شولتز يهاجم نائب ترامب بشعار «لن تعود الفاشية أبدا»

بشعار «لن تعود الفاشية أبدا» شن المستشار الألماني أولاف شولتز هجوما على نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، ليضيف تعقيدا إلى العلاقات المضطربة بين واشنطن وأوروبا.
ووجه المستشار الألماني، اليوم السبت، انتقادا لاذعا إلى نائب الرئيس الأمريكي فانس الذي هاجم موقف أوروبا تجاه خطاب الكراهية وأحزاب أقصى اليمين، قائلا إنه ليس من الصواب أن يخبر آخرون ألمانيا وأوروبا بما يجب عليهما فعله.
وانتقد فانس الزعماء الأوروبيين في اليوم الأول من مؤتمر ميونخ للأمن أمس الجمعة، واتهمهم بممارسة الرقابة على حرية التعبير، كما انتقد "جدار الحماية" الذي أقامته أحزاب رئيسية في ألمانيا ضد "حزب البديل من أجل ألمانيا".
وقال شولتز خلال المؤتمر اليوم السبت: "هذا غير مناسب، خصوصا بين الأصدقاء والحلفاء. نحن نرفض ذلك بشدة"، مضيفا أن "أسبابا وجيهة" تدعو إلى عدم العمل مع حزب "البديل من أجل ألمانيا".
وفي إشارة إلى فكر النظام النازي الذي تبناه أدولف هتلر في الفترة من 1933 إلى 1945، قال شولتز "لن تعود الفاشية أبدا، ولن تعود العنصرية أبدا، ولن تعود الحرب العدوانية أبدا. ولذلك فإن الغالبية الساحقة في بلادنا تعارض أي شخص يمجد أو يبرر الاشتراكية الوطنية الإجرامية".
وفي إشارة أوسع إلى انتقادات فانس التي وجهها لأوروبا بسبب الحد من خطاب الكراهية وهو ما شبهه بالرقابة، قال شولتز "تقوم الديمقراطيات اليوم في ألمانيا وأوروبا على الوعي والإدراك التاريخي بأن الديمقراطيات يمكن أن يدمرها المتطرفون المناهضون للديمقراطية".
وأضاف: "هذا هو السبب الذي جعلنا ننشئ مؤسسات تضمن قدرة ديمقراطياتنا على الدفاع عن نفسها في مواجهة أعدائها، وقواعد لا تقيد أو تحد من حريتنا بل تحميها".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إنه يدافع عن موقف أوروبا بشأن خطاب الكراهية.
وأضاف بارو في منشور على منصة "إكس" خلال وجوده في ميونخ "ليس مطلوبا من أحد أن يتبنى نموذجنا، لكن لا يمكن لأحد أن يفرض نموذجه علينا.. حرية التعبير مكفولة في أوروبا".
وكان من المتوقع أن تهيمن احتمالات إجراء محادثات لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا على مؤتمر ميونخ السنوي بعد مكالمة هاتفية بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، لكن فانس لم يأت على ذكر روسيا وأوكرانيا إلا بصورة عابرة في كلمته أمس الجمعة.
وقال إن التهديد الذي يقلق أوروبا أكثر من غيره ليس روسيا أو الصين، بل ما سماه التراجع عن القيم الأساسية لحماية حرية التعبير، فضلا عن الهجرة التي قال إنها "خارجة عن السيطرة" في أوروبا.