأردن، تعد الطاقة الحرارية الأرضية في طور التقييم والاستكشاف وعلى الرغم من وجود وإثبات العديد من الشواهد والحقائق العلمية التي تؤكد على توفر هذا المصدر وبمناطق ممتدة في المملكة، إلا أنه تبرز تحديات عديدة تواجه تطوير هذا المصدر مثل التكلفة العالية لإجراء المسوحات الجيوفيزيائية المتخصصة، قلة الخبراء في هذا المجال في القطاع الأكاديمي والحكومي والخاص، التكلفة العالية لدراسات تقييم الجدوى لإقامة مثل هذه المشاريع وتكلفة انشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية من هذا النوع من أنواع الطاقة المتجددة.
هل هناك مشاريع طاقة حرارية جوفية قيد التنفيذ حاليا في الأردن؟ إذا كان الأمر كذلك، هل يمكنك إخبارنا عنها؟
نعم توجد بعض المشاريع الفردية وعلى نطاق محلي بسيط لاستغلال الطاقة الحرارية الجوفية من النوع الضحل (Shallow) وليس العميق (Deep).
كما تستخدم المياه الحارة والتي تعد خير ناقل لهذا النوع من الطاقة لاستخدامات عديدة منها الاستخدامات العلاجية المحلية وتربية الأسماك وغيرها من الاستخدامات البسيطة.
كما أن استخدام هذا النوع من الطاقة لغايات التدفئة والتبريد يقتصر على مباني متوسطة إلى كبيرة الحجم لتلبية الاحتياجات للتدفئة والتبريد. ولم تدخل الأردن حتى اللحظة بأية مشاريع تخص توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الحرارية الجوفية.
هذه المشاريع تعد وحتى اللحظة ناجحة نسبياً لنوع جديد وحديث الاستخدام في الأردن يستغل الإمكانيات المتوفرة في الدولة.
كيف تقارن الطاقة الحرارية الأرضية بمصادر الطاقة المتجددة الأخرى من حيث التكلفة والكفاءة؟
تعد التكلفة مرتفعة نسبياً إذا ما قورنت بالأنواع المتاحة حاليا للطاقة المتجددة، ولكن كفاءة هذا النوع من الطاقة وديمومتها ليلا نهاراً بغض النظر عن الموقع الجغرافي، تكفل استمرارية الاستفادة منها وبشكل مستدام وبكفاءة عالية لا تتناقص بسرعة تناقص كفاءة الانواع الاخرى.
كما أن تكلفة هذا النوع من الطاقة حاله حال الأنواع الأخرى يبدأ مرتفعا ثم يتناقص تدريجيا مع شيوع التكنولوجيا المستخدمة وزيادة الخبرات التقنية المتعلقة بتقنيات التعامل مع الطاقة الحرارية الجوفية.
كيف يمكن للطاقة الحرارية الأرضية أن تساهم في أمن الطاقة في الأردن وتقليل اعتماده على واردات الطاقة؟
للطاقة الحرارية الجوفية دور مهم وبارز في مستقبل الأردن في ظل وجود مناطق واعدة وذات تميز عالمي وإقليمي واضح من حيث التوفر والامتيازات الجيولوجية.
ستساهم الطاقة الحرارية الجوفية بالتشارك مع أنواع الطاقة المتجددة الأخرى ببصمة واضحة في تحقيق أمن الطاقة على مستوى الدولة، وتعمل الحكومة بالشراكة مع القطاع الأكاديمي والقطاع الخاص في المرحلة الحالية على زيادة نسبة إنتاج الطاقة المتجددة بكافة انواعها، والتقليل من الاعتماد على المصادر غير المتجددة وتقليل الأثر البيئي المترتب على استخدامها في المملكة.
كيف يمكن للحكومة والقطاع الخاص العمل معا لتعزيز تنمية الطاقة الحرارية الأرضية في الأردن؟
يتكامل القطاعان في تنمية الطاقة الحرارية الارضية وذلك من خلال توفير الخبرات العلمية والجيولوجية في الميدان وإجراء كافة الفحوصات الميدانية والمخبرية، والخروج بتصور متكامل حول جدوى استخدام هذا النوع من الطاقة وخصوصا من الناحية الاستثمارية لتشكل مجال جذب استثماري كبير يعود بالنفع على الدولة والأشخاص والبيئة على حد سواء.
هل هناك أي تأثيرات بيئية لتطوير الطاقة الحرارية الأرضية، وكيف يمكن التخفيف منها؟
لا يعد الأثر البيئي المترتب على استغلال هذا النوع من الطاقة، ذو قدر كبير على نسبة انبعاث الغازات الدفيئة وخصوصا ثاني اكسيد الكربون وتعد طاقة نظيفة بنسبة تعلو فيها على معظم الانواع الاخرى من الطاقة المتجددة.
كيف يمكن دمج الطاقة الحرارية الأرضية في البنية التحتية الحالية للطاقة في الأردن؟
يجب إعادة النظر في توسيع شبكة المعرفة لكافة طبقات المجتمع حول أهمية هذا النوع من الطاقة، وتوسيع تطبيقات الطاقة الحرارية الجوفية واستغلالها بأعماق ضحلة وعميقة ولغايات الاستخدام المباشر وغير المباشر.
يحتاج ذلك إدراج الطاقة الحرارية الجوفية، في السياسات العامة لتخطيط المدن ووضعه بالأطر القانونية الصحيحة للحفاظ على حق الدولة والأفراد والاستغلال الأمثل للطاقة.
كيف يمكن زيادة الوعي العام والتعليم حول فوائد الطاقة الحرارية الجوفية في الأردن؟
من خلال الاتجاه لطلبة المدارس والجامعات لتوعيتهم بأنواع الطاقة المتجددة جميعها والتركيز على هذا النوع من الطاقة.
ومن خلال زيادة فعالية مشاركة القطاع الحكومي والقطاع الأكاديمي والقطاع الخاص من خلال عقد ورشات العمل والمؤتمرات المحلية لنشر ثقافة استخدامها، وكذلك إدخالها ضمن المناهج الدراسية ولو بشكل مبسط، وتوجيه الإعلام للقيام بدوره للتعريف بهذا النوع من الطاقة ودوره في سد فاتورة الطاقة للمملكة.
aXA6IDMuMTUuMzEuMjcg
جزيرة ام اند امز