قيادات ألمانية: سياسة برلين تمر بلحظة حرجة بعد زيارة ماس لأنقرة

ماس وجاويش أوغلو انتقدا خلال لقائهما في أنقرة مقترح وزيرة الدفاع الألمانية بإقامة منطقة آمنة بتفويض أممي في شمال سوريا.
قال سياسيون ألمان، الأحد، إن سياسة بلادهم تمر بلحظة حرجة للغاية بعد تصريحات وزير الخارجية هايكو ماس في تركيا، وإفساحه المجال لوزير خارجية أجنبي، هو مولود جاويش أوغلو، لانتقاد وزيرة ألمانية.
وانتقد ماس وجاويش أوغلو، خلال لقائهما في أنقرة، بشدة مقترحا قدمته في وقت سابق، وزيرة الدفاع الألمانية، إنجريت كرامب كارنباور، بإقامة منطقة آمنة بتفويض أممي في شمال سوريا، لوقف العدوان التركي على المنطقة.
وكرد على تصريحات وزير الخارجية، كتب النائب البرلماني عن الحزب الديمقراطي الحر، والخبير في الشؤون الخارجية، إلكسندر جراف لامبسدورف، على حسابه بموقع "تويتر": "لا أصدق ما يحدث.. وزير الخارجية ينتقد وزيرة الدفاع في الخارج، وفي حضور وزير خارجية أجنبي وافق بدوره على الانتقاد بشكل لا يمكن قبوله".
وتساءل لامبسدورف: "أين واجب حماية المصالح الألمانية؟ أين حسن التصرف؟".
فيما هاجم النائب البارز بالاتحاد المسيحي نوربرت روتيجن، وزير الخارجية ماس بشدة؛ حيث قال في تصريحات نقلتها صحيفة دي فيلت الألمانية: "هذه لحظة حرجة جدا للسياسة الألمانية".
وتابع: "تركيا تغزو سوريا في انتهاك واضح لقواعد القانون الدولي، ووزير خارجية ألمانيا يسافر لأنقرة للتأكيد على أن تأسيس منطقة آمنة في شمال سوريا بتفويض أممي، بدلا عن العدوان، هو فكرة غير جيدة".
وتابع: "أنقرة الآن راضية عن زيارة ماس".
أما وزيرة التعليم، أنيا كارليتشيك، المنحدرة من الاتحاد المسيحي، فقالت في تصريحات صحفية: "مواطنونا يتوقعون مواقف موحدة من الائتلاف الحاكم".
وقال وزير الاقتصاد بيتر التماير المنحدر من الاتحاد المسيحي أيضا في تصريحات صحفية: "لا يمكن السماح للسياسيين الأجانب بانتقاد أعضاء حكومتنا أو حتى معارضتنا".
بدوره، أوضح رئيس الحزب الديمقراطي الحر، كريستيان ليندنر، في تصريحات نقلتها صحيفة بيلد الألمانية، أن "ماس نقل خلافات الائتلاف الحاكم إلى المسرح العالمي"، مضيفا: "يتعين على المستشارة أنجيلا ميركل اتخاذ موقف حاسم على الفور".
والأسبوع الماضي، دعت كارنباور في مقابلات صحفية مع منصات مختلفة أبرزها وكالة الأنباء الألمانية، برلين والاتحاد الأوروبي لبذل المزيد من الجهود لوقف الأزمة الراهنة في شمال سوريا.
واقترحت في سبيل ذلك إقامة منطقة آمنة مراقبة دوليا في المنطقة الملاصقة للحدود مع تركيا، وهو ما لاقى رفضا سريعا من ماس.
ويتكون الائتلاف الحاكم في ألمانيا من الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط" المنحدر منه ماس.
وفي التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بدأت أنقرة عدوانا عسكريا على شمال سوريا؛ ما أدى لنزوح أكثر من 100 ألف شخص، ومقتل العشرات من المدنيين.
وأدانت جل دول العالم العدوان، ووصفه ماس نفسه في وقت سابق بأنه "غزو لا يتوافق مع قواعد القانون الدولي". فيما قررت برلين حظر تصدير السلاح لتركيا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUwIA== جزيرة ام اند امز