الشركات الألمانية الناشئة تقود ثورة المسيرات في بريطانيا لسد فجوة الدفاع الجوي
تسعى الشركات الألمانية الناشئة إلى سد "فجوة الطائرات المسيرة" في الجيش البريطاني، مستثمرةً بكثافة الآن في مصانع المملكة المتحدة، في ظل سعي الحكومة لمعالجة النقص المتزايد في الأسلحة المسيرة.
ويحذر مسؤولو الدفاع البريطانيون من أن بطء عمليات الشراء وتقادم الطائرات المسيرة في ترسانتهم يعنيان حاجة المملكة المتحدة الماسة إلى تعزيز مخزونها من الطائرات القادرة على العمل في ميادين القتال الحديثة.
وبحسب صحيفة فايننشال تايمز، تحركت الشركات الألمانية الناشئة سريعة النمو في مجال تكنولوجيا الدفاع لملء هذا الفراغ، حيث افتتحت شركة هيلسينج مصنعًا هذا الشهر في بليموث لتصنيع مسيرات تحت الماء قادرة على كشف الغواصات.
وفي اليوم التالي، افتتحت شركة ستارك، المنافسة، مصنعًا في سويندون بدعم من الملياردير الأمريكي بيتر ثيل، ضمن خططها لتوسيع حضورها في السوق البريطانية.
وقد عززت الحرب في أوكرانيا تكنولوجيا الطائرات المسيرة، إذ تسببت الطائرات المسيرة التجارية الرخيصة في سقوط ما بين 70 و80% من الضحايا، ما غيّر قواعد المعركة، وكشف عن تخلف دول الناتو عن روسيا والصين في هذا المجال.
وقال ديفيد روبرتس، الرئيس التنفيذي لشركة أركس روبوتيكس الألمانية للطائرات بدون طيار في المملكة المتحدة، والتي أعلنت استثمار 45 مليون جنيه استرليني في مصنع قرب لندن: "هناك فجوة كبيرة في قدرات الطائرات بدون طيار في القوات المسلحة البريطانية، ويجب سدها بسرعة لضمان قوة ذات مصداقية".
وتُعد المملكة المتحدة سوقًا جاذبة للشركات الألمانية لأنها أكبر مُنفق دفاعي في أوروبا، بميزانية سنوية تبلغ 62 مليار جنيه استرليني هذا العام، ولديها نظام ترخيص أكثر تساهلاً لصادرات الأسلحة مقارنةً بالعديد من الدول الأوروبية الأخرى.
وقال مايك أرمسترونج، المدير الإداري لشركة ستارك المملكة المتحدة: "عندما تُدخل المعدات إلى الخدمة مع الجيش البريطاني، فإن المؤسسات تُقدّم لك الدعم في أسواق التصدير الأجنبية".
وتأتي استثمارات شركات ستارك وهيلسينج وأركس في الوقت الذي تعمل فيه ألمانيا والمملكة المتحدة على موازنة استراتيجياتهما الدفاعية، وفق اتفاقية تعاون وقّعتها الدولتان العام الماضي، تعهّد فيها الجانبان بالعمل المشترك على قدرات دفاعية محددة مثل أسلحة الضربة العميقة.
وفي المملكة المتحدة، سلّطت المراجعة الاستراتيجية للدفاع الصادرة في يونيو/حزيران الضوء على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، ودعت إلى "زيادة في القدرة الفتكية"، مع تخصيص عشرة أضعاف الاستثمارات في التكنولوجيا الحديثة.
وأعلنت شركة هيلسينج عن استثمار بقيمة 350 مليون جنيه استرليني لتصنيع طائرات مسيرة ذاتية التشغيل للكشف عن الغواصات تحت الماء، رغم أن طائرتها الهجومية الرائدة لا تزال تُصنع في ألمانيا.
ولم تُفصح شركة ستارك عن رقم الاستثمار، إلا أن مصنعها في سويندون سيُنتج مجموعة من الأسلحة الأخرى، بما في ذلك طائرات بحرية مسيرة وطائرة هجومية بعيدة المدى.
وأكد مسؤولون دفاعيون كبار أن التطور السريع والمستمر لتكنولوجيا الطائرات المسيرة يجعل تخزينها لفترات طويلة غير مجدٍ، نظرًا لقصر عمرها الافتراضي.
وقال آل كارنز، وزير الدفاع البريطاني، خلال افتتاح مصنع ستارك في سويندون: "تتطور التكنولوجيا بسرعة كبيرة في أوكرانيا، مع تحديثات وتعديلات مبتكرة للطائرات المسيرة. إذا اشتريت طلبية ضخمة الآن، فستصبح قديمة الطراز قريبًا".
ويُعد سعي وزارة الدفاع البريطانية إلى تعزيز الصناعة المحلية من خلال الشراء محليًا سببًا رئيسيًا لدفع الشركات الألمانية الناشئة إلى افتتاح مصانعها في المملكة المتحدة.
وقال جيمس جافين، رئيس التحول التكنولوجي في مديرية التسليح الوطنية البريطانية، التي تشرف على تطوير وتسليم الأسلحة لوزارة الدفاع: "لن أقوم بتمويل شيء يُصنع في الخارج ويتم شراؤه من المخزونات، هذا كل ما في الأمر".