مجلة فرنسية تعليقا على شكوى أردوغان: لن نستسلم للمتغطرس
المجلة الفرنسية تتحدى أردوغان بعد ملاحقتها قضائيا في افتتاحيتها، قائلة: "لن نستسلم لسيد أنقرة المتغطرس".
تحدت مجلة "لوبوان" الفرنسية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أول تعليق لها على تقدمه بشكوى ضدها، وتعهدت بعدم الانسحاب أو التراجع عما نشرته قائلة: "لن نستسلم لسيد أنقرة المتغطرس".
وأثار غلاف المجلة الأخير هذا الأسبوع غضب أردوغان؛ إذ تضمن صورة الرئيس التركي يؤدي التحية العسكرية، مصحوبة بتعليق: "التطهير العرقي هو أسلوب أردوغان "المبيد"، هل سنسمح له بشن مذابح ضد الأكراد وتهديد أوروبا؟".
وتحت عنوان: "أردوغان يلاحق "لوبوان" في جرائم إهانة سيادته" قالت المجلة في افتتاحيتها: إن أردوغان يلاحق صحيفتنا ومدير التحرير إيتيان جرينيلبسبب بسبب تحقيق نشرناه حول جرائمه بعنوان "مبيد الأكراد".
وأوضحت المجلة أن أردوغان لديه بالتأكيد مشكلة مع الحرية، لافتة إلى أن محاميه رفع دعوى قضائية ضد "لوبوان" في مكتب المدعي العام في أنقرة بتهمة "إهانة رئيس الدولة"، مشيرا بالاسم إلى محرر الشؤون الدولية للمجلة رومان جوبرت، ومدير تحرير المجلة إيتيان جرينيل.
وتابعت المجلة أن سبب غضب أردوغان هو موضوعنا الأخير في الغلاف بعنوان "المبيد"، والذي عرضنا فيه بالتفصيل عملية التطهير العرقي ضد الأكراد في سوريا"، موضحة أن التقرير تناول "عمليات الإجلاء، وإخلاء السكان، والخوف من الإبادة".
وأضافت المجلة: "يشرح التحقيق الذي أجريناه أيضا كيف توصلت الحكومة التركية إلى اتفاق مع منشقي تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين، الذين يقومون بأعمال قذرة لصالحه".
وقالت "لوبوان": "من المنطقي أن أردوغان لا يحب ذلك، بالطبع، نحن لن نتراجع عن أي كلمة كتبناها"، مضيفة: "على العكس من ذلك: فإن حقيقة أنه يهاجمنا بسبب "إهانة رئيس الدولة"، فإنه بذلك يؤكد ما نشرناه في السابق تحت عنوان "الديكتاتور" على غلاف المجلة مايو/أيار 2018.
وأوضحت المجلة أن "أردوغان في ذلك الوقت، هاجم علنا جريدتنا، وقُطعت ملصقات "لوبوان" في فرنسا من قبل أنصاره، كما تلقت أكشاك بيع الصحف تهديدات، وتلقينا أيضا تهديدات مباشرة بالقتل.
ووفقا للمجلة فإن أردوغان قام بسجن العديد من الصحفيين في تركيا، وربما يعتقد أنه يمكن ممارسة الرقابة في البلدان التي تملك صحافة حرة.
واختتمت المجلة افتتاحيتها بأن "غطرسة سيد أنقرة لابد أن تكون لها حدود واضحة. وستكون خيبة أمل للجميع إذا تراجعنا أو استسلمنا له".
وقبل نشر الافتتاحية، قالت مدير تحرير المجلة في تغريدة على حسابها الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" رداً على شكوى أردوغان: "بالتأكيد لن نسحب ولو كلمة واحدة مما كتبناه".
ويأتي رد المجلة بعد أن كانت مصادر في الرئاسة التركية قد ذكرت أن محامي الرئيس التركي حسين أيدن، قدم للنيابة العامة في أنقرة شكوى من 11 صفحة ضد نشر المجلة الفرنسية، الخميس الماضي، صورة لموكله على غلافها تتضمن إساءات باللغة الفرنسية.